وجاءت تصريحات الرئيس التركي، خلال مقابلة مطوّلة أجرته معه قناة "الجزيرة" القطرية، بثتها مساء امس السبت ، تناول خلالها محاولة الانقلاب الفاشلة وردود الفعل بشأنها.
اوقال أردوغان إن منظمة "فتح الله غولن" هي من قام بمحاولة الانقلاب، موضحاً أن تلك الجماعة "لا تسعى للسيطرة على تركيا وحدها وإنما التمدد إلى دول إفريقية"، مشيراً إلى أن هذه الجماعة "ليست دينية ولكنها إرهابية تحاول السيطرة على البلاد واقتصادها".
وتابع: أن "التهاون مع الظالم خيانة للمظلوم، ولن نتهاون مع الانقلابيين، هؤلاء خونة، لن نرحمهم، هؤلاء ليس لهم إلا مصالحهم الخاصة، وسنزيلها، لن نسمح لهم بالتواجد في مؤسسات الدولة"، موكداً بهذا الخصوص "نحن ندير الدولة بطريقة ديمقراطية، وهم الانقلابيون، قصفوا البرلمان، والقصر الجمهوري، ومديرية المخابرات العامة، وحاولوا أن يسيطروا على مؤسسات الجيش، بإمكانهم السيطرة على بعض مباني، لكن لن يستطيعوا السيطرة على الشعب".
ووجه أردوغان حديثه إلى منظمة العفو الدولية قائلاً: "اعرفوا حدودكم وكونوا صادقين". وقال إنه سيقوم بتغيير الجيش التركي ليكون جيشا حاميا للشعب لا مقاتلا له، كما سيتم تغيير المناهج والمدرسين في المدارس العسكرية من أجل مصلحة تركيا.
وأضاف: "هناك مدنيون قصفوا بأوامر من الرجل الموجود في بنسلفانيا (فتح الله غولن)، وكل الظلمة الذين يتبعونه يدفعون الثمن، هؤلاء يستغلون الدين للسيطرة على الشعب".
واستطرد قائلاً: "نحن لا نخاف من الموت، نحن مسلمون والموت بالنسبة لنا قدر، عندما يأتي قدرنا لا نستقدم ساعة، انظروا إلى ذلك الشاب الذي نام تحت عجلة الدبابة".
ولفت الرئيس التركي إلى أن "الانقلابيين استعجلوا في تنفيذ محاولتهم (الانقلابية) لكن الشعب كان لهم بالمرصاد، فالحكومة كانت ستستبعد عناصر جماعة "غولن" من مجلس الشورى العسكري، والجماعة حاولت استباق ذلك".
وأضاف: "نحذر كل أصدقائنا في العالم من جماعة غولن المارقة، وكثير من الدول تطلب مساعدتنا للتخلص منها ومن مدارسها، الانقلابيون يختبئون خلف مدارسهم الخاصة التي يدعون أنها دينية، نحاول منذ عام 2000 دكّ قلاع الانقلابيين وإغلاق مدارسهم المشبوهة".
ووصف أردوغان محاولة الانقلاب الفاشلة بأنها "كانت تشبه الزلزال"، مشيراً بهذا الصدد "نعمل على منع أي هزات ارتدادية لها، لكنها جعلتني أكثر تصميمًا على محاربة جماعة فتح الله غولن".
وأكد "سنتخذ كل التدابير اللازمة لتطهير الجيش (من الانقلابيين) بالشكل الصحيح، ونحتاج أن نشرع في بناء دولة نبنيها من الصفر"، مشيرا إلى أن "المدارس والكليات العسكرية ستكون مفتوحة لكل الأتراك، ونريد أن نبني جيشا يحمي الشعب ولا يقتله".
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 تموز/يوليو الماضي)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، اتهموا بانهم من انصار الداعية المقيم في الولايات المتحدة "فتح الله غولن"./انتهى/