اعتبر مدير معهد مناهج العلوم الانسانية في باريس "محمود دلفاني" ان قسم كبير من مشاكل الشرق الأوسط تندرج ضمن الاستراتيجيات الخاطئة، وقسم آخر منها يعود الى عدم فهم شعوب المنطقة حقيقة التحالفات التقليدية وعدم جدواها.

وأشار الباحث الاستراتيجي محمود دلفاتي في حديث له لوكالة مهر للأنباء إن الأحداث الحالية في الشرق الأوسط تنم عن عدد من الخصائص يمكن تلخيصها في جملة " فوضى وارتباك استراتيجي غير مسبوق"، موضحاً إن الدول في الشرق الأوسط تتبع سياسات قصيرة المدى ويومية لا تتضمن المستقبل. 

ونوه مدير معهد مناهج العلوم الانسانية في باريس إن هذه السياسة خطيرة جداً فعندما تفتقد المنطقة لاستراتيجيات بعيدة المدى فهذا يعني إن الحرب أصبحت قريبة، ففقدان الاستراتيجية يعني اتخاذ قرارات سريعة عاطفية ومتهورة. 

وأضاف الباحث الاستراتيجي دلفاني إن عدم تعامل استراتيجي بين بلدين تؤدي إلى مواجهة بين حكومتي البلدين ما يمكن أن تتطور إلى مواجهة عسكرية فيما بعد، كما هي الحال بين السعودية وايران، منوهاً إلى إن مايحدث الان من حروب بالوكالة جرت المنطقة إلى الفوضى بسبب تأزم الاستراتيجيات. 

ورأى مدير معهد مناهج العلوم الانسانية في باريس إن هناك اسباب أخرى ساهمت في نشر الفوضى في المنطقة ومنها منظمة الأمم المتحدة التي تعتبر أحد المنظمات المؤسسة بعد الحرب العالمية الثانية وهي لا تزال تعيش في ذلك القالب ولايمكن لها أن تحل المشكلات التي يواجها الشرق الأوسط. 

وأشار الباحث الاستراتيجي دلفاني إلى الخلافات القائمة بين السعودية والكيان الصهيوني، معتبرا إن الثاني يتمتع بجهاز دبلوماسي جيد في وزارة خارجيته الأمر الذي لاينطبق على السعودية، واصفا السعودية بطفل صغير يخطو أول خطواته ، فكيف له أن يمر بهذا الشارع المزدحم. 

وبين الدكتور دلفاني إن تركيبة السياسة الخارجية في السعودية لاتعني شيئا بدون امريكا، ولا تعتمد على أسس محكمة ونظرية واضحة، فمنهجها يكتب في جامعة هارفارد. 

وأشار الباحث الاستراتيجي  إن  السعودية تفقد الآن مكانتها في المنطقة ولاسيما سياسيا، في حين إنها تواجه مشاكل داخلية أهمها الجيل الجديد الذي فقد المعايير التقليدية. 

وعلق مدير معهد مناهج العلوم الانسانية في باريس على سؤال مراسلة وكالة مهر للأنباء حول اللاعبين المؤثرين في المنطقة، بأن الشرق الأوسط يحتوي الآن عدد من اللاعبين بين صغير وكبير ومتوسط، والأزمة الحالية في الشرق الأوسط جعلت دور بعض اللاعبين الصغار يصل إلى دور الكبار، موضحاً إن المقصود ليس أن فقط أن تقوم بعض هذه الدول الصغيرة بدور مهم في المنطقة كقطر مثلاً، بل يمكن أن تجري أحداث في إحدى الدول الصغيرة تؤثر على المعطيات الاقليمية عامة. /انتهى/.