اشارت جريدة "الرأي اليوم" في افتتاحيتها بعنوان "لماذا يحط وزير الخارجية الايراني الرحال بأنقرة وليس نظيره السعودي؟ ولماذا تتقدم الدبلوماسية الايرانية وتتخلف نظيرتها العربية؟" وقوف ايران الى جانب الحكومة التركية خلال الانقلاب الفاشل بينما تخلت الانظمة العربية عن حليقتها التركية.

وافادت وكالة مهر للانباء ان جريدة "الرأي اليوم" لفتت في افتتاحيتها الى وقوف الجمهورية الاسلامية الايرانية الى جانب الحكومة التركية وزيارة وزير الخارجية محمد جواد ظريف الى تركيا امس الجمعة قائلة: تعكس زيارة وزير الخارجية الايراني، الى العاصمة التركية انقرة، التي بدأت يوم الجمعة "الفرق الهائل" بين الدبلوماسيتين العربية والايرانية، وتفوق الاخيرة، وتحقيقها انجازات كبيرة، في مقابل تخلف الاولى، اي العربية، مما يكشف بالتالي عن اسباب فشلها وسياسات حكوماتها.

واضافت الافتتاحية ان ظريف الذي جرى استقباله بحفاوة بالغة في انقرة، اكد فور وصوله على اهمية دور ايران وتركيا وروسيا في المنطقة قائلا، اذا كانت هناك خلافات في الرؤى بين دول المنطقة فيمكن حلها عن طريق الحوار، وحرص على ادانة الانقلاب العسكري مؤكدا "نحن نؤمن بأن زمن استخدام القوة والانقلابات قد ولى ولا مكان له في المنطقة".

وتابعت: كان لافتا، ونحن نتحدث هنا عن ذكاء الدبلوماسية الايرانية، ما كشفه السيد جاويش اوغلو من انه والسيد ظريف لم يناما طيلة الليلة التي شهدت محاولة الانقلاب منتصف تموز (يوليو) الماضي، وان ظريف اتصل به في تلك الليلة من 4 الى 5 مرات ليطمئن على الاوضاع في تركيا، كما اتصل به للسبب ذاته عدة مرات في اليوم التالي.

واردفت: لماذا لا ينام ظريف طيلة ليلة الانقلاب الفاشل، ويتصل خمس مرات مع نظيره التركي للاطمئنان على الاوضاع في تركيا، بينما يغط حلفاء تركيا من العرب "في سبات عميق"، الامر الذي خلق انطباعا لدى السلطات التركية انهم ربما يكونوا متورطين في الانقلاب، او مؤيدين له في اضعف الاحوال، فالمثل العربي يقول "الصديق وقت الضيق".

ولفت الى ان المنطق يقول ان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير هو الذي كان من المفترض ان يكون اول الزائرين لانقرة وقبل نظيره الايراني بأيام، للاطمئنان على الحليف التركي اولا، وبحث طبيعة اوجه التعاون بين البلدين في ملفات اقليمية عديدة مشتركة في مرحلة ما بعد الانقلاب، ولكنه لم يفعل، ولا نعرف حتى هذه اللحظة الاسباب والدوافع لهذا الغياب من قبيل الفضول على الاقل.

وقالت الافتتاحية: ان السلطات الايرانية تعرف جيدا كيف تتحرك دبلوماسيا وفي اي توقيت، مثلما تعرف ايضا كيف تستخدم اوراقها، والاقتصادية منها خاصة، وتوظيفها في خدمة مصالحها الاقليمية، والدليل الابرز على ذلك ان السيد جاويش اوغلو اكد ان الجانبين الايراني والتركي "اتفقا في هذه المحادثات على الوصول في حجم التجارة بينهما الى نحو 30 مليار دولار سنويا"./انتهى/