صرح آية الله العظمى ناصر مكارم شيرازي احد المراجع الدينية في مدينة قم المقدسة إن التيارات التكفيرية هي أسوء من العصور الوسطى في تقييد العقائد وتضيقها، داعياً علماء الاسلام لمواجهة التكفيرين بالمنطق والاستدلال.

وأفادت وكالة مهر للانباء إن آية الله العظمى ناصر مكارم شيرازي احد المراجع الدينية في مدينة قم المقدسة صرح في المؤتمر الدولي "خطر التيارات التكفيرية في عالم اليوم، ومسؤولية علماء العالم الإسلامي" الذي يقام في مدينة قم المقدسة إن الهدف الأول للمؤتمر هو معرفة جذور التيارات التكفيرية لنتمكن من مواجهتها بالإدلة والمنطق ولنبعد الشباب عن خطر الوقوع ضحية هذه التنظيمات، والهدف الثاني هو توحيد صوت العلماء المسلمين لتبرئة الاسلام من دنس الإرهاب والتكفير. 

وأضاف آية الله مكارم شيرازي إن الاسلام دين محبة ورحمة على عكس ما يظهره التكفيريون من عنف وتخريب، لافتاً الى إن القرآن الكريم أوصى الملسمين أن يتحلوا بالأخلاق الحميدة والكلمة الطيبة مع جميع الناس.

وأكد آية الله مكارم شيرازي إن الخسائر التي لحقت بالاسلام نتيجة تصرفات الإرهابيين والتكفيرين لايمكن إحصائها، منوهاً إلى إن جرائم الإرهاب لحقت بالمسلمين وغيرهم بأبشع الطرق كالحرق وقطع الرؤوس. 

وأشار المرجع الديني إن الجرائم التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية هجرت الملايين من المسلمين وبعثرتهم على طرقات الموت، ودمرت بيوتهم وهدمت اقتصادهم وأزالت المعالم الآثرية من البلاد الاسلامية، لافتاً إلى إن 50 عاماً لا تكفي لترميم كل هذا الدمار. 

وأردف آية الله مكارم شيرازي إن هذه التنظيمات الإرهاربية تتعاون مع البلدان الغربية إلى جانب الكيان الصهيوني للإساءة للدين الإسلامي، منوهاً إلى ماصدر عنهم من تشويه وتحريف للإسلام في حق المرأة والإنسانية، فهم لم يميزوا بين طفل وعاجز وإمرأة. 

ولفت إن البعض شبه إرهابيي اليوم بخوارج الأمس، معقباً إن ما ارتكبته التنظيمات الإرهابية اليوم لم يرتكبه الخوارج، بل هم أشد خطورة من الخوارج. 

وأوضح آية الله مكارم شيرازي إن التنظيمات التكفيرية لا تعادي الشيعة وحسب بل يستبيحون كل من يخالف أفكارهم، مؤكداً إنهم جرائهم أسوء من عصر تقييد الأفكار وتجميدها في عصور الظلام، معتبراً إياها طعنة في الأسس الاسلامية. 

وشدد المرجع الشيعي البارز إن خطر التكفيرين لايتوقف على المسلمين فحسب بل يصل إلى كل البشر، منوهاً إلى إن الحل العسكري لن يعطي النتائج المطلوبة، داعياً الجميع للاتباع الطرق الفكرية والثقافية الإعلامية لاستئصال هذا الفكر من جذوره. 

ودعا آية الله مكارم شيرازي علماء السعودية الوهابيين إلى توخي الحذر في تكفير المسلمين ومراقبة مطبوعاتهم وإعلامهم، مطالباً إياهم بعدم حماية المتطرفين مالياً وسياساً وإعلامياً.

واقترح المرجع الشيعي البارز طرح قناة تلفزيونية لمحاربة الفكر الإرهابي بجميع اللغات بالتعاون مع الدول الاسلامية، معلناً استعداد ايران في هذا المجال. 

واختتم آية الله مكارم شيرازي كلامه بإن ايران تحمل سارية الاسلام وتحارب التكفيرين وتدعو جميع المسلمين ليكونوا صفاً واحداً ضد هذا التهاجم الفكري. /انتهى/.