وقال بوتين في حديث لصحيفة "بيلد" الألمانية : "أما القضية السورية فأعتقد أنه يجب المضي قدما بالتجاه الإصلاح الدستوري، وهذه العملية تعد بالطبع معقدة، وبعد إتمامها يجب إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة على أساس الدستور الجديد".
وأشار الرئيس الروسي إلى أن تحقيق الاستقرار والأمن في سوريا وإعداد الظروف الملائمة لتنمية الاقتصاد ورفاه الناس ليفضلوا العيش في بيوتهم بوطنهم بدلا من الهرب إلى أوروبا، لن يكون واردا إلا في حال حدد الشعب السوري وحده من سيحكم البلاد وكيف سيفعل ذلك.
وقال بوتين إن الرئيس الأسد ارتكب العديد من الأخطاء خلال الصراع في بلاده لكن الأزمة وصلت إلى حجمها الراهن نتيجة الدعم الخارجي المتمثل بالتدفق الكبير للمال والسلاح والمقاتلين.
وتساءل هل تتحمل الحكومة السورية الساعية إلى الحفاظ على سيادتها ومنع الأعمال المنافية للدستور مسؤولية معاناة المدنيين الأبرياء، أم يتحملها أولئك الذين ينظمون هذا العمل المسلح ضد الحكومة؟
الخلاف السعودي الإيراني يعيق التسوية السورية
وأشار الرئيس الروسي إلى وجود علاقات جيدة لروسيا مع إيران وعلاقات تعاون دائم مع السعودية، منوها بأن اختلاف وجهات النظر بين السعودية وإيران يجعل العمل على تسوية الأزمة السورية وحل قضيتي مكافحة الإرهاب ووقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا أكثر صعوبة.
وقال بوتين "لا أعرف إذا كان هذا سيؤدي إلى اندلاع نزاع إقليمي واسع النطاق ولا أريد أن أتحدث عن هذا الاحتمال أو حتى التفكير فيه".
وعبّر عن الأسف لما حدث بين البلدين، منوها بأن روسيا تخلت عن الإعدام رغم مرورها بفترة مكافحة الإرهاب الصعبة جدا في التسعينيات من القرن الماضي وبداية القرن الجاري، ومشيرا إلى بقاء أحكام الإعدام في دول مثل المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى.
وقال بوتين : نشعر بالأسف إزاء ما حدث، لا سيما أن الشيخ نمر النمر لم يحارب ضد السعودية حاملا السلاح، وفي الوقت نفسه نعتقد أن الهجوم على السفارة أمر غير مقبول على الإطلاق في العالم المعاصر.
وأشار الرئيس الروسي إلى اعتقال السلطات الإيرانية عددا من المحرضين على مهاجمة السفارة السعودية، كما عبّر عن استعداد روسيا للقيام بكل ما بوسعها من أجل وضع نهاية للنزاع في أقرب وقت ممكن /انتهى/ .