وكالة مهر للأنباء- شيرين سمارة: یعد مجلس خبراء القيادة من أهم المؤسسات في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتكمن اهميته في اشرافه على اداء القائد وعزله وتعيين خلف له في حال الوفاة او فقدان الأهلية ايضا، حسب ما جاء في المادة 107و 111 من دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وسيحدد الشعب الإيراني مستقبل البلاد عبر اختيار من يمثله في هذا المجلس الذي له دور اساسي في اختيار قائد الثورة ومراقبة ادائه.
مخاوف من تلوث خارجي بشرايين داخلية
تخشى ايران تدخلات خارجية متمثلة بشكل خاص بالولايات المتحدة الامريكية التي تسعى منغمسة بتيارات داخلية متناغمة الهوى لتحقيق اهدافها وتلويث اجواء ايران الإسلامية من خلال التاثير على نتائج انتخابات مجلس الخبراء. ولهذا لجأت ايران منذ وقت سابق لحالة تأهب عالية المستوى بأمر صدر عن قائد الثورة الاسلامية لمواجهة التغلغل الاجنبي في تركيبة مجلس خبراء القيادة.
ويعد مجلس خبراء القيادة صلة الوصل بين جمهورية النظام واسلاميته وركناً اساسياً لنظام ولاية الفقيه وذلك بحسب توصيف الخبير القانوني محسن اسماعيلي عضو مجلس صيانة الدستور.
لم يخفي التيار الاصلاحي تخوفه من اسقاط مرشحيه قبل الانتخابات من قبل مجلس صيانة الدستور المكلف لدراسة اهلية المرشحين والذي يرأسه آية الله احمد جنتي وتبقى هذه المخاوف طافية على السطح رغم تصريحات وزير الداخلية الايراني عبد الرضا رحماني التي قال فيها: "ان جميع اللجان التنفيذية وهيئات الاشراف ومجلس صيانة الدستور يعملون طبقا للقانون ليتم تأييد الاهلية على أساس القانون."
وبحسب ما افادت وكالات عدة فقد بلغ عدد الذين تقدموا للترشيح وصل الى 801 مرشحا ومنهم الرئيس الحالي للجمهورية الاسلامية حسن روحاني الذي يعد قريباً من الاصلاحيين ويتمتع بسياسة خارجية مرنة وشعبية عالية نسبيا واكبر هاشمي رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام والذي يعتبر من المعتدلين الا وانه تم التاكيد على اهلية 161 مرشحا ليتنافسوا على مقاعد مجلس خبراء القيادة.
كما وحسن خميني حفيد مؤسس الجمهورية الايرانية الاسلامية الامام الخميني (ره) والذي يبلغ من العمر 43 والمحسوب على الاصلاحييين يعتبر من ابرز الوجوه المرشحة لدورة الانتخابات القادمة على مستوى مجلس خبراء القيادة الا انّ مجلس صيانة الدستور لم يؤكد أهليته للترشح مع عدة شخصيات بارزة أخرى منها آية الله كاظم صديقي خطيب جمعة طهران، ومرتضى طهراني عضو الهيئة العلمية في مؤسسة الإمام الخميني بسبب عدم حضورهم إمتحان اختبار قدراتهم العلمية التي تؤهلهم لعضوية مجلس الخبراء.
في الصدد ذاته قال سيامك ره بيك العضو في المجلس والمتحدث باسم اللجنة المكلفة الاشراف على الانتخابات "كل من لم يشارك في الامتحان لتقييم مستوى معارفه في الفقه، لن يستوفي الشروط المطلوبة ولن يعتبر مرشحا".
تجدر بالاشارة انه شارك في الامتحان الفقهي الذي يختبر المستوى العلمي والفقهي للمرشحين نحو 400 مرشح.
وكذلك كشفت صحيفة ابتكار عن تقديم 30 مرشح من علماء السنة في انتخابات مجلس قيادة الخبراء، الذي يرى البعض تواجد علماء اهل السنة في المجلس ضروري لإنشاء علاقة أقرب مع النظام من خلال ذلك، لكن لا مبالاة البعض من علماء السنة في هذا الأمر يسبب فجوة بين الشعب والقائد لان كلما ازداد تواجد علماء اهل السنة في مجلس الخبراء سيشكل قناة وصل لوضع المسؤولين والجهات المختصة في صورة أي خلافات او صعوبات يتم مواجهتها ليتم حلها بشكل اسرع من قبل المسؤولين لذا يأمل من علماء اهل السنة الاحساس بالمسؤولية و الترشح للانتخابات بشكل أكبر ليتمكنوا من لعب دور تاريخي في مجال تطبيق القانون والعدالة الإسلامية.
وقد بدأت عملية الانتخابات اليوم 26 شباط بعد اسبوع حافل بالحملات والدعايات الانتخابية فيما ستدخل التيارات القريبة من الحكومة وفي ايديهم ورقة التفاهم النووي التاريخي والانعكاسات الاقتصادية الايجابية على الشارع الناخب وسيتناول المحافظون ورقة التفاهم من وجهة نظرهم وسيعملون على سحبها من يد منافسيهم من خلال توجيه الاتهام للاصلاحيين بسوء الادارة مستغلين التباطؤ الغربي في رفع العقوبات منتقدين الربط بين الازدهار الاقتصادي والاتفاق النووي.
يذكر ان الجمهورية الاسلامية الايرانية وقعت اتفاقا وصف بالتاريحي مع مجموعة 5+1 في فيينا،في العام الماضي واعتبر هذا الاتفاق انتصارا للاصلاحيين على حساب المحافظين الذين عارضوا هذا الاتفاق ككل.
و ضمن هذا السياق اوضح عضو مجلس خبراء القيادة اية الله اسلامي في مقابلة مع وكالة مهر للأنباء ان انتخابات مجلس خبراء القيادة اهم من انتخابات مجلس الشورى الاسلامي مشيرا ان بعض الاطراف المدعومة من قبل الغرب تحاول ان تتغلغل الى اركان النظام ومؤسساته الحكومية ليسيطر على بعض مراكزها.
مراهقة سياسية لدول المنطقة و حلفائها
تشهد ساحة السياسة الخارجية لدول المنطقة ممارسات استفزازية لدفع ايران الى اتخاذ مواقف واجراءات غير مرجوة ومعهودة الا ان استجابة ايران الحكيمة امامها تأبى لتحقيق مآرب العابثين في اجوائها المشحونة بسجال المحافظين والاصلاحيين بهدف خلق عواصف داخلية.
مهما كان حجم الرهانات الخارجية على نتائج الانتخابات القادمة فمن غير المتوقع ان تتاثر السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية الايرانية او تتجه لتقديم تنازلات دولية واقليمية لا سيما في ظل هذه الظروف الراهنة التي تشهد مراهقة سياسية واستفزازية تقوم بها إحدى دول المنطقة وحلفائها المفترضين.
26 فبراير سينهي التنافس بين الفرقاء السياسيين، حيث يقف بعدها الايرانيون على ابواب فصل الربيع في سنتهم الجديدة، لتخيب آمال قوى الاستكبار في حدوث ربيع سياسي هدام، ربيع لن يطرق ابواب الجمهورية الايرانية ابداً.