وفي حديث لوكالة مهر للأنباء اكد مؤسس حزب الغد المصري الاستاذ ايمن نور ان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية والتي بموجبها تنازل النظام المصري عن جزيرتي تيران وصنافير تمثل بذاتها جريمة خرق فاضح لنص من نصوص الدستور المصري وهو المادة رقم 151 التي تستوجب استفتاء الشعب علي أي معاهدة تتعلق بسيادة الدولة، وتنص ايضا أنه لا يجوز إبرام أي معاهدة للتنازل علي أي جزء من إقليم الدولة، وبالتالي فما قام به السيسي هو أمر مخالف لنص الدستور، وهو ما ينبغي معه سحب الثقة منه فضلاَ أن حكومته التي كلفت بالتفاوض مع الحكومة السعودية ينبغي عقابها بنص المادة رقم 577 من قانون العقوبات المصري التي تعاقب بالأشغال الشاقة المؤبدة كل من تم تكليفه بالمفاوضة مع حكومة اجنبية في شأن من شئون الدولة فأجراها ضد مصلحة دولته.
وتابع : ان السيسي ارتكب جريمة سياسية أيضا لأنه دافع عن هذا الخطأ وتعمد الاستمرار فيه مستهيناَ بالشعب المصري ودماء المصريين التي سالت دفاعاَ عن هذه الأرض.
وبخصوص اخطاء الاخوان المسلمين خلال فترة حكمهم في مصر والعوامل التي مهدت الطريق لاقصاء الاخوانيين من المشهد السياسي المصري ووصول عبد الفتاح السيسي الى الحكم، اكد عضو مجلس الشعب المصري السابق ايمن نور ان الاخوان ارتكبوا اخطاء ادت الى ضعف الثقة في قدرتهم علي الحكم وكان من الطبيعي انهم سيخرجون من السلطة للمعارضة في أول انتخابات برلمانية أو رئاسية، لكن الانقلاب عليهم بالطريقة التي تمت في 3/ 7 هي خطيئة كبري، وخروج علي قواعد اللعبة الديمقراطية، وقد ساهم في هذه الجريمة الدولة العميقة "دولة مبارك " وبعض القوي الأقليمية والدولية، فضلاَ عن شراكة في هذه الجريمة من قبل بعض القوى المدنية، وبعض المؤسسات الدينية.
وردا على سؤال مراسل وكالة مهر للأنباء حول محاولات لاجهاض الثورة المصرية والاشخاص الذين شاركوا في افشال الثورة ودور السعودية وتركيا في التعامل مع الثورة المصرية التي انتهت بخلع حسني مبارك، اشار منافس محمد حسني مبارك في انتخابات الرئاسة المصرية 2005 الى ان الثورة المصرية خسرت جولة لكنها لم تهزم بصورة نهائية، وما حدث في 3/7 هو نهاية شوط من اشواط مباراة طويلة بين الحرية والإستبداد، بين الثورة والثورة المضادة التي وجدت دعماَ إقليمياَ من بعض دول المنطقة، بينما ان هناك دول أخرى تراهن علي الثورة وترفض الثورة المضادة من بينها تركيا، وقطر والعديد من الدول في الغرب، والشرق.
وبخصوص موقف الشعب المصري من القضية الفلسطينية ومواقف الحكومة المصرية بالنسبة لمطالب الشعب المصري في قضية فلسطين ووقوف مصر مع الفلسطينين لتحرير كل الاراضي الفلسطينية شدد الاستاذ ايمن نور على ان الشعب المصري كان ومازال يرى أن القضية الفلسطينية هي القضية المحورية والرئيسية والهم الأكبر الذي دفع من أجله الكثير من الدم والتضحيات، ولم يدخل الشعب المصري منذ 1977 والى الان في تطبيع العلاقات مع العدو الاسرائيلي رغم السلام البارد الذي دخلت فيه الأنظمة والحكام، مضيفا: لكن الصادم أن الحكومات في عهد السادات ومبارك لم تملك الشجاعة للأنتقال من مرحلة السلام البارد إلي حالة الحميمية والغزل غير العفيف التي دخل فيها السيسي مع اسرائيل.. ولم نرى أسرائيل تتعامل مع أي حاكم مصري مثلما تتعامل مع السيسي وتقدم له منذ انقلابه كل جهد لدعمه في العالم الخارجي.
وحول تاثيرات المشاكل والازمات الاقتصادية في مصر على سياساتها وانضواءها احيانا تحت راية سياسات بعض الدول العربية واسباب تنازل الدور اقيادي المصري في العالم العربي قال ايمن نور : عندما تكون مصر كبيرة على من يحكمها يضطر هذا الحاكم لاختزالها لتكون بحجمه، وهذا ما يفعله السيسي الذي قبل أن يأتي محمولاَ علي مشاريع لدول إقليمية صغيرة، وتابعاَ لدول إقليمية أخرى.
واضاف : لقد عاشت مصر في عهد عبد الناصر، والسادات وحتى مبارك أزمات إقتصادية كبيرة لكنها ظلت محتفظة بقدر كبير من وزنها الاستراتيجي الذي تقلص في عهد السيسي إلي حد مخجل بالصورة التي جعلت منها دولة تابعة لامارة أبوظبي، و لدول كانت حتي سنوات قريبة تتعامل مع مصر بندية، وإحترام، وأعتقد أن هذا الانحسار للدور المصري كان له بالغ الأثر علي العالم العربي كله، وذلك لا يفيد سوى إسرائيل./انتهى/
اجرى الحوار: محمد مظهري