وكالة مهر للأنباء: يقع بيت عائلة الامام الراحل الخميني في مدينة "خمين" في محافظة "مركزي وسط ايران، حيث يحترم الايرانيون هذه المدينة التي قدمت لهم قائداً عظيماً غير وجه البلاد وأبعد الظلم عنها.
وفي منزل متواضع من مدينة "خمين" منذ 114 عام رأت عيناي القائد الخميني (ره) النور، في عائلة شريفة متواضعة أطلقت عليه اسم "روح الله" فكان الطفل الجديد وريث لعائلة فاضلة شجعته على كسب العلم والمعرفة.
وارتحل جده المرحوم آية الله سيد مصطفى موسوي في شبابه من ايران إلى النجف لكسب علوم الدين والمعارف الاسلامية ليعود لاحقاً إلى مدينته "خمين" ويصبح بعد اجتهاده مرجعادينيا.
فقد الامام الخميني "ره" في أشهره الأولى والده وكذلك جده ليعيش يتيماً منذ مرحلة مبكرة، لكن الله منحه صبراً أعانه فيها على الحياة، ولم تدم له نعمة الأم ايضاً، وفقد الامام الخميني في عمر الخامسة عشر أمّه.
وانتقل الامام بعد عدة سنوات إلى مدينة "أراك" ومن ثم إلى "قم" لينهل من علوم الحوزة العلمية معارف جديدة، فيما كانت البلاد في تلك المرحلة تمر بأزمات سياسية واجتماعية جعلت الامام الخميني (ره) يتعرف على مشاكل المجتمع والناس في مرحلة مبكرة، دفعته إلى محاربة مظاهر الفساد والوقوف بوجه المفسدين.
وحب الآخرين و روح التضحية والعيش في الظروف الصعبة الامام الراحل (ره) إلى شخصية عظيمة، حيث لم يؤسس طريقاً ومنهجاً فحسب وبل أوجد تغييراً اساسياً في تفكير الناس من حوله لتصل إلى دائرة أوسع فيما بعد.
واشار وكيل مؤسسة حفظ ونشر الامام الخميني (ره) في "خمين" حجة الاسلام محمد جواد رضوي في حديث له لوكالة مهر للأنباء إن الامام الخميني (ره) يعتبر نموذج للنجاح في جميع مجالات الحياة، حیث نهل من العلوم والمعارف الاسلامية منذ شبابه، كما كان متابعاً ومحللاً للأحداث السياسية والاجتماعية التي كانت تدور في البلاد.
وأضاف حجة الاسلام رضوي إن المدارس منذ أكثر من مئة عام لم يكن لها شكلها الحالي، بل كان هناك مدارس تقليدية يعمل فيها شيوخ يعلمون الأطفال القراءة والكتابة والقرآن والادب الفارسي، معقباً إن الامام الخميني " (ره) التحق في طفولته بهذه المدارس وتعلم على يد شيخ يدعى "ملا ابو القاسم" علوم القرآن واشعار الشاعر الايراني "سعدي" وغيرها من الكتب الأدبية.
وتابع وكيل مؤسسة حفظ ونشر الامام الخميني (ره) قائلاً إن الذهاب في ذلك الزمن إلى مدينة "أراك" لإكمال العلوم لم يكن امرا سهلا، فلهذا قرر الامام الاقامة في "خمين" ودرس في مدرسة "احمدية" علوم جديدة على يد ثلاثة اساتذة "ميرزا علي خان" مدرس للغة الفرنسية واستاذ آخر للفة الفارسية، و"الشيخ فضل الله" عم والدة الامام والذي كان يدرس العلوم الشرعية.
وأضاف حجة الاسلام رضوي إن الامام انتقل بعد مدة إلى "اراك" ثم إلى "قم" مكملاً تعليمه في الحوزة الاسلامية.
وأوضح وكيل مؤسسة حفظ ونشر الامام الخميني (ره) لوكالة مهر للأنباء إن ممتلكات الامام الخميني (ره) في مسقط رأسه "خمين" ورث قطعة أرض منحها بعد انتصار الثورة وأثناء حياته للفقراء وتسمى "حارة روح الله" وبيت عائلته القديم الذي ترعرع فيه وقد تم تسجيل هذا البيت ضمن الآثار الوطنية، حيث يأتي الناس لزيارته من كل الأقطاب.
وذكر خطيب جمعة مدينة خمين حجة الاسلام سيد علي حسيني في حديثه لوكالة مهر للأنباء مناقب الامام الخميني (ره) وسجاياه، موضحاً إن للامام ابعاد فكرية تحمل هموم المستقبل وتضيء للاجيال القادمة الطريق، معقباً إن الامام ورث ثقافةً دينية وعلمية غنية الى جانب سعيه الدائم والحثيث على نيل المعارف.
وختم حجة الاسلام سيد علي حسيني بأن الامام كان عالماً وسياسياً وعارفاً مطلعاً على القضايا الحديثة ومدركاً مشاكل مجتمعه حيث كان يسعى دائما إلى حل هذه المشاكل. /انتهى/.