وقال شومان في تصريح لوكالة مهر للأنباء حول تداعيات اعدام الشيخ نمر النمر في السعودية أن هذه الخطوة فتحت المجال أمام زيادة الإحتقان الإقليمي على المستويين السياسي والمذهبي ، ومن شأن عملية الإعدام أن تدفع التوتير الحاصل إلى مستويات غير مسبوقة ، معتبراً أن هذه الخطوة غير المدروسة تؤكد أن السلطات السعودية تتخذ قرارات انفعالية لا تحتسب فيها الخطوة التالية وماذا يمكن ان يحد من ردات فعل ، خصوصا ان الشيخ نمر النمر يمثل رمزا إسلاميا ،
ورأى أن الشيء الخطير في تلك الجريمة، أن الرياض ومن خلال إعدام الشيخ النمر، تسعى إلى استقطاب مذهبي تحتاجه في الحروب المتعددة التي تخوضها في كل الإتجاهات.
وبخصوص تدخلات الرياض في سوريا والعراق بدعوى دعم الثورة والحرية أكد المحلل السياسي اللبناني على أنه لا يمكن للسعودية ان تتحدث عن الديموقراطية والحرية ، فنظامها السياسي ملكي وراثي ـ وهذا يخالف أبسط المعايير الديمقراطية ، معتقداً أن تدخلها في سوريا يقوم على قواعد التدخل في شؤون الغير وتوسيع مناطق النفوذ ، وكل ذلك ، لا يرتبط بالديموقراطية من قريب او بعيد.
ولفت الى أن الجماعات السورية المسلحة التي تساعدها السعودية ، تعتبر الديموقراطية حراماً وكفراً ، وفي طليعة هذه القوى " جيش الإسلام " وحركة " احرار الشام" ، فضلاً عن جماعات أخرى تجهر بعدائها للديمقراطية وخيارات الشعوب .
ورداً على سؤال مراسل وكالة مهر للأنباء حول تداعيات قطع السعودية لعلاقاتها الدبلوماسية مع ايران قال شومان : مرة أخرى يمكن القول إن القرارات السعودية انفعالية ومتسرعة ، وتصب في السياق نفسه ، أي سياسة الإستقطاب المذهبي مرجّحاً أن هذا القرار لم يكن وليد اللحظة، بل إن السلطات السعودية كانت تبحث عن قطع العلاقات مع طهران قبل فترة طويلة ، "ولو بحثنا في المواقف السعودية خلال الأشهر الماضية، لوقفنا على مجموعة من المعطيات مضمونها أن الرياض بصدد التصعيد مع طهران ، ولذلك رفضت كل محاولات التهدئة وأقفلت كل قنوات الحوار" .
وتابع: مباشرة بعد إعلان الرياض قطع علاقاتها مع طهران ، تماشت معها دول إقليمية معينة ، كان معروفا سابقا أنها ستلحق بالقرار السعودي ، إلا أن هذا الأمر سيبقى محدودا ، ولا أظن أن دولا كبرى يمكن أن تجاري السعودية في قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية .
واشار الى التبعات السلبية لهذا التصعيد على الساحتين اللبنانية والسورية ، وكذلك اليمنية ، موضحاً على المستوى اللبناني ، على الأرجح أن يتم طي صفحة ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، مما يعني إبعاد التسوية الرئاسية عن الأفق السياسي ،كما أن الميدان السوري قد يشهد تصعيدا أكثر من السابق ، وكذلك هي الحال في اليمن/انتهى/ .
اجرى الحوار: محمد مظهري