رأى رئيس تحرير صحيفة الثورة السورية علي قاسم ان الانقلاب الذي حصل في تركيا، حقيقي وقائم ولكن لدى استخبارات اردوغان النية المبيتة تجاه هذه المسألة وبالتالي كان متفق على جملة الاجراءات التي يجب ان تتخذ عقب الاعلان عن فشل الانقلاب.

وحول الاسباب الحقيقية لوقع الانقلاب في تركيا اشار علي قاسم رئيس تحرير صحيفة الثورة السورية في تصريح لوكالة مهر للانباء الى ان هناك اسباب داخلية وخارجية وراء الانقلاب في تركيا قائلا : ان الاسباب داخلية تتعلق بحالة التذمر ومحاولة الهيمنة ونزع الصلاحيات وتركيزها بشكل مطلق بيد اردوغان شخصيا، وهذا توجه واضح نحو الدكتاتورية، وبدأت حالة التذمر تلك ليس داخل المؤسسة العسكرية فحسب، بل في المؤسسات الاخرى السياسية والقضائية والقوى المجتمعية  داخل تركيا ايضا.

واضاف: والاسباب الخارجية التي اوصلت تركيا الى حائط مسدودة وبالتالي اوصلت تركيا الى حالة تغيير ما سمي بالخيارات السياسية في لحظة لم تكن موفقة، وان هناك اعتراض من امريكا والغرب تجاه هذه المحاولة،  وان العبور التركي بتغيير خياراته ليس امرا سهلا وليس مسموحا لاردوغان به.

وتابع:  لذلك توافرت هذه العوامل بشقيها الداخلي والخارجي لتهيئة الظروف للحديث عن انقلاب، اذا كان حقيقيا او صحيحا او من قبل قوى داخلية او خارجية.

ورأى قاسم ان الانقلاب حقيقي وقائم ولكن لدى استخبارات اردوغان النية المبيتة تجاه هذه المسألة وبالتالي كان متفق على جملة الاجراءات التي يجب ان تتخذ عقب الاعلان عن فشل الانقلاب.

وحول تداعيات الاحداث الاخيرة على السياسية التركية اكد علي قاسم ان التداعيات ليست مختصرة على بضعة اسابيع او اشهر وربما تمتد لسنوات وبالتالي نحن امام تراجيديا اضافية من المشاهد الهستيرية التي سيقدم عليها اردوغان بإتجاهات مختلفة.

واردف : ان اردوغان سيضطر الى تغيير سياساته لان هذا الامر محسوم من الناحية المبدئية ولكن بأي اتجاه؟ وبإي منحى؟ وهل سيوافقون على ما يقدم عليه؟ اعتقد ان نقطة الصدام الرئيسية في هذه المسألة هي الاجراءات الانتقامية التي سيقدم عليها اردوغان، نحن امام حالة من المفارقة داخل  المجتمع التركي، والقوى التركية لايمكن لها ان تسمح بما يجري، كان هناك محاولة مستميتة من اجل تحطيم رمزية وقدسية المؤسسة العسكرية من خلال الاعتقالات المهينة "للانقلابيين" ولايوجد في دولة في العالم الشرطة تقوم باعتقال العسكريين رغم مايعنيه العسكر لتركيا والداخل التركي.

ونوه علي قاسم الى ان اردوغان حاول ان يرسل رسالة خاصة الى الوجدان التركي عندما قال ان التحزب اقوى من المؤسسة العسكرية وان التنظيم داخل مناصريه كان اقوى واكثر جدية من المؤسسة العسكرية.

واضاف : تلك العوامل وغيرها ستجبر اردوغان الى اعادة النظر في سياساته وباعتقادي ان كرة الثلج تدحرجت وعندما تتدحرج لايمكن لاحد ان يوقفها وليس بمقدور احد ان يتنبأ اي تقف هذه الكرة المتدحرة اي ان هناك انقلابات قادمة في تركيا سواء قبل اردوغان بذلك ام لم يقبل.

وردا على سؤال حول ما اذا كان هناك دور واضح لبعض الانظمة الخليجية في احداث تركيا لاسيما ان السعودية والامارات تسعيان وراء قمع الاخوان في كل مكان فيما قطر تساند الحركات الاسلامية والاخوانية في العالم العربي اكد رئيس تحرير صحيفة الثورة السورية ان المشيخات الخليجية  تمتلك دورا اساسيا وفاعلا في كافة الاعمال التخريبية والمدمرة للاستقرار في المنطقة، فهي تعتاش على هذه الازمات والفوضى والخراب لان وجودها مرتبط بتلك الاجراءات.

وحول ردة فعل حزب العدالة والتنمية والحكومة التركية على الانقلاب الفاشل قال علي قاسم ان الرسالة الاساسية التي يحاول اردوغان اليوم ان يثبتها في اذهان الاتراك بأن هؤلاء المناصرين الذين خرجوا الى الشارع وحاولوا صد الانقلابيين،هؤلاء هم الاساس.

واضاف : هناك تحديات عديدة يجب اخذها بعين الاعتبار، فهناك ماسماه الهيكل الموازي او التنظيم الموازي للدولة والاتهامات الموجهة لفتح الله غولن، ولكن حدود فشل ونجاح اردوغان مرتبطة بحدود ومساحة الحماقة التي سيقدم عليها، لاسميا هناك تحذيرات دولية من ان آلة القمع التي سيستخدمها اردوغان للانتقام من خصومه الداخليين في تركيا مسألة محسومة وايضا هذا الامر ينسحب على خصومه او منتقديه من داخل حزب العدالة والتنمية ليكون هذا الحزب هو حالة واحدة يتيمة مسيطرة على كل مقاليد الحكم والسلطة في تركيا من اولها حتى آخرها./انتهى/