صرح أبو أحمد فضل عضو قيادي في حركة حماس في لبنان إن مشكلة الأونروا اليوم ليست مالية بل سياسة تقف وراءها الدول الداعمة للكيان الصهيوني في محاولة تأييس اللاجئ الفلسطيني في الشتات وإبعاده عن هويته.

وأوضح أبو أحمد فضل عضو قيادي في حركة حماس في حديث له لوكالة مهر للأنباء إن منظمة الأونروا قدمت الكثير من الخدمات بعد اتفاق أوسلوا في كل أماكن اللجوء إلا إن قطع المساعدات اليوم تقف وراه أسباب سياسية وغير مالية تحاول جر فلسطيني الشتات إلى اليأس من قضيتهم. 

واتهم أبو أحمد فضل امريكا والمجتمع الدولي والدول المانحة بالوقوف وراء هذه الأزمة، موضحاً إن هذه المنظمة كانت تتكفل بتشغيل اللاجئين الفلسطينين وعلاجهم مئة بالمئة وكانت هناك مساعدات طبية وتعليمية استمرت على وتيرات مختلفة خلال العشرين عام الماضية.

وأوضح العضو القيادي في حركة حماس إن هذه التصعيدات اليوم بوقف المساعدات الاستشفائية هي محاولة للتخلص من اللاجئين الفلسطينيين وقضية حق العودة، وعملياً تسليم الفلسطينيين إلى الدول المضيفة، منوهاً إلى إن لبنان تحديداً لا يمكنه تحمل عبء اللاجئ الفلسطيني صحياً وتعليماً.

وبيّن أبو أحمد فضل لوكالة مهر للأنباء إن هذا التصرف الأخير من منظمة الأونروا استدعى الفصائل الفلسطينية في لبنان لاتخاذ قرار مشترك في تصعيد الأجواء لإجبار الأونروا على العودة عن قرارتها وخاصة موضوع الاستشفاء ثم ياتي الموضوع التربوي والموضوع الإغاثي والإعاشي.

وأضاف العضو القيادي في حركة حماس إن بداية العام الدراسي هي السبب في تفجير الأزمة، فالأونروا هي التي امتنعت عن تقديم الخدمات مع بداية العام بعد إن لوحت بهذا التهديد عدة مرات، مشيراً إلى إن المشكلة لايمكن أن تكون مالية فتكاليف هذه الخدمات لا تعادل ثمن أبسط التجهيزات الحربية التي تغزو العالم.

واعتبر أبو أحمد فضل إن حقيقة ما تقوم الأونروا به حالياً هو العمل على ترحيل الفلسطينين وتأييسهم لافتاً إلى حالات الغرق التي طالت العديد من الفلسطينين العام الماضي سببها فقدان الأمل من العيش في المخيمات ومحاولة خلق ظروف حياة جديدة.

وبخصوص وضع الفلسطينيين في لبنان منوهاً إلى انعدام حقوقه وحرمانه من الخدمات مشدداً على احترام لبنان وحكومته وشاكراً إياهم حسن الضيافة إلا إن فرص العمل معدومة حيث يقبع 70% من الفلسطينيين تحت خط الفقر.

وأشار أبو أحمد فضل إلى منظمة التحرير الفلسطينية محملاً إياها المسؤولية الكاملة فهي تركز كل أعمالها على أراضي الداخل الفلسطينية دون الاهتمام بفلسطيني الشتات، لافتاً إلى إن الوضع قبل أوسلوا كان مختلفاً ، فقد كانت منظمة التحرير تساعد الأونروا في قضية اللاجئين.

وشدّد العضو القيادي في حركة حماس على تمسك الشعب الفلسطيني بمنظمة الأونروا لأنها شاهد حيّ على قضية اللاجئين، معتبراً الأمم المتحدة منظمة مسؤولة عن الشعب الفلسطيني إلى حين عودته، مذكراً إن قضية اللاجئين قضية سياسية فهذا الشعب هجر من أرضه قصراً وهو مظلوم وله حق في أرضه.

وأكد أبو أحمد فضل على إن عودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه تغنيه عن جميع المساعدات، فخيرات بلاده تكفيه إذا ما عاد.

ونوه القيادي في حركة حماس إلى دور منظمة التحرير والسلطة في الشتات قائلاً إنها كقوى سياسية فلسطينية تشارك مع بقية الفصائل الفلسطينية بمعالجة قضايا الفلسطينيين إلا أنهم أقل حجة من غيرهم من المنظمات والحركات، موضحاً إن السلطة الفلسطينية تتعامل مع منظمة الأونروا بشكل مؤسساتي إلا إن الشعب الفلسطيني في الشتات هو شعب محتاج للمساعدات الإنسانية لايمكن أن ينتظر الإهمال العالمي، مشيراً إلى إن تدخل السلطة الفلسطينة بشكل جدي يمكن أن يغير من واقع الشعب الفلسطيني في الشتات.

ولفت أبو أحمد فضل إلى مسألة المستشفيات والإهمال الطبي الذي يعاني منه اللاجئين الفلسطينين في لبنان معتبراً هذه القضية مستعجلة لايمكن التغاضي عنها.

وأشار  العضو القيادي في حركة حماس إلى إن الدول المانحة الأوروبية والعربية تتحمل جزء من المسؤولية، إلا إن علاقة الفلسطينيين معنية بمنظمة الأونروا، والجميع يطالبون بتنفيذ التزاماتهم تجاه اللاجئين بعد اتفاق اوسلو.

ونوه أبو أحمد فضل  إلى إن منظمة الأونرو في لبنان تعاني من بعض الفساد الذي يؤثر على سياسة المنظمة مع اللاجئين مشيراً إلى أوضاع مخيم نهر البارد.

وأضاف القيادي الحمساوي إلى انقطاع مساعدات الفلسطينيين السوريين المتواجدين في لبنان وما يشكله ذلك من أعباء على كاهل الفلسطنيين في لبنان، مما دفع جميع القوى الفلسطينة في لبنان إلى الاعتصام أمام المركز الرئيسي للاونروا لتتراجع عن هذه القرارات الجائرة بحق الشعب الفلسطيني.

وأكد أحمد أبو فضل على توحد القوى الفلسطينية بكل أطيافها في لبنان حيث شكلوا منذ سنتين قيادة سياسية مركزية مختصة بشؤون اللاجئين الحياتية والاجتماعية والأمنية، مشيراً إلى إن مهمة هذه القيادة حفظ الامن للشعب الفلسطيني في المخيمات وذلك عن طريق قوى أمنية مشتركة مؤلفة من كافة القوى والتيارات الفلسطينية بالتعاون مع لسلطات اللبنانية لافتاً إلى إن الموقف الفلسطيني في لبنان هو موقف موحد بالرغم من التباين في التوجهات السياسية. /انتهى/. 

أجرت الحوار: ديانا محمود