واعتبرت الاستاذة في العلوم السياسية الدكتورة سهام بنت محمد بن عزوز في مقالة كتبتها لوكالة مهر للأنباء إن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز قام بالسيطرة على السلطة في السعودية بشكل كامل واستبعد باقي افراد العائلة الحاكمة كبندر بن سلطان مثلا او ابناء الملك السابق عبد الله ابن عبد العزيز متسائلة "ما هي الوعود التي قدمتها الولايات المتحدة الامريكية لهؤلاء حتى يلزموا الصمت و يقبلوا الاقصاء ولو بعد حين بابعادهم عن حلم السلطة؟"
وأشارت بن عزوز إلى ان هناك امتعاض وانتقاد شديد لسياسة التفرّد من سلمان في الحكم معتبرة أنها دليل على انّ هذا الصمت لن يدوم طويلا ولاسيما بعد إن قلص الملك سلمان صلاحيات ونفوذ الامير محمد بن نايف لمصلحة ابنه الامير محمد بن سلمان مما زاد الامر تعقيدا نظرا للصراع النافذ بين الأميرين.
وأضافت الخبيرة السياسية التونسية إن سلمان وابنه محمد هما الحاكمان الفعليّان للسعودية اليوم ويتمتعان بكل الصلاحيات دون رقابة ولا معارضة من احد مشيرةً إن الارتباك بدأ يظهر في أداء محمد بن سلمان منذ فترة كقرار الحرب على اليمن المدعوم من امريكا وفرض شروط جديدة على الشركة المتعاونة وهي مجموعة بن لادن الاقتصادية كما قام بالسيطرة على شركة أرامكو واليوم تطرح العديد من اسهمها للبيع عملا بسياسة الخصخصة التي اعلنها ولي ولي العهد منذ فترة قصيرة.
ولفتت بن عزوز إلى الفساد الذي يسببه ولي العهد من تعيين الوظائف الحكومية وسوء إدارة الحج والتحييز للمواطنين الوهابيين مع تهميش كامل للاسف لغيرهم من السكان وأخيراً ما أشار به على الملك بضرورة اعدام الشيخ النمر لانّه تجرّأ و تحدّاه.
ورأت إن إقدام السعودية على إعدام اكبر معارض لها لارتكابه جريمته الوحيدة بترديده شعار "لا مشروعية للاستبداد"، عززّ مشاعر التمييز العنصري ضد كل من هم من غير اهل السنّة الممنوعين من التعليم الديني وشغل الوظايف العامة في الدولة لافتة إلى إن غير المسلمين الذين يشكل عددهم نسبة لا يستهان بها في السعودية فمحظور عليهم ممارسة طقوسهم الدينية ولا يمكن لهم الحصول على الجنسية السعودية.
وأردفت بن عزوز إلى إن سياسة السعودية على المستوى الدولي تستند إلى القبائل البدوية في المملكة، فمثلاً لازالت السعودية تدعم وتموّل حركة طالبان في افغانستان واحزاب سياسية سنّية في بعض الدول العربية كلبنان (تيار المستقبل) وفي المقابل تسحق الثورة في البحرين و تدعم المسلحين المتطرفين في سوريا و العراق و اليمن.
كما أضافت الأكاديمية التونسية إن السعودية لم تتوان يوماً عن دعم أهل السنًة _ بشرط أن يكونوا أقرب لوهابية دولتهم _ ليس ضد الشيعة الإثناعشرية فحسب، بل أولا وقبل كل شيء، ضد السنًة المتنورين المعتدلين الرافضين للطائفية الوهابية التي يعتبرونها فكرا مشّوها للاسلام السني الصحيح، ثم تتوالى بعدهم كل الديانات والمذاهب الأخرى (كالإسماعيليين، والزيديين ،والعلويين، والدروز وما إلى ذلك).
وشككت بن عزوز في مصداقية مايسمى ب "التحالف الدولي الاسلامي لمحاربةِ الارهاب" الذي أعلن عنه من جانبٍ واحد متسائلةً ما هي هيكليتُه واهدافُه؟ وهل هكذا تُبنى الاحلاف، ام على غرارِ الحلفِ المزعومِ في حربِ المملكةِ ضدَ اليمنيين؟ ومن زعَّمَ بن سلمان على جيوشِ اربعٍ وثلاثينَ دولة؟ و وفقَ ايِ قائمةٍ للارهابِ سيعملُ الحلفُ المزعوم؟
وأشارت بن عزوز الى احتجاجت و انتقادات من جانب بعض الدول المشاركة من ادراج اسمها في هكذا قائمة دون تفاوض او اعلام .
وطرحت الأكاديمية التونسية السؤال الأهم، "هل يمكن للسعودية ان تواجه ذاتها في شقها الذي لا يخفي دعمه ومساندته واستثماره في الجماعات المسلحة المصنفة ارهابية دوليا والموجودة في العراق وسوريا تحديدا؟"
وأوضحت ان السعودية سعت جاهدة منذ البداية لاعلان هذا التحالف الاسلامي دون أي سابق تخطيط او ترتيب او حتى اعداد استراتيجية عمل واضحة يمكن من خلالها النظر لهذا الموقف على انه موقف جدي ويستحق فعلا التقييم معتبرة ان هذا التحالف له أهداف معلنة وغير معلنة منها محاولة من السعودية لتضييق الخناق على الجمهورية الاسلامية في ايران او تكوين ائتلاف ضد التيار الشيعي كما يحلو لهم تسميته مع كل ما يحمله هذا التوجه من مخاطر على الامة الاسلامية لانه اذكاء للفتنة الطائفية والمذهبية وعمل على تحويل وجهة العقول عن العدو الحقيقي والوحيد في هذا العالم وهو الكيان الصهيوني الغاشم كما انها تشكل تغطية على الفشل الذريع في سوريا والعراق وخاصة في اليمن المستنقع الذي وقعت فيه السعودية ولم تجد له الى حد كتابة هذه السطور مخرجا يحفظ لها ما تبقى من ماء الوجه.
واعتبرت الأكاديمية التونسية إن اعدام رمز المعارضة في الداخل السعودي الشيخ نمر باقر النمر ليس سوى سقوط سياسي كغيره من التصرفات والقرارات التي اصدرتها السعودية ونفذتها مشيرة إلى إن شرارة سقوط كيان ال سعود بدأت، فاعدام الشيخ نمر وكأنّه نزوة زائدة عن حدّها سيجعل من سقوط المملكة أمرٌ لا مفرّ منه فلم يعد لدى من يعيشون هناك أي أمل يرتجى وسيجد البلد نفسه مقبلا على مزيج من حركات تمرّد قبليّة وثورات اجتماعية قد تكون أكثر فتكا ودموية من كل ما شهده الشرق الاوسط من صراعات. /انتهى/.