رأى الأكاديمي العراقي استاذ التاريخ السياسي جاسب الموسوي ان الإرهاب في المنطقة مدعوم بشكل ممنهج ويحظى بتمويل ضخم يحتاج إلى منظومة امنية مجهزة لمواجهته معتبراً ان داعش الإرهابية هي الوحيدة التي تقف وراء هذه العمليات الاجرامية.

اعتبر الأكاديمي العراقي استاذ التاريخ السياسي جاسب الموسوي في حديثٍ له لوكالة مهر للأنباء إن التفجير الأخير في العاصمة بغداد يعتبر الاكبر مقارنة مع الانفجارات التي سبقته في الايام الماضية موضحاً ان مصدر الارهاب لازال موجوداً و خلاياه النائمة قوية ونشطة ايضاً.

ورأى الموسوي إن التوترات السياسية والتصعيد بين الفرقاء وقضية الاصلاح ربما تهيئ بعض الاجواء التي تساعد على هذه الاعمال الاجرامية.

ونوه ان المنظومة الامنية العراقية تحتاج الى تطوير على المستوى الاستخباراتي واللوجستي والتقني مستبعداً أن تتمكن حالياً من الحفاظ على الأمن ضمن هذه الامكانيات. 

واعتبر الدكتور الموسوي أن تنظيم داعش الإرهابي المجرم الأول ناسباً له أغلب المآسي الاجرامية، مشيراً إلى تبني هذا التنظيم الإرهابي للاعمال الاجرامية في كل بقاع العالم واخرها في بروكسل وسيناء في مصر. 

وتابع الأكاديمي العراقي ان داعش اليوم تقاتل كقوة دولية كبرى على الاراضي العراقية والسورية مابين الموصل والرقة وتهدد جميع دول المنطقة ولاسيما دول مجلس تعاون الخليج الفارسي. 

وعلق الموسوي على الانتقادات التي توجه الى دولة حيدر العبادي بإنها تحتاج الى رؤية سياسية متكاملة تكشف عن ماهية التلكؤات والاخطاء وأبعاد العملية السياسية الحالية منوهاً الى إن العملية السياسية منذ ان انبثقت حكومة حيدر العبادي لم تتقدم خطوات ملموسة على الارض وفقاً للغة الارقام و المعطيات.

واضاف إن من يطالب اليوم بالاصلاح هو بذاته جزء من المشكلة، موضحاً إن المعارضين اليوم هم في الاساس قادة لبعض الكتل السياسية التي هي بدورها جزء من منظومة المشكلة السياسية الحالية،  لذلك هذا التيار المطالب بالاصلاح لايمكن الاطمئنان اليه، آملاً أن يكون خطوة بالاتجاه الصحيح.

واشار استاذ التاريخ السياسي ان ظروف الحرب على داعش ستولد خلافات في المرحلة القادمة مرجحاً أن تظهر قوة سياسية جديدة تنبثق من قوة عسكرية مشيراً إلى الحشد الشعبي ودوره المستقبلي كقوة جديدة ولفت الى الاحترام الخاص الذي اكتسبه الحشد الشعبي لدى الشعب العراقي بكل اطيافه وماقدمه من دماء الطاهرة لتحرير التراب العراقي من رجس التكفير و الارهاب و الاقصاء الداعشي و غير الداعشي.

واردف الدكتور الموسوي إن التيارات السياسية الموجودة حالياً ضمن الكابينة ولاسيما التحالف الشيعي والتحالف الوطني متحدون بالرغم الخلافات الحالية، لافتاً إلى ظهور منافس جديد له قاعدة جماهيرية وهو الحشد الشعبي متوقعاً أن تفضي هذه المستجدات الى خارطة سياسية جديدة لكنها لازالت الى الان غير واضحة المعالم وتحتاج الى فسحة من الوقت. 

و تعليقا على تحركات اياد علاوي الاخيرة تسائل الأكاديمي العراقي عمّا إذا كانت دعوة علاوي لها موقعاً على ارض الواقع، معتقداً ان هذه القضية قد تكون صعبة ان لم تكن مستحيلة، لافتاً إلى ان علاوي كشخصية سياسية يحتاج الى يحتاج للنزول الى الشارع و الاختلاط بالشارع والوقوف على اصل المشكلة التي ادت الى هذه التراكمات في الساحة السياسية. 

وأكد استاذ التاريخ السياسي ان مستقبل العراق و التخلص من الارهاب يحتاج الى تظافر جهود دولية واقليمية ومحادثات بين جميع القوى. /انتهى/.