واشار نصر الله، في كلمة له في ذكرى "الشهداء القادة"، إلى أن "الاسرائيليين يعتبرون أنهم أمام فرصتين وتهديدين فالفرصة الاولى هي تشكل مناخ مناسب لاقامة علاقات والدفع بتحالفات مع الدول العربية السنية وهذا وفق تعبير الاسرائيليين والفرصة الثانية هي امكانية تغيير النظام في سوريا فسقوط النظام في سوريا سينزل ضربة قاسية بمحور المقاومة وسيصبح مشكوكا بقدرة الجيش السوري المشاركة بأي مواجهة عسكرية مع اسرائيل"، لافتاً إلى أن "التهديد الاول لاسرائيل فهو ايران والثاني هو حركات المقاومة في فلسطين ولبنان ويصنف "حزب الله" بالتهديد العسكري الاساسي".
وأكد نصرالله أن "الاسرائيليين ومعهم حكومات عربية يدفعون بقوة باتجاه الحديث عن الصراع السني الشيعي والتصوير أن كل ما يجري بالمنطقة هو صراع سني شيعي رغم أن هذا الصراع هو سياسي كما في اليمن والبحرين وسوريا والعراق ولبنان أما العنوان الطائفي يخدم مصالحهم"، معتبراً أن "هناك تطابق بين الادبيات الاسرائيلية وبعض الاعلام العربي وخصوصا السعودي والخليجي فالاسرائيلي يعتبر أن تطورات المنطقة فرصة ذهبية ليقدم نفسه صديقا لاهل السنة في العالم العربي والاسلامي وهو في مرحلة من المراحل قدم نفسها صديقا وحاميا للمسيحيين في لبنان وسوريا، وحاميا للشيعة في لبنان عام 1982 بوجه الفلسطيين، ولكن الوقاحة وصلت أن يقدم نفسه صديقا وحليفا وحاميا لأهل السنة".
وتساءل نصرالله "هل تقبلون أيتها الحكومات العربية ما زال يحتل أرضا سنيا، هل تصادقون كيانا ارتكب أكبر المجازر في التاريخ بحق أهل السنة، من الذين يمنع عودة ملايين الفلسطينيين الى ديارهم؟"، لافتاً إلى أن "هؤلاء الإسرائيليين صادروا الحرم الابراهيمي وانتهكوا حرمة المسجد الاقصى وهي أوقاف سنية، وفي كل يوم تشن حرب على غزة وعشرات آلاف الشهداء وفي كل يوم قتل لشباب وشابات وأطفال وشيوخ فلسطين أمام عيون العرب والمسلمين وامام الحكام الذين يقولون زورا أنهم سنة"، ومتسائلاً " كيف يقبل عاقل من أهل السنة أن تقدم اسرائيل على أنها صديق وحامي ما هذا الخداع الذي يمارسه الاعلام العربي ويخترعون أعداء آخرين".
ورأى الأمين العام لـ"حزب الله" أن "اسرائيل تعاطت مع الاحداث السورية بأنها فرصة لتغيير النظام الذي يعتبر عامود خيمة المقاومة واذا كسر هذا العامود فمحور المقاومة سيتلقى ضربة قاسية جدا"، مشيراً إلى أن "اسرائيل تعتبر تنظيمات "القاعدة" و"داعش" و"جبهة النصرة" خيار أفضل من نظام الرئيس السوري بشار الاسد".
وأكد أن "اسرائيل تتفق مع السعودية وتركيا أنه لا يجب ولا يجوز أن يسمح بأي حل يؤدي الى بقاء الاسد ونظامه حتى لو حصل تسوية ومصالحة وطنية سورية- سورية"، لافتاً إلى أن "هذا الامر مرفوض سعوديا وتركيا واسرائيليا لذلك هم يعطلون المفاوضات ويعيقون ذهاب الوفود، ويضعون شروط مسبقة ويرفعون الاسقف التي لم تعد مقبولة اوروبيا وأميركيا ولا مشكلة لهم باستمرار الحرب ويعتبرون أي مصالحة وطنية خطرا يرفضونه وخصوصا على اسرائيل"، مؤكداً أن "اسرائيل تفضل التقسيم في سوريا على أساس أقاليم عرقية وطائفية".
وأضاف "اسرائيل فشلت في سوريا لان هدفها اسقاط النظام وهذا لم يتحقق، وفشلت اسرائيل في أن تصل بسوريا الى مرحلة التقسيم لان الجيش السوري والقوى الشعبية عندما يقاتلون في اللاذقية وحماة وحلب وحمص يؤكدون رفضهم للتقسيم وما يقال أن القتال هو لايجاد دويلة هو كذب وافتراء والقاعدة بجناحيها داعش والنصرة بعد 5 سنوات نستطيع أن نقول أنهم جاؤوا لاقامة دولة جاهلية تمتد الى بقية دول المنطقة واليوم يسجل أن هذا المشروع فشل في سوريا".
وأكد نصرالله "اننا أمام انتصارات كبيرة في محورنا وأنا لا أتحدث عن نصر كامل بل تطورات ميدانية هائلة وضخمة في ريف اللاذقية فهناك قرتين قبل حسم المعركة وفي ريف حلب الشمالي هناك انهيارات كبيرة للجماعات المسلحة والجيش السوري يدخل الى بعض المدن دون قتال وهذا يدل أن هناك مسارا جديدا موجودا في سوريا والمنطقة".
وتساءل نصرالله "الان استيقظت السعودية والتركية على داعش في الرقة ودير الزور وشمال حلب؟"، مؤكداً أن "الدافع ليس لقتال داعش، تركيا اذا ارادت التخلص من داعش يكفي أن تقفل المعابر وشراء النفط الذي يدر ملايين الدولارات على داعش، والقاعدة وداعش تسيطر على عدن بمساعدة ودعم سعودي، هم يسلمون جنوب اليمن لداعش يريدون قتال داعش في سوريا".
وأكد نصرالله أنه "إن لم تدخل أنقرة والرياض إلى سوريا فستنتهي أزمة سوريا قريباً، واذا أتوا لن تنتهي أزمة سوريا فقط بل أزمة المنطقة كلها"، لافتاً إلى أن "المهم أن يعلم الجميع أن الارادة أنتصرت حتى الان وهي رغم النزيف قوية جدا على مستوى القيادة والجيش والقوى الشعبية والحلفاء ولن يسمح لا لداعش ولا للنصرة ولا للقاعدة ولا لاميركا ولا لاسرائيل أن يسيطروا على سوريا"، مشددا على "اننا نصنع جنبا الى جنب مع الجيش السوري الانتصار تلو الانتصار في الايام الاتية والسنين الاتية والقرون الاتية سوف نبقى حيث يجب أن نكون وسنصنع الانتصارات".
وأوضح نصرالله أن "حزب الله خطر على المشروع الإسرائيلي وعلى اطماع اسرائيل وعائق في وجه مشاريع اسرائيل وعندما تشخص أن المقاومة خطر مركزي فهي ستعمل على ازالة هذا الخطر، ولازالة هذا الخطر هناك طرق عديدة أهمها الحرب وازالت المقاومة من الوجود أي حرب شاملة، الخيار الثاني الذي تلجأ له كل الدول هو وضع هذا الخطر أمامهم ومحاصرته سياسيا شعبيا اعلاميا وماليا وقطع خطوط الامداد وقتل واغتيال قياداته واختراقه أمنيا من خلال الجواسيس تشويه صورته في العالم، وانكفاء الحاضنة الشعبية حتى يصبح هزيلا ضعيفا"، لافتاً إلى أنه " الان يعملون على تحويل حزب الله من منظمة ارهابية الى منظمة اجرامية، واتهامنا بالاتجار بالمخدرات وغسيل الاموال، قتل الاطفال واغتصاب النساء، هذه مكنة اعلامية دولية وخليجبة تعمل على مدى ساعات، هذا جزء من الحرب لمصلحة اسرائيل، مصلحة المشروع الاسرائيلي النيل من أي دولة مقاومة وأي نظام مقاوم وصولا الى الحرب النفسية والحديث عن حرب لبنان الثالثة ولكن يبدوا أن هذه الحرب النفسية لا تنفع كون الشعب اللبناني منشغل بالداخل"، مشددا على أن " الحرب النفسية لن تجدي معنا، نحن لن نتراجع ولن نستسلم ولن نضعف وسنواصل في موضوع جهوزية قدراتنا العسكرية والكمية والبشرية والمادية ونحن لا ندعي أننا نملك اعلام بقوة ذلك الاعلام بل نواجهه بمصداقيتنا وتاريخنا وحاضرنا".
وأوضح أن "البعض يقول أن الفرصة الاقليمة لاسرائيل متاحة لشن حرب على لبنان وأن تضرب المقاومة واعادتنا 20 سنة الى الوراء فاسرائيل لا تحتاج ظروف اقليمة ولا دولية لتشن حربا"، لافتاً إلى أن "الذي يمنع قيام حرب ثالثة هو وجود مقاومة وحضن لهذه المقاومة والجيش الوطني"، مؤكداً أن "المقاومة قادرة على أن تمنع هذا الانتصار الاسرائيلي وأنا أقول لكم من موقف الشيخ راغب ومن جهد الحاج عماد مغنية لديكم في لبنان مقاومة قوية وذات عنفوان وحضور ومقدرات جديدة دفاعية وهجومية وهي قادرة أن تلحق الهزيمة باسرائيل في أي حرب قادمة".
واعتبر أنه "عندما نحفظ هذه المقاومة ونساندها نمنع الحرب على لبنان فاسرائيل تقول أنها ستسهدف كل المناطق بالحرب القادمة وليس فقط مناطق محددة"، لافتاً إلى أن "أحد الخبراء الاسرائيليين يقول أن سكان حيفا يخشون من هجوم قاتل على حاويات مادة الامونيا التي تحتوي على اكثر من 15 ألف طن من الغاز والتي ستؤدي الى موت عشرات آلاف السكان"، معتبرا أن "لبنان اليوم يمتلك قنبلة نووية اليوم، أي أن أي صاروخ ينزل بهذه الحاويات هو أشبه بقنبلة نووية"./انتهى/