ولفت فتحلي الى ضرورة اغتنام الفرصة لتعزيز العلاقات الثنائية مع لبنان لاسيما التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، موضحا أن "هناك مجموعة من المزايا التفاضلية بين لبنان وايران ينبغي الاستفادة منها لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين"، مشددا على ان "لبنان يحتل مكانة مرموقة وبارزة لدى ايران وأحد أهم أسباب ذلك هي المقاومة البطولية بمواجهة العدو الغاشم، والتضحيات التي قدمها لبنان بمواجهة قوى التكفير ستسجل في سجل الشرف للشعب اللبناني العزيز".
وردًا على سؤال على الاستحقاق الرئاسي، لفت فتحعلي الى ان ايران لا تتدخل في الشأن الداخلي اللبناني، معتبرًا أن "المكونات الداخلية اللبنانية بامكانها أن تجد الحل لكافة المشكلات السياسية في لبنان".
وتابع قائلا:"طوال الاشهر الماضية عقب الاتفاق النووي تمكنا من تمهيد الاجواء لارسال ثلاثة وفود توجت بانعقاد اللجنة الاقتصادية اللبنانية الايرانية المشتركة، ونحن على ثقة بأنه بفضل جهود الحكومتين والمسؤولين سوف تؤدي هذه الزيارات الى تعزيز التعاون الثنائي بما ينعكس ايجابيا على الشعبين".
كما لفت السفير الايراني الى أن "المساعدات الايرانية المعروضة للجيش اللبناني لها خصوصيات فهي بدون شروط وبلا بدل وتقدم باحترام"، مؤكدًا في إطار رده على سؤال بأن "مصلحة الشعب اللبناني ينبغي الا تبقى رهينة الحسابات السياسية".
واضاف:"نحن نجري العديد ممن الخطوات من أجل تفعيل الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين، وفي هذا الاتجاه تأتي زيارة وزير الاقتصاد اللبناني، حيث تم توقيع اربعة بروتوكولات مشتركة من خلال اللجنة المشتركة، ونأمل من خلال التعاون الثنائي ان نطبق البروتوكولات الثنائية التي سبق ان وقعت او التي وقعت مؤخرا".
وحول قضايا المنطقة، دعا فتحعلي "كافة دول وحكومات المنطقة الى التوحد من اجل درء الخطر الارهابي الذي يتهددنا جميعاً"، معتبراً أن "أي تبنٍ للخطاب الطائفي يخدم أعداء المنطقة وعلى رأسهم الكيان الصهيوني".
وشدد على ان "ايران تعمل على ايجاد عالم خالٍ من العنف والتطرف وهي تجسد ذلك في خطاباتها على أعلى المستويات"، معتبراً أنه "يمكن حل المشكلات العالقة في دول المنطقة دون أي تدخل خارجي".
وحول علاقات طهران والرياض، اشار السفير فتحلي الى أن ايران سعت منذ قيامها لبناء علاقات احترام مع دول المنطقة وخاصة الدول التي تجاورها في الخليج الفارسي، لافتا الى أن سماحة السيد الامام علي الخامنئي كان يؤكد دائما بمواقفه أن أي خلاف وشقاق بين ايران والخليج الفارسي يؤدي تلقائيا الى استفادة الاعداء منه، وان ي تبني للخطاب الطائفي يخدم أعداء المنطقة، وكمحصلة نهائة يعود بالنفع على الكيان الصهيوني، خالصًا الى التأكيد بأن مقاربة ايران لعلاقاتها مع السعودية دائما ما تأخذ مصالح المنطقة بعين الاعتبار.
وفي الشأن السوري، لفت السفير الايراني الى أن "الحل السياسي هو الحل المنطقي الوحيد المتاح للازمة السورية والشعب السوري هو من يحق له حل مشكلاته ومعضلاته لوحده"، و"سوريا بصمودها من خلال قيادتها وجيشها وشعبها حجزت لنفسها بطاقة ذهبية في واجهة الارهاب والحقد والتكفير"، ورأى أن "الطريق الوحيد لحل الازمة اليمنية هو الحوار اليمني اليمني باشراف الامم المتحدة".
من جهة ثانية، أكّد فتحعلي أن "اليمن يتعرض للتدمير وكنا نأمل أن تسخّر الامكانيات التي تستخدم ضد اليمنين بمواجهة العدو الصهيوني"، وأمل أن "نرى اجتماعات الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي تعقد للنظر بالانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني".
كما شدد على "أننا مطالبون بدعم ومساعدة الانتفاضة الفلسطينية المتواصلة للشهر الخامس في وجه العدو والا فالتاريخ لن يرحمنا".
واكد سعادته ان بلاده تتابع حادث منى المأساوي والمؤسف للغاية ببعده الحقوقي والقانوني، معربا عن امله بأن تلتزم السلطات السعودية بالتعهدات المطلوبة منها في هذا الاطار.
كما اشار الى ان خارجيه بلاده تتابع ايضا ملف الدبلوماسيين الايرانيين الاربعة المخطوفين، لافتا الى ان هذا الملف "لا يزال مفتوحا، والسفارة الايرانية في لبنان تقوم دوما بالدور المطلوب منها بهذا المجال من خلال متابعة هذا الملف، ومطالبة المسؤولين اللبنانيين بشأنه، أملا العودة الميمونة لهؤلاء الاعزاء الى وطنهم".
وفي الختام، خلص السفير الايراني في لبنان الى أن "ايران استطاعت بفضل صمود شعبها وقيادتها الحكيمة تجاوز كل الصعوبات والمحن خلال السنوات الماضية".
وكان السفير الايراني، استهل حديثه بالتذكير بمآثر الثورة الاسلامية في ايران في ذكرى انتصارها، لافتا الى ما كان يعانيه الشعب الايراني من ظلم واضطها ايام الشاه. وكيف وجد هذا الشعب في خطاب الامام الخميني (قده) في تلك الفترة خطابا جامعا، مشيرا الى ان هذا الخطاب استقطب ايضا كل شعوب المنطقة وشعوب العالم، حيث ان الامام كان مشهورا ومعروفا في كل العالم رغم انه لم يكن هنالك وسائل تواصل الاجتماعي في تلك الحقبة الزمنية، وذلك لان خطاب الامام كان مستندا الى المبادئ والثوابت للاسلام المحمدي الاصيل ويتجاوب مع كل مطالب الناس وطموحات وتطلعات الشعوب.
ولفت فتعلي في سياق حديثه، الى ما وصلت اليه ايران اليوم بعد 37 عاما على انتصار الثورة الاسلامية الايرانية، في كافة المجالات لاسيما منها العلمية والتقنية، فهي تحتل اليوم بحسب مؤسسات محايدة المرتبة الثالثة عالميا بمجال الليزر، والثامنة في مجال "النانو"./انتهى/