كشفت أجهزة الأمن الروسية عن أنها تترقب وصول 16 انتحارية عبر أوروبا لشن هجمات إرهابية على الأراضي الروسية بعد أن تدربن في معسكرات للمسلحين في تركيا.

وذكرت مصادر أمنية أنه تم تعميم برقيات خاصة تحذر كافة فروع الأجهزة الأمنية الروسية من دخول الانتحاريات الأراضي الروسية، تحتوي على أوصاف الانتحاريات وبياناتهن الشخصية.

وتشير المصادر الأمنية الروسية إلى أن الانتحاريات ينتمين إلى جماعة تسمي نفسها "حج البر"، وكنّ قد غادرن إلى روسيا أواخر فبراير/شباط الماضي بهدف تنفيذ أعمال تخريبية وانتحارية على أراضيها.

وحصلت قناة LifeNews الروسية على نسخة من نشرة أمنية تشير إلى أن المشرف على الانتحاريات المذكورات، هو المدعو سفاري الجابري وهو من مواطني روسيا الاتحادية.

وتحذر النشرة الأمنية من أن في مقدمة أهداف الانتحاريات محطات الحافلات ووسائل النقل العام، ومحطات مترو الأنفاق إضافة إلى المقار العسكرية الروسية والثكنات، على أن يختار رفاق الانتحاريات في الجماعة التي ينتمين إليها الأهداف المنشودة لضربها.

ومما يزيد من تعقيد مهمة الأجهزة الأمنية الروسية في ضبط الانتحاريات واعتقالهن أو تصفيتهن، أنه لم يتم بعد تحديد دول الاتحاد الأوروبي التي غادرتها الانتحاريات إلى روسيا.

هذا، وتشير الأجهزة الأمنية الروسية بأصابع الاتهام إلى أنقرة بإيواء عناصر الزمر الإسلامية المشبوهة، بل بافتتاح معسكرات لهم على أراضيها وعلاجهم وتقديم سائر أشكال الدعم اللوجستي لهم بهدف تسخيرهم في قتال الجيش السوري، وإدارة الحروب الهجينة.

مدبرو الأعمال الإرهابية في روسيا، لهم باع طويل في تسخير "الجهاديات"، و"أخوات المجاهدين" في تنفيذ الأعمال الانتحارية، نظرا لسهولة اندساس المرأة بين الجموع، ويسر تجميلها أو إظهارها بصورة المرأة العادية، بل حتى الحامل، فيما هي قنبلة موقوتة تسير على الأقدام حسب وصف أجهزة الأمن الروسية.

ويعود أول استخدام للانتحاريات في روسيا إلى صيف عام 2000، حيث دشنت حواء بارايفا ذات الـ17 ربيعا من عمرها سلسلة أعمال انتحارية نسوية في روسيا، بتفجير نفسها بشاحنة ملغّمة إلى جانب واحد من المواقع العسكرية الروسية لتقتل ثلاثة عسكريين وتصيب خمسة.

التفجير النسوي الثاني، نفذته الانتحارية إلزا غوزيفا التي فجرت نفسها بقنبلة يدوية على مقربة من قائد منطقة أوروس مارتان العسكرية في الشيشان سنة 2001 لتقتل شخصا وتصيب ثلاثة آخرين بجروح.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2003 كان للانتحاريات مشاركة فعالة في عمل إرهابي تمثل باحتجاز 916 شخصا في واحد من مسارح موسكو طيلة ثلاثة أيام من المفاوضات مع الأجهزة الأمنية حتى استطاعت قوات خاصة تنويم جميع من كانوا في المسرح بمن فيهم الإرهابيون الذين تمت تصفيتهم جميعا.

وتوالت الأعمال الإرهابية في روسيا باستخدام الانتحاريات في الأعوام 2004، و2010، و2012.

آخر التفجيرات الإرهابية بواسطة انتحارية، وقع في أكتوبر/تشرين الثاني في إحدى الحافلات في مدينة فولغوغراد الروسية، ستالينغراد سابقا، مما أدى إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة 33 آخرين./انتهى/