وقال السيد نصر الله في حديث له خلال الاحتفال الذي أقامته “هيئة دعم المقاومة” الجمعة إن "البيئة الحاضنة للمقاومة هي احد اهم عناصر القوة لدى هذه المقاومة ولذلك الاميركي الاسرائيلي اراد ان يضرب عزم ووعي وارادة هذه البيئة الحاضنة للمقاومة كي يسهل الاستفراد بهذه المقاومة وبمجاهدي هذه المقاومة”، ونبه من ان “الاعداء اليوم يحاول اعطاء الزخم اكثر لهذا الامر ولذلك نجد اليوم سقوط المزيد من الاقنعة لدى من كان يخدم الاسرائيلي في السر سابقا”، وتابع “لذلك تقوم بعض الانظمة بوصف المقاومة بانها منظمة ارهابية ظنا منه ان بيئة المقاومة ستبتعد عنها".
واشار السيد نصر الله الى ان "بعض الانظمة بالاضافة الى جهود الاميركي والاسرائيلي يحاولون تشويه صورة المقاومة عبر وصفها بانها منظمة اجرامية بعد وصفها بالارهاب ومعاقبة من يدعم المقاومة كي لا يجرؤ أحدا على دعمها بعنوان تجفيف الاموال او المصادر”، ولفت الى ان “هؤلاء يعتقدون ان المقاومة ستضعف اذا ما حرمت من المال ولذلك يسهل استهدافها امنيا او عسكريا”، واوضح ان “النظام السعودي اليوم يحاول القيام بذلك اليوم حيث يصف المقاومة بالارهاب ومن خلفه مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية كما حاول النظام السعودي على اصدار قرار من منظمة التعاون الاسلامي لادانة المقاومة ولم ينجحوا في ذلك".
وأكد السيد نصر الله ان "المقاومة التي تحسنون الظن بها والتي تدافع عن ارضكم وعرضكم وخيرات بلدككم ستبقى المقاومة تصنع الانتصارات بإذن الله"، وأشار الى ان "كل من يدعم هذه المقاومة هو شريك في انتصارات وانجازات المقاومة لانه يجاهد بالموقف والمال والاحتضان بما يدعم المقاومة التي تستهدف من عدة وجوه".
ولفت السيد نصر الله الى ان "المقاومة طالما كانت تخرج من دائرة الاستهداف الامني والعسكري أقوى عودا وصلابة"، وتابع ان "العدو يحاول الذهاب الى عناصر القوة التي لدى المقاومة ومنها القوة على التحمل لدرجة تحمل اغتيال القادة او حتى تحمل الحروب كحرب تموز 2006".
ورأى السيد نصرالله انه "من الطبيعي أن تزداد الضغوط أيضا على الدول التي تدعم المقاومة وهذا ما يحصل اليوم مع إيران من خلال فتح ملفات جديدة بعد إغلاق الملف النووي”، واضاف “نحن لا نريد أن نحرج أحد في تقديم أي دعم مهما كان نوعه لكن الناس الذين يدعموننا نحن نثق بموقفهم وخضنا معهم كل التجارب السابقة"، وأكد "نحن بعزمنا وارادتنا سنتجاوز هذه المعركة ونحن نزداد إيمانا ويقينا بأننا على حق وفي المواجهة الصحيحة".
واشار السيد نصر الله الى ان "مواقف السيد القائد علي الخامنئي وكافة المسؤولين الإيرانيين على إختلاف توجهاتهم وتياراتهم السياسية قاطع وحاسم وكل دعم كانت تقدمه إيران إلى حركات المقاومة ستبقى تقدمه مهما كانت الضغوط والتحديات”، وقال “كما يقف الامام الخامنئي معنا ويدعمنا مادياً ومعنوياً وثقافياً نقول له كُن يا سيدنا وإمامنا مطمئن البال والخاطر”، وشكر “العراق وتونس والجزائر واندونيسيا على مواقفهم بحق المقاومة وكل من يقف إلى جانب المقاومة".
وبالنسبة لاداء النظام السعودي، أوضح السيد نصرالله ان "السعودية تشكل رأس حربة في المشروع القائم ضد المنطقة”، ولفت الى ان “اتصالات أمراء السعودية مع كيان العدو تخرج إلى العلن اليوم بعد ان كانت توصف انها فردية في السابق او انها تندرج في اطار حرية الرأي في السعودية"، وراى ان "قضيتي الجزيرتين التي منحتها مصر للسعودية ستشكل بابا للتنسيق المعلن بين السعودية وإسرائيل".
وفيما قال السيد نصر الله "لا نتوقع من السعودية موقفا مما يحصل في غزة إلا لرفع العتب"، لفت الى ان "كل الجهود السعودية تصب في خانة تكريس العداء مع إيران وكل قوى المقاومة"، واشار الى ان "السعودية تعمل في الميدان على التصعيد في اليمن وفي سوريا"، واوضح ان "السعودي يذهب الى المفاوضات تحت الضغط وعندما لا يحقق اهدافه يقوم باسقاطها”، سائلا “هل المعارضة السورية قادرة على الدفاع عن دمشق إذا تسلمت السلطة أمام هجمات النصرة وداعش؟".
وفيما تمنى السيد نصر الله ان "تأتي مفاوضات الكويت أو جنيف بحل ولكن بهكذا كيد وحقد لن نصل إلى حل”، واشار الى ان “السعودي في المفاوضات يريد شروط استسلام لا حل”، ورأى ان “السعودية تريد تفجير وتعطيل الملفات في المنطقة بانتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية”، واعتبر ان “هناك تقطيع للوقت ومزيد من الكيد وسفك الدماء ويجب الانتباه وعدم الغفلة”، ولفت الى ان “السعودية تأمل أن تصل إدارة أميركية جديدة تماشي حروبها التدميرية هي تريد أن تشغل الأميركي عندها في حين أن الأميركي يوظف كل شي من أجل مصلحته”، وشدد على ان “المطلوب المزيد من الصمود وسنلحق الهزيمة بهذا المشروع".
وحول التطورات في قطاع غزة، قال السيد نصر الله إن "ما يتطرق له قطاع غزة من عدوان ودخول الى بعض مواقع القطاع والاعتداءات على بعض مواقع المقاومة واستشهاد العديد من اهل غزة"، واضاف "هذا العدوان يجب ان يكون محل ادانة من قبل العالم الاسلامي والعربي حتى لا يواصل العدو عدوانه"، وتابع "المقاومة في فلسطين ولبنان وفي اي مكان سوف تبقى مستهدفة من قبل العدو طالما ان هناك مقدسات محتلة والما هناك اراض محتلة وطالما هناك اناس احياء في هذه الامة يرفضون الاحتلال وممارساته سوف يبقى هؤلاء مستهدفون وهذا ما كانت عليه المقاومة منذ العام 1982".
وفيما يتعلق بملف الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان، قال السيد نصر الله "كلنا مهتمون بمتابعة الانتخابات البلدية وعمليات الترشح والمشاركة فيها مسألة أساسية ومهمة جدا"، ولفت الى ان "الانتخابات البلدية في لبنان لا تبتعد عن السياسة ولكن يجب المحافظة على البعد الخدماتي"، وأسف ان "للمنافسة في الانتخابات البلدية والاختيارية تداعيات علينا أن نصل لأفضل نتيجة بأقل خسائر ممكنة”، واعتبر انه “بعد الانتخابات يجب تشكيل لجان لمعالجة الجروح والشروخ التي حصلت نتيجة الانتخابات".
واوضح السيد نصر الله ان"دخول الأحزاب السياسية في الانتخابات البلدية والاختيارية يقلل من الخسائر في ظل الظروف الحالية"، مشيرا الى ان "الأحزاب السياسية جزء من المجتمع المدني والحديث عن ترك الخيار في الانتخابات للعائلات مقاربة خاطئة".
اما بالنسبة للاستحقاق الرئاسي اللبناني، فقد اعتبر السيد نصرالله ان "جديد لا جديد فيه وجزء من حله في السعودية وجزء في لبنان"، واضاف "سبق ان قلنا للجميع في العلن وفي الجلسات الداخلية من هو المخول للحديث معه حول هذا الملف ومن هو الذي يجب التفاوض معه".
من جهة ثانية، شكر السيد نصر الله "جميع الاخوة العاملين والعاملات في هئية دعم المقاومة ونشاهم روحيتهم العالية"، واعتبر ان "ميزات هذه الهيئات انها تجمع اجيال(كما المقاومة) من جميع الاعمار يعملون ليل نهار دون كلل او ملل في تحمل مسؤولياتهم في هذا العمل الجهادي الكبير"، وشكر "كل المساهمين في هيئة دعم المقاومة الذين قدموا ويقدمون المال والمساعدات العينية”، وتابع “كما نشكر كل من دعم المقاومة سياسيا ومعنويا او عبر الاحتضان الشعبي والقلبي بالدعاء وبالمساندة".
كما بارك السيد نصر الله لجميع المسلمين بمناسبة الذكريات الدينية الاسلامية المباركة سواء يوم المبعث الشريف وكذلك ذكرى الاسراء والمعراج والذكريات الآتية في بدايات شهر شعبان./انتهى/