وحول رؤيته لصورة المشهد في تركيا قال الاعلامي اللبناني توفيق شومان في تصريح لوكالة مهر للانباء: منذ ماقبل المحاولة الانقلابية الفاشلة التي حدثت هذا اليوم، كان هناك صراعا حقيقيا بين حزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس رجب طيب اردوغان ومناوئيه السياسيين فالخطوات التي تم اتخاذها في الفترات الاخيرة ربما دلت على ذلك.
واضاف: كان واضحا ان الانعطافات السياسية الاخيرة التي لجأ اليها اردوغان من اعادة تطبيع للعلاقات مع روسيا وبالتالي مع اسرائيل وربما التنازل الى حد كبير عن الاتفاقيات التي تمت بين تركيا والاتحاد السوفيتي ايضا كل ذلك كان، يختصر، مشهدا تركيا خصاميا، عبّر عن نفسه في العديد من المواقف المعارضة.
وتابع : كنا امام مشهد تركي بامتياز حيث حدثت خطوة ما من قبل العسكر، رغم انها فشلت المحاولة الانقلابية، ولكن بالوقت نفسه، تدل على ان جزءا كبيرا من الجيش التركي غير راض على التشدد بالسلطة من قبل اردوغان على اقل تقدير وتحويل النظام السياسي في تركيا من نظام برلماني الى نظام رئاسي، بالاضافة الى الطريقة التي يحكم فيها اردوغان باعتباره اشبه بدكتاتور، فأن هذه الخطوات اوجدت لها مناخ داخل الجيش عبر عن نفسه بالمحاولة الانقلابية.
واشار الاعلامي اللبناني الى حملة التطهير الواسعة داخل الجيش التركي حيث وصلت الى نحو 1500 ضابط وجندي ومعظمهم من الرتب الوسطى ومافوق، مضيفاً: هذا يعني ان رجب طيب اردوغان يعي تماما الخطر الذي يحدق به والذي يشكل قلقا حقيقيا عليه لذلك لجأ الى حملة التطهير وهو كان قد بدأها على اي حال منذ سنوات ولكن هذه المرة تأخذ اشكالا وابعادا مختلفة الى درجة يمكن ان يذهب فيها اردوغان الى تطويع الجيش في داخله بعد ما كان الجيش هو الطرف التركي الوحيد الذي كان يخشى اردوغان ان يمد يده عليه وبالتالي ان يطوعه.
ونوه توفيق شومان الى ان المحاولة الانقلابية العسكرية في تركيا انتهت ولكن خصوم اردوغان كثيرون في تركيا وربما الجيش التركي الذي لم يعتد على ان يبقى خارج الفراغ السياسي قد يكون جزء منه هو احد اخطر واهم الخصوم التي تواجه رجب طيب اردوغان في الداخل.
واستبعد شومان ان يكون الانقلاب العسكري الذي حصل امس في تركيا، مفبركاً من قبل اردوغان وحزبه، قائلا: لايمكن ان يلجأ اردوغان الى افتعال انقلاب لاننا نتحدث عن عشرات القتلى وحملة اعتقالات والشبكات والجيوب التي لاتزال تقاوم وبالتالي تدافع عن نفسها ولانها تعرف مصيرها./انتهى/
اجرى الحوار: مجد عيسى