وكالة مهر للأنباء- الإشاعات تتوقف لحظة الإعلان عن الحقيقة لكن هذه المرة يقبلان بعضهما ويتعانقان، إشاعة كانت أو حقيقة، محمد بن سلمان التقى البغدادي.
فكراً، مشروعاً، الأهداف والمصير، الغايات والداعمين، السلوك والوسائل، كلها تتشابه بين نظام بني سعود وداعش، في هذه الحالة، يكون اللقاء بينهما واقع حال، تفرضه أزمات المرحلة، كلاهما في مُشكلة كبيرة، وكلاهما يستجديان الحلول.
كشفت تسريبات إعلامية مؤخراً، عن لقاء جمعَ محمد بن سلمان نجل الملك السعودي، بأبو بكر البغدادي زعيم داعش الإرهابي، وفيما يُحاول الأمير الحِفاظ على سرية اللقاء، نشرت وسائل الاعلام، الخبر الذي سربهُ على ما يبدو مقربون من وزير الداخلية، نتيجة الصراع الداخلي على الحُكم.
لقاءات مِثل هذه لا تُعبر بالضرورة، عن أمرٍ جديد كُشفَ تواً، فالعلاقة بين السعودية وداعش أكبر مِن اختصارها بلقاء، مئات المُجندين ومليارات الدولارات، إضافة للحاضنة السياسية والفتوى، تشكل بمجموعها تسهيلات بسيطة، تقدمها السعودية لداعش.
أمّا التوقيت مهم، عقد اللقاء في هذه المرحلة الحساسة، يكشف عن نوايا جديدة للملك ونجله، فالمعوقات تزداد أمامهما لترتيب نقل الحكم، الأمر الذي دفعهم للإستعانة بخليفة داعش، عسى أن يكون سيف الملك الضارب.
سِلاح مُحمد بن نايف القديم يُستخدم ضِده، فهو عراب تنظيم القاعدة الإرهابي، ولهُ باعٌ طويل مع التنظيمات المتشددة، وقد سبقهُ بن سلمان للعب بهذه الورقة، باستخدامه داعش.
الحاجات تتلاقى، وتتحول إلى مشتركات شَخصية، بين الملك المستقبلي والخليفة المسلوخ، فداعش بأشد الحاجة للمال والسِلاح، وقد وجدت بالأمير الشاب ما يجعلها تستغله، في أكبر عملية حلب أموال، ما قد يضاعف الأموال التي تأخذها أصلاً، من السعودية كدولة.
الطرف الأخر، جائعٌ طائش، بأمس الحاجة لإنهاء قصة خلافة أبيه، وجد بداعش خلاصاً، تضرب الداخل السعودي، تفجر جامع هنا وحسينية هناك، تبدأ بوادر إنحلال الأمن، فيقضي غلى غريمه بن نايف بالقاضية.
فقط في هذه الحالة، سيحققان هدفهما، كِلاهما سُحق عسكريا وبانت عورة القوى الزائفة، داعش في العراق وسوريا، وبن سلمان في اليمن، الخلاص الوحيد هو اتحاد القوتين، داخل المجتمع السعودي المعبأ أصلاً بالفكر الداعشي.
حَصادُ الأحفاد لزرع الأجداد، لهذا الأمر أسس محمد عبد الوهاب مذهبه، جاءت لحظة قطف الثمار، أيُ ثِمار؟, نعم هي ثمار السُم الذي سيأكله نظام بني سعود، يأكل ويشبع ويموت..