أشار مدير عام "مركز التنمية الانسانية" في لبنان وعضو "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" "سهيل ناطور" إلى إن يوم القدس هو هدية للشعب الفلسطيني تتوحد خلفه القوى الاسلامية في العالم، مؤكداً إن المقاومة المسلحة خيار الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في كل مكان وزمان.

واعتبر مدير عام "مركز التنمية الانسانية" في لبنان وعضو "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" ، "سهيل ناطور" في حديث له لوكالة مهر للأنباء  ، إن يوم القدس هو هدية من قائد الثورة الاسلامية الايرانية إلى الشعب الفلسطيني، هدية تقديرية، بمعنى ان لا إسلام حقيقي بدون القدس وإن على  المسلمين أن يكونوا مع القدس،  مشيراً إلى إن الشعب الفلسطيني شعر أن هذه إحدى أكبر الهدايا دعماً لنضاله وتنبيهاً للطرفين؛ الطرف الأول هم المسلمون الذين يحبون فلسطين ولايعملون لدعم فلسطين إي الحب السلبي، والطرف الثاني هو تحفيز مضاد لكل الغرب ومؤيدي اسرائيل بإن هناك شعوب بمليارات البشر ضد هذا الاتجاه الاحتلالي الصهيوني وإن رمزيته الكبرى ليست فقط فلسطينية أو عربية بل اسلامية على مدى الكرة الأرضية.

وأشار ناطور إن هذا اليوم كان تعميقاً لتكريم الشهداء الأبطال الذين استشهدوا في مواجهة الاحتلال الصيهوني، ممن كانوا بحاجة إلى هذا التعاطف الهائل، الأمر الذي لفت الانتباه  ضمناً إلى اختبار حقيقي لأطراف اسلامية تقول بدعم الشعب الفلسطيني وخاصة من السلطات التي تدعي دعم حقوق الشعب الفلسطيني ولكنها لاتفعل ما تقول ولا تقوم بواجها تجاه القدس.

وأضاف مدير عام "مركز التنمية الانسانية" إن الاحداث التي توالت أبرزت أمران، أولها إن الجماهير التي اقتنعت وسمعت النداء تلبي دائماً نداء القدس في الجمعة الأخيرة من رمضان فنشاهد مظاهرات ومسيرات  كبيرة من طهران إلى المغرب العربي

وثانياً وفي جزء آخر نرى إهمال بعض الحكومات العربية التي تريد أن تعطي لهذا اليوم صبغة طائفية فئوية بمعنى إن مصدر الدعوة كانت ايران وبالتالي هي لمن يقبل سياسات ايران ، هذه الحكومات تريد أن تعطي يوم  القدس صبغة شيعية غير سنية فتعمل على تحريض السنة بأن لايتجاوبوا لهذا اليوم لتظهر على حساب الحقيقة الاسلامية والحقيقة العربية والفلسطينية

ونوه "ناطور" إلى إن هذا اليوم فضح الكثير من المرائين بدعواتهم الكاذبة بدعم فلسطين وذلك  بحذف كل دعم آخر لفلسطين، معتبراً إن هذا اليوم كشف ايضاً كثيراً من الكذابّة ممن يدعون دعم فلسطين ولا يفعلون ذلك.

ورأى عضو "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين"  أن الدعوة ليوم القدس لم تأخذ طابع محدد بأن يكون هذا اليوم فقط للمسلمون، مضيفاً إنه وبالرغم من  أن جوهر يوم الجمعة للمسلمين لأنه نقطة التجمع الأكبر فيكون بذلك مناسبة وحملة التعبئة الأكبر للشعب الفلسطيني، إلا أننا نرى في شوارع لندن وألمانيا والسويد من مؤيدي فلسطينن من الغرب والعرب والملسمين يتظاهرون في هذا اليوم دون حواجز، إي أن هذا اليوم أصبح وطني و أممي، واعتقد أنه يجب ان يستمر ويتكرس حتى تحرير القدس وبعد تحرير القدس.

وأوضح "ناطور" في تعليق على سؤال مراسل وكالة مهر للأنباء حول ضرورة تسليح الضفة الغربية بإنه لا يعتقد أننا نستطيع أن نفرض على العدو الاسرائيلي  وداعميه من الغرب إي سلطة  أو رأي دون قوة والقوة يجب أن تكون بكل الأشكال سياسياً قانونياً واقتصادياً ... وكلها اذا لم تكن مسحلة فهي ضعيفة.

وتابع إن إي الدعوة لتسليح الشعب الفلسطيني هي دعوة صادقة مباركة، لا اشكال فيها حتى بالقانون الدولي، فالقانون الدولي يعطي للفلسطينين وأي شعب آخر  يحتله محتل حق مواجهة الاحتلال بكافة أنواع المقاومة وبما فيها الكفاح المسلح وربما كانت الثورة الفلسطينية أول قوة مارست الكفاح المسلح في المشرق وكانت نموذجاً لغيرها من الشعوب.

وأشار عضو "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين"   إلى إنه يجب الاعتراف بأن القيادة الفلسطينية التي وقعت على اتفاقية أوسلو تخلت عن الكفاح المسلح وبالتالي أضعفت الموقف الفلسطيني بشكل كامل متبعة طريقاً واحداً هو التفاوض ثم التفاوض وقد مضى عشرين عام دون إي جدوى، قائلاً:  إننا نتعب أنفسنا بهكذا نمط غير مجدي من العمل، فيما الرد عليه يجب أن يكون بالمقاومة الجماهيرية بكل أشكالها، إي عندما يكون هناك حاجز اسرائيلي يمنع الناس من الوصول إلى المسجد الأقصى يجب أن تنزل الجماهير بكاملها للتصدي لهذا الحاجز وأن تكون أجهزة الاعلام المحلية والعالمية تنقل هذا الحادث لكي نظهر للعالم حقنا للوصول إلى مواقعنا المقدسة،

وأكد "ناطور" إن على الفلسطينيين أن يقوا أنفسهم اقتصادياً، مشيراً إلى إن هذا أمر هاماً جداً إذا إن الثبات على أرض فلسطين يجب ن يكون موفراً بالحد الأدنى الإمكانات لشعبنا. 

وأوضح عضو "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين"  إن الاتفاق في اوسلوا للأسف كان فيه ملحق اقتصادي يسمى بروتوكولات باريس تعطي كل السلطة لاسرائيل في الاشراف على مداخيل البلاد، وبالتالي ليس للفلسطينيين اقتصاد مما يضعفهم، مضيفاً : إنه لكي نقلب الضعف الحالي في اتفاق اوسلو يجب أن نكون أقوياء، يجب أن يكون لدينا تنظيمات تتمسك بحقوقنا وتعبد شعبنا بهذه الحقوق وأن يكون لدينا ترتيب لإمكاناتنا بصدامات دائمة مع الاحتلال ، ثالثا أن نهيئ القوى العسكرية اللازمة لاستنزاف الاحتلال واضعافه حتى يقتنع إن ما بقي له ليس سوى الخسارة حتى ينسحب.

واعتبر "ناطور" النموذج الذي قدم في غزة هو نموذج يعطي تاكيداً على كلام الامام الخامنئي عندما كانت ايران ترسل السلاح إلى غزة ويدرب الشباب عليها عندما هاجمت اسرائيل مرتين أو ثلاث في اعتداءاتها القاسية على غزة، أصبنا بخسائر كبيرة -  هذا صحيح-  دمرت عائلات ، ولكن هذا ثمن الحرية وبالتالي منعنا اسرائيل من الانتصار علينا لأن لدينا سلاحاً إلى جانب المبادئ والإرادة والقدرات.

وتابع قائلاً : عندما أوقعنا باسرائيل خسائر كبيرة بهذا السلاح وكانت ايران العامل الأكبر في تسليح الحركات في غزة من حماس وغيرها ، وهنا يجب الاعتراف بإن ايران هي الممول الأكبر لذلك،  ندرك إننا بحاجة إلى إيصال هذا السلاح إلى الضفة الغربية وإلى إعادة صياغة المنظمات في الضفة الغربية وتدريب الشباب على الأرض ، ولكن هذا يشترط أن توقف السلطة الفلسطينية التعاون الأمني مع اسرائيل، إي عدم إعطاء المعلومات عن الشباب كما يحدث حالياً.

وأكد "ناطور" إن  الشباب الفلسطيني في انتفاضته الأخيرة استطاع أن يقول للعالم أننا بسكين صغير نستطيع أن نقوم بعمل ضد أسلحة العدو، معتقداً أن إيجاد صيغ لتوفير السلاح والتدريب والتنظيم لأهلنا في الضفة الغربية هو شرط ضروري جداً للانتصار القادم.

    وأوضح "ناطور" في تعليق على سؤال مراسل مهر للأنباء حول الحفلات السياسية في المنطقة ومايجري حالياً، قائلاً: نحن نعرف إنه منذ انهيار الاتحاد السوفيتي السابق تحكمت الرأسمالية العالمية بكل دول العالم وبالتالي بقيت الولايات المتحدة الامريكية والتي فرضت على الدول الأخرى شروط وقوانين مثلما فعلت مع ايران من فرض عقوبات وغيرها وذلك لمنع مواجهتها وتحديها، مشيراً إلى إن الفلسطينين هم من الشعوب ومن أضعفها  مبعثرين هنا وهناك لايمكن أن نقول إننا موحدين في الرؤية وآليات العمل نحن موحدين بالأهداف ضد الاستعمار الغربي الرأسمالي المتوحش تحت اسم العولمة.

وأشار "ناطور" إلى إن ايران تبني نفسها وتساعد غيرها من الحركات، ربما ترتكب أخطاء علينا أن نعترف أنها عندما تعطي هذا التنظيم ولا تعطي غير يعني هي تميز وحسب رؤيتها، وهي حرة في ذلك إلا إنها تضعف القوة المعادية في ان تكون موحدة بشكل مشترك، هي يمكن موحدة بالهدف ولكنها تتفاوت في قدرتها على لعب الدور المطلوب منها.

وأضاف  عضو "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين"  إن العدو عندما يجد أن هناك فئات ممزقة يمكن أن تتلتحق به فأنه يغريها لتلتحق به فيحولها لخدمته بدل ن تكون في خدمة شعوبها، منوهاً إلى أن السلطة الفلسطينية عندما توقع اتفاق اوسلو إي إنها تقول اوقفنا الكفاح المسلح، مؤكداً إن هذا القرار لا يعبر عن إرادة الشعب الفلسيطني ، الذي يريد الكفاح المسلح لتحرير أراضينا، منوهاً إلى  إنه لم يجر استفتاء على اتفاقية اوسلو وبالتالي هو فرض على الشعب الفلسطيني.

وأشار "ناطور" إلى إن الشعب الفلسطيني لايستطيع بتنظيمات مختلفة غير موحدة على آلية المواجهة أن يتقدم، فيمكن أن تصطدم ببعضها وتدخل حربا أهلية، أو تدخل بهدنة وتفتح الحوار السياسي لإعادة رصّ الصفوف لمواجهة الاحتلال، الفلسطينيون بحاجة لحوار دائم مفتوح لتجاوز الخلافات في الرؤى.

 وعن الصراعات في المنطقة ونشر الإرهاب أشار عضو "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" إلى إن القوى الرأسمالية ترغب في السيطرة على المنطقة وامتلاك نفطها والانتقال بعدها للشرق الأقصى حيث تريد أن تمسك في المنطقة، لذلك فإن الإسلام السياسي المتطرف الإرهابي هو فكرة وإخراج الغرب الرأسمالي من "القاعدة" التي أسستها بريطانيا ودعمها العرب إلى التنظيمات الجديدة مثل داعش والنصرة  بمساعدة الجوار التركي وغيره من الدول العربية.

واعتبر "ناطور"  إن الجميع يحرص على تنفيذ مصالحه الاقتصادية في الدرجة الأولى كما نرى حالياً الضغط الغربي على تركيا لمصالحة اسرائيل لتوطيد العلاقات الاقتصادية التي تصب في مصلحتها وطبعاً تركيا لايهمها غزة المحاصرة أو غيرها، وهذا نجاح أمريكي لمصلحة اسرائيل، على أساس أن أنابيب الغاز ستمر لاحقاً في قبرص التركية، منوهاً إلى إن القضية الأولى هي نهب الشعوب، واسرائيل هنا أداتهم،

وأضاف : إن  العرب وجميع دولهم لا يمكنهم الوقوف في وجه اسرائيل، بل هم أدوات بيدها، والإرهاب هو إيضاً  ورقة يلعب فيها الغرب لتحقيق مصالحه ولو انتهت داعش وانتهت التنظيمات سيخترعون ادوات أخرى.

وتطرق "ناطور" إلى المصالحة التركية الاسرائيلية قائلاً:  أنا اعتقد أن سياسة مصالح الدول موجودة في هذه الصفقة فأردوغان مثلاً سيقيم مستشفى في غزة يمرر بها قضاياه، ولكنها ستبقى لطخة على جبينه لصالح اسرائيل، مشيراً إلى إن  الفلسطينيون  جميعا استقبلوا هذا الاتفاق بتشاؤم دون ايجابية، لكن حركة حماس تسكت لما لها من مصالح في إدخال بضائع إلى غزة، مما يجعلها تؤكد تواجدها في المعسكر السني والابتعاد عن الضفة الغربية، اما من جهة أخرى فأن السلطة في رام الله ضعيفة لاتعبر عن كل منظمة التحرير بل تعبر عن جزء من فتح، وهنا سوف تسعى هذه السلطة لتقاسم الحصص بإدعاءها الدائم إنها تمثل الفلسطينيين، وبالتالي استمرار سيطرتها، خاتماً إن كل الدول تحاول تثبيت مصالحها في المنطقة.

أجرى الحوار: حنيف غفاري