اكد الشيخ مأمون رحمة امام مسجد بني امية الكبير بدمشق ان تقسيم سوريا امر مستحيل وذلك بسبب ايمان الشعب السوري بالله عز وجل اولا ودعم الجمهورية الاسلامية الايرانية وحزب الله ثانيا.

ورداً على سؤال حول اهداف تشكيل المجموعات الارهابية في المنطقة وسوريا والجهات التي تقف وراء هذه المجموعات رأى الشيخ مأمون رحمة امام مسجد بني امية الكبير بدمشق في حديثه لوكالة مهر للانباء انه منذ بداية هذه الحرب الشبه كونية على سوريا كان هناك ادعاء من بعض هؤلاء الذين لايمتون للاخلاق بصلة بانهم يريدون الحرية والاصلاح والتغيير، كنا انذاك كأئمة وخطباء مساجد نحذر الناس من انها فتنة لاسيما عندما انقاد ورائها اصحاب الاخلاق الذميمة والملاحقون من قبل الدولة بسبب قضايا جنائية كثيرة.

وأضاف : ان الذين يريدون المكر بالجمهورية العربية السورية ومحور المقاومة استغلوا هؤلاء الحثالة بحجة الاصلاح والتغيير، حيث كانوا يمدونهم بالمال فيخرجون بمظاهرات ويدعون انها سلمية وبعد شهرين من خروجهم بالمظاهرات وباعداد قليلة ظهر السلاح والخطف وقتل من يحتضن ثقافة المقاومة.

وتساءل رحمة عن اذا كان هؤلاء يريدون الاصلاح فلماذا يقتلون الناس وينشرون الفكر الطائفي ويحرقون مؤسسات الدولة في العديد من المناطق، فهذا يدل على ان الموجه واحد والاصابع واحدة.

واستغرب الشيخ مأمون رحمة من بعض الشعارات التي كانوا يرددونها كــ"بروح بالدم نفديك ياحمد" قائلاً : من كان يردد ذلك هم اطفال صغار تماما وهذا ما آلمنا كثيراً فما علاقة حمد القطري بسوريا؟! مضيفاً : كنت اتابع هؤلاء بدقة فتبين ان توجيههم قطري وسعودي ويعتمدون على الفكر الوهابي والاخواني وركيزتهم سفك الدماء، من هنا بدأ مايسمى بـ"الجيش الحر" والمجلس الوطني".

وبين امام مسجد بني امية الكبير بدمشق أن هؤلاء كانوا يقولون "من لاينتمي للجيش الحر فهو ضدنا" ومن كان يخالفهم يخطف ويقتل، لكي يدخلوا الرعب في قلوب الاخرين لتستسلم البلاد، وهذا كان الذي يسعى اليه الارهابيون بتوجيه من اسيادهم في مملكة الرمال وامريكا وبريطانيا.

وتابع : عندما تشكلت تلك المجموعات ظهر السلاح ومنه الثقيل علناً في الشوارع وكانوا يقولون الثورة ستنتصر ومن يقف مع النظام سنقتله، والناس هنا انقسموا، فالذين لايملكون ثقافة المقاومة والوطنية وضعفاء الايمان، وضعوا قدماً هنا وقدماً هناك، وحذرنا الائمة والخطباء من ذلك كثيراً ولكن مع الاسف ذهب البعض معهم من اجل المال والبعض الاخر لاذ بالفرار.

ولفت مأمون رحمة الى ان لو كان الخطباء يداً واحدة ووقفوا في وجه هؤلاء لما وصلت سوريا الى ما وصلت اليه، قائلاً : عندما اشتعلت النار اصبحنا نجد شخصيات من الشيشان والارن وليبيا وبلدان اوروبية عديدة، يأتون بتوجيه النظام السعودي والقطري واسيادهم الاميركان الذين وجدوا ان هؤلاء مايسموا بالجيش الحر فاشل على الاطلاق في هذه المعركة المصيرية التي يقودونها هم.

واردف : كنا نتسائل عن بعض الشعارات ضد حزب الله والمقاومة فوجدنا ان اسرائيل تقف ورائهم وتمدهم بكل مايحتاجون ليدمروا حزب الله الذي كسر شوكة اسرائيل.

وفيما يخص توقعاته حول تحقق المخطط الامريكي الاسرائيلي في تقسيم المنطقة قال امام مسجد بني امية الكبير بدمشق : "نحن نعتقد كسوريين ان موضوع التقسيم امر مستحيل لعدة اسباب، فليست هي المرة الاولى التي تتعرض فيها سوريا للتقسيم، منذ الاحتلال الفرنسي حاولوا وفشلوا، وان اسرائيل وامريكا ومن يدور في فلكهم يحاولون تقسيم سوريا لاضعافها، وبعد ان استنفذوا قوتها يعملون على موضوع التقسيم، فعلى سبيل المثال ان امريكا اليوم مع الاكراد تحاول تحرير الرقة لكي تضع يدها عليها ولكن لن تفلح في رفع علم خاص بها هناك على الاطلاق وكان اردوغان يرغب بمنطقة عازلة فعندما فشلوا لجئوا الى تحرير الرقة لكن بعنوان آخر.

واضاف : التقسيم امر مستحيل لاننا نؤمن بالله عز وجل بأن وطننا واحد وينصر الله الحق ولو بعد حين وثانياً دعم الجمهورية الاسلامية الايرانية لنا بكل ماتستطيع خدمة للعلاقة التاريخية بين البلدين وثالثا مشاركة حزب الله، شعرنا اننا لسا وحدنا في هذه المعركة الشرسة ومشروع التقسيم الى زوال.

وفي معرض رده على سؤال مراسل وكالة مهر للأنباء  "هل الاسلام الحنيف والمذهب السني يسمح بانتهاك حقوق الانسان كما ترتكب داعش؟"، اكد الشيخ مأمون ان الاسلام دين رحمة وان هؤلاء الذين شذوا من السنة عن منهج النبي والقرآن وساروا في طريق الاجرام فهذا الجرام لاينسب للاسلام ،مستشهداً قوله تعالى(كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) فهذا هو مبدأ القرآن وكل مسلم.

وحول علو صوت المتطرفين على  صوت الوسطيين في العالم قال رحمة : "استعرضت خطبة كاملة في قول الامام علي(ع) "حين سكت أهل الحق عن الباطل، توهم أهل الباطل أنهم على حق"، اليوم في سوريا نعاني من سكوت العلماء، الوطن يحترق والواجب على الداعي الى الله ان يقف وقفة حق.

وعن دور الجمهورية الاسلامية الايرانية وقائد الثورة في حل الازمات الاقليمية وهداية العالم الاسلامي نحو مستقبل ايجابي شدد امام مسجد بني امية الكبير بدمشق على ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لم تلعب اليوم دوراً كبيراً في خدمة الشعوب وعلى رأسها قضية فلسطين فقط بل لها تاريخ مديد في حبها للسلام والشعوب.

واضاف : عندما فتح الايرانييون ملف المصالحة كان امرا مريح لكل السوريين، واستغربنا لماذا مملكة الرمال لم تقم بهذه الخطوة في حين قامت ايران بها مؤكداً ان ايران تدرك تماماً بأن هذه النار المشتعلة لن تخمدها الا المصالحة بين ابناء الدم الواحد والوطن الواحد، ومع الاسف الارهابيون لم يستجيبوا لهذا النداء لان التوجيه السعودي وهم يريدون ان يدخلوا سوريا في نفق طويل ومظلم كما فعلوا في العراق./انتهى/