وكالة مهر للأنباء: اعترف الرئيس الامريكي باراك أوباما بشكل صريح وعلني يوم الجمعة الماضي بعدم تنفيذ امريكا تعهداتها تجاه الجمهورية الاسلامية الايرانية، حيث لاتزال بعض العقوبات الاقتصادية ضد ايران قائمة دون إلغاء، مضيفاً إن الشركات الأجنبية تحتاج إلى عدة أشهر لتثق بالتعامل مع ايران موضحاً إن بلاده لن تقيم مع ايران تعاملات مصرفية بالدولار.
تصريحات أوباما الأخيرة مغايرة لما كان يتعهد به في الأشهر الأخيرة والشركات التجارية الامريكية تخضع لضغوطات شديدة من الادارة الامريكية، فالعقوبات التي كانت مفروضة في السابق لم تتغير بعد، وعقد شراء طائرات الايرباص تم تأجيله بالفعل.
وفي هذا الصدد تطرقت صحيفة الغاردين إلى القلق الذي ينتاب البنوك الأوروبية إثر هذه التصريحات مشيرةً إلى إن البنوك الامريكية تنتظر الآخرين ليقتحموا هذا الخطر، كما أن البنوك الأوروبية بدورها قلقلة حول المعاملات التجارية مع ايران مضيفةً إن البنوك قلقة حول العقوبات المتبقية التي ترتبط باتهامات حقوق انتهاك حقوق الانسان في ايران.
وأشار الدبلوماسي السابق حسين موسويان إن ايران حملت نوايا طيبة تجاه الآخرين وعملت منذ الثورة الاسلامية على أقامة علاقات جيدة مع الجميع، ولكن البعض ولاسيما امريكا لم تلتزم بوعودها.
وصرح موسويان في اجتماع الجمعية الدولية للعلاقات العامة في توليدو بولاية أوهايو الامريكية إن على الولايات لمتحدة الامريكية أن تراعي في تعاملها مع ايران أربعة محاور أولها التعامل الدبلوماسي وليس العقوبات الاقتصادية وانتهاج لغة الحوار وليس التهديد وضمان عدم التدخل في ايران، والاستفادة من المصالح المشتركة.
وبين موسويان عدداً من المواقف السلبية التي باقية في ذاكرة الشعب الايراني من الحكومة الامريكية منها: الانقلاب العسكري ضد مصدق عام 1953، والدفاع عن ديكتاتورية الملك، ودعم صدام حسين في حربها ضد ايران، ودعم استخدام الاسلحة الكيماوية ضد الشعب الايراني، والحرب السياسية والاقتصادية والمخابراتية التي شنتها واشنطن ضد طهران في العقدين الماضيين، وإسقاط طائرة ركاب مدنية وقتل 290 مواطن ايراني، والدفاع عن اسرائيل ودعم إجرامها بحق الشعب الفلسطيني، بالاضافة الىالتعامل المزدوج مع الملف النووي الايراني وتاييد العقوبات على ايران، وإقامة علاقات استراتيجية مع اسرئيل وباكستان والهند الذي ينقضون المعاهدات الدولية بصناعة قنبلة نووية، ودعم الحكومات الديكتاتورية في المنطقة، لافتاً الى إن عدم ثقة الشعب الايراني بامريكا يستند إلى دلائل واقعية ومشروعة.
ولفت موسويان إلى إن مصطلح "نقض الوعود والعهود" رافق محادثات الملف النووي منذ بدايتها، معتبراً الأمر ليس بجديد على امريكا كما وحمل الجانب الغربي مسؤولية افشال الخطة العمل المشترك في حال عدم تنفيذ بنود الاتفاق النووي.
ولم يمض بعد أشهر عديدة على خطة العمل المشترك الشاملة إلا إن بعض الأطراف بدأت تتقلب في آرائها حيثث أعلنت ايران إنها ستلتزم بالعهود طالما بقي الطرف الغربي ملتزم بعهود.
وما صدر عن العاصمة طهران حتى الآن قبالة عدم التزام الغرب وتراخيه في مسألة الالتزام في خطة العمل المشترك لم يتعدى الكلام، إلا إن ايران سترد بشكل مناسب إذاما اخترقت بعض الأطراف خطة العمل المشترك الشاملة. /انتهى/.