وأوضح الصحفي اللبناني ماهر الخطيب في حديث له لوكالة مهر للأنباء إنه ومنذ لحظة الكشف الكاريكاتور المسيء انتشرت في الشارع اللبناني ردة فعل كبيرة نظراً إلى حجم الإهانة التي لا تتعرض فقط إلى العلم الوطني، بل أيضاً إلى التاريخ الثقافي والحضاري اللبناني مستبعداً أن تمر هذه الاهانة مرور الكرام.
وأضاف الخطيب إن حالة الغضب الشعبي في لبنان دعت إلى إغلاق مكاتب صحيفة الشرق الأوسط في بيروت ومنع توزيعها، لافتاً إلى أن بعض القوى والشخصيات السياسية أصدرت مواقف تدين وتستنكر هذا العمل.
وأشار الصحفي اللبناني إن ما أصدرته الصحيفة السعودية في بيانها التوضيحي ماهو إلا محاولة توصيف لواقع موجود من وجهة نظرها، لكنها لم تكن موفقة على الإطلاق، فهي لا تستطيع إهانة جميع اللبنانيين عبر إلغاء وجود وطنهم في سياق أي حملة سياسية أو غير سياسية تخوضها، مضيفاً إن على الصحيفة تقديم الإعتذار الواضح عن هذه الخطيئة التي لا تبرر.
وبين الخطيب إن ما أقدمت عليه الشرق الأوسط يندرج في سياق الحملة الواسعة التي تشنها السعودية على لبنان، في الفترة الأخيرة،مرجحاً أن تكون هذه الخطوة مقصودة وعن سابق تصور وتصميم.
واستنكر الصحفي اللبناني تصور السعودية عن لبنان فهي لا تعتبره فقط حديقتها الخلفية، بل ترى أن العالمين العربي والإسلامي يجب أن يكونا كذلك على قاعدة أنهما جزءاً من المملكة مؤكداً إنها لم تدرك بعد عدم قدرتها على شراء ذمم كل الناس بأموالها،مشيراً إلى إن السعودية تريد أن تحمل اللبنانيين مسؤولية فشل سياساتها في المنطقة بدل أن تبحث عن الأسباب الحقيقة لهذا الفشل.
وأعرب الخطيب عن أسفه عن عدم ظهور ردة فعل الحكومة اللبنانية يمكن الحديث عنها حتى الساعة، موضحاُ إنها لم تصدر أي موقف وواضح وحاسم، باستثناء وزير الإعلام رمزي جريج الذي كان له موقف خجول، في حين كان من الواجب على المعنيين المسارعة إلى أخذ الإجراءات المناسبة.
وأضاف الصحفي اللبناني إنه لا يمكن توقع الكثير من السلطات اللبنانية الرسمية، خصوصاً بعد الصمت المتكرر على عمليات إبعاد المغتربين من بعض بلدان الخليج الفارسي من دون القيام بأي خطوة، مع العلم أن هذا الإبعاد هو قرار سياسي بالدرجة الأولى.
وأكد الخطيب إن المطلوب من الساسة في لبنان موقفاً موحداً لأن الإهانة تطال جميع اللبنانيين دون إستثناء من خلال التعرض إلى علم الدولة مشيراً إلى مواقف حلفاء الرياض في بيروت من هذا الفعل "فهناك من استنكره ومن رفض التعليق ومن ذهب إلى تبريره بلا خجل".
ورأى الصحفي اللبناني إن السعودية تبحث عن شماعة تحملها مسؤولية فشلها في المنطقة، لا سيما في سوريا واليمن والعراق، وهي ترى أن من الممكن تحميل "حزب الله" هذا الأمر، وتسعى من خلال الخطوات التي تقوم بها إلى تقليب الشارع اللبناني ضده، أي أنها تريد أن تنقل المواجهة إلى الساحة اللبنانية مهما كان الثمن، ومن أجل ذلك تتكرر أفعالها من دون توقف، الأمر الذي يتطلب موقفاً موحداً شعبياً ورسمياً. /انتهى/.