قال رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية سعيد أوحدي أن السعوديين قد مارسوا كل أنواع الخداع والمماطلة لمنع الإيرانيين من زيارة بيت الله الحرام في موسم الحج لهذا العالم، وأنهم وضعوا شروطا تعجزية لإفشال مفاوضات الحج.

وأفادت وكالة مهر للأنباء نقلا عن القناة الإيرانية الثانية التي أجرت مقابلة متلفزة مع رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية سعيد أوحدي أن السلطات السعودية قد وضعت شروطا تعجيزية على طاولة الحوار والمفاوضات في موضوع الحج مما جعل إيران تعلن بعد محاولات كثيرة فشل هذه المفاوضات ووصولها الى طريق مسدود.

وبموجب هذا التعنت السعودي وشروطها التعجيزية حُرم آلاف الإيرانيين من اداء واجبهم الديني والشرعي الذي كتبه الله على من استطاع اليه سبيلا.

وأوضح سعيد أوحدي ان فرض القيود على استخدام الحجاج الايرانيين لطائرات الشركات الداخلية وموضوع اصدار التأشيرات كان من بين الشروط التعجيزية التي وضعها السعوديون، لكنهم بعد ساعات من المحادثات، عدلوا عن وجهة نظرهم بهذا الشأن، رغم أنه لم يتم اي تنسيق في موضوع اصدار التأشيرات داخل ايران، ولا اي اتفاق بين وزارة الخارجية السعودية ومكتب رعاية مصالحهم في ايران اي السفارة السويسرية... كان محضر الاتفاق من جانب واحد، وكان يخلو من روح الاتفاقيات السابقة. ولو كانت السلطات السعودية تؤمن بأن الحج منفصل عن القضايا السياسية، فلماذا أعدت محضر الاتفاقية بهذا التأخير وبفرض قيود علينا... انهم لم يحددوا آلية معينة لإصدار التأشيرات، وفقط ذكروا ان عليهم التنسيق مع وزارة خارجيتهم.. الموضوع ان السعودية لم تكن ارادة جادة في قبول الحجاج الايرانيين، ولهذا اختلقوا العراقيل وضيعوا الوقت في هذا المجال.
وذكر أوحدي ان منع نصب علم الجمهورية الاسلامية الايرانية في محل إقامة الحجاج الايرانيين وكذلك في مسار حركتهم، كان احد الشروط التعجيزية التي افشلت المفاوضات بين الجانبين.

 واضاف انه هذا في حين "اننا اقترحنا نصب لوحات اعلانية مزينة بعلم الجمهورية الاسلامية الايرانية لإرشاد الحجاج في النقاط المزدحمة.. فما الدليل ان تمنع السعودية من ذلك سوى نظرتها السياسية الى حج الايرانيين"؟
وتابع أوحدي ان فرض القيود على عدد المراكز الطبية الايرانية في السعودية اثناء موسم الحج، وفرض القيود على نقل الأدوية لاستهلاك الحجاج الايرانيين في السعودية عقدت المفاوضات، كما "انهم طلبوا معلومات مفصلة عن الاطباء الايرانيين الموفدين الى الحج وتحديد عدد الاطباء، الامر الذي استدعى ردود فعلنا".
وأضاف ان السعودية منعت كذلك استقرار خيم الإسعاف والإغاثة للايرانيين في مسار الجمرات والمشعر، وأكدت ان على المراكز الطبية الايرانية ان تحصل على تراخيص للاستقرار.
وأكمل رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية ان السلطات السعودية طلبت من الجانب الايراني تقديم اسماء اعضاء بعثة قائد الثورة ولجنة منظمة الحج والزيارة الموفدة الى الحج مع تبيين المسؤولية التنفيذية الراهنة وسوابق الافراد مبينا "اننا نريد ان نؤدي الحج وتقع علينا فقط مسؤولية تحديد تشكيلة الكوادر المسؤولة للحجاج الايرانيين، اذن نحن (منظمة الحج والزيارة) نتخذ القرار في ايفاد عدد الاشخاص للقيام بمسؤوليات وخدمات الحج".
وتناول اوحدي شرطا تعجيزيا آخر كانت وسائل اعلام سعودية أثارت الضجيج بشأنه، وقال: انهم اكدوا انه لا يحق للحجاج الايرانيين ان يقيموا اي مراسم في الفنادق "وسؤالنا هو: أليس الحج للاستفادة المعنوية؟ فهل إقامة حفل غدير خم والعزاء بمناسبة استشهاد الأئمة عليهم السلام او مناسبات ولاداتهم تعتبر مخالفة القوانين؟" حيث انهم لم يقدموا حتى الان اي تعليق في هذا الصدد.
وأشار مساعد وزير الثقافة والارشاد الاسلامي الى انعدام التنسيق لدى الجانب السعودي خلال الجولتين من المحادثات بشأن الحج، وقال: ان عدم التنسيق هذا أدى الى بطء تقدم المحادثات. كما "اننا شهدنا في المحادثات الاخيرة نوعا من التخبط لدى مسؤولي الحج السعوديين".
وبشأن طلب ايران بحق توفير الخدمات القنصلية اثناء الحج، أوضح اوحدي: نظرا لقطع العلاقات السياسية، وبما انه من الطبيعي ان تحصل بعض الاحداث طيلة موسم الحج، ولا تتوفر سفارة ولا قنصلية لنا في السعودية، وبما ان هناك احتمال فقدان جوازات سفر الحجاج لابد من وجود مركز يمنح هؤلاء الحجاج ترخيصا للمغادرة. "او اذا تعرض احد الحجاج لحادث ما فكيف يمكن الدفاع عن حقه في المحاكم"؟
وأضاف: في العام الماضي، تم احتجاز 40 حاجا بذرائع واهية، وطبعا تم الافراج عنهم بعد يومين او ثلاثة ايام، الا ان السعودية لم تقدم اي اعتذار.
وتابع: كمثال على وجود التناقض.. رغم ان وزير الحج السعودي اعلن موافقته على اقامة مراسم دعاء كميل وفقا للاتفاق، الا انهم اعلنوا في اللحظة الاخيرة ان ايران لا يمكنها اجراء هذا المراسم لأن وزارة الداخلية السعودية رفضت ذلك. وقد أبلغت وزير الحج السعودي آنذاك ان مشكلة السعودية مع ايران ليست في دعاء كميل، لأنه طيلة الاعوام العشرة الماضية لم يحصل اي اعتقال في هذا المراسم. وقد اكد وزير الحج السعودي السابق عدم تسييس هذا الدعاء حيث قال انه ومن باب حب الاطلاع حضر هذه المراسم جنب مسجد النبي (ص) وايد ان هذا الدعاء ليس سياسيا، وحتى لم تطلق فيه اي شعارات سياسية.
وأكد رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية سعيد أوحدي، ان مشكلة السعودية ليست في دعاء كميل بل هدفهم الحقيقي هو منع الحجاج الإيرانيين من زيارة بيت الله الحرام وأداء فريضة الحج./انتهى/

 

سمات