وكالة مهر للأنباء_ ديانا محمود: أحدثت الإساءة التي وجهها الإعلامي الايراني "مهران مديري" عبر برنامجه "دورهمي" الذي تعرضه القناة الثالثة الايرانية ضجةً في الشارع الايراني بسبب إهانته غير المقصودة لصحابيين من رموز أهل السنة، الامر الذي أعقبه ردود فعل بين أبناء المجتمع الايراني بأقطابه المختلفة تدين هذا التصرف غير اللائق والذي ينم عن عدم معرفة.
كما وقدمت كتلة أهل السنة في مجلس الشورى الاسلامي في ايران تنبيهاً لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الايرانية لما صدر عن هذا الإعلامي من "تجريح" بحق رموز من أهل السنة وصفته الكتلة بالإهانة التي تستوجب الاعتذار، وذلك في الجلسة العلنية يوم الأحد 14 آب، مطالبين المجلس بتوجيه تنبيه للمسؤولين عن هذا البرنامج.
وأشار عضو مجلس الشورى الاسلامي محمد قسيم عثماني من كتلة أهل السنة إلى إن البرنامج وجه إهانةً لا تليق بالتلفزيون الايراني وتبعث على التفرقة، مطالباً باعتذار المؤسسة الاعلامية للحفاظ على وحدة المجتمع الايراني وعدم السماح لاعداء الشعب الايراني ونظامه من التدخل بين الأخوة.
وأشار نائب رئيس مجلس الشوري الاسلامي الذي ترأس الاجتماع امس إلى إن اي إهانة موجهة لرموز أهل السنة أمر معيب وعلى المسؤولين في الإذاعة والتفزيون تقديم الاعتذار، موضحاً إن قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي شدد دائماً على احترام أهل السنة ورموز المسلمين جميعاً.
وبين رجل الدين الايراني محمد رضا زائري في تصريح لوكالة مهر للانباء: ان من يتابع برامج التلفزيون الايراني يدرك إن المذيع "مهران مديري" لا يملك معلومات حول هاتين الشخصيتين ومكانتهما لدى اهل السنة بما انه ليس خبيرا في الشؤون الدينية او في تاريخ الاسلام، موضحاً إن ما ارتكبه هو بالفعل زلة لسان.
وشدد زائري على أن توجيه اهانة إلى رموز اهل السنة في ايران قد نهى عنه قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي بصفته المرجع الديني والفقهي في البلاد معتبراً ان هذه القضية خط أحمر بالنسبة للجمهورية الاسلامية الايرانية.
وأشار المسؤولون عن البرنامج التلفزيوني إلى إن عدم إلمام المذيع بمعلومات تخص الصحابة أوقعته في خطأ محرج، مؤكدين إن هذا البرنامج لم ولن يعمد إلى مثل هذه التجريح بحق رموز أهل السنة أو غيرهم.
وقد تعرضت عدد من البرامج التلفزيونية في ايران إلى مهاجمة نتيجة أخطاء فردية وجهت في برامج كوميدية اجتماعية إلى شريحة ما من المجتمع الايراني دون عمد وإصرار، الأمر الذي تواجهه مختلف برامج البث المباشر التلفزيوني وتعتمد على حذاقة المذيع بعيداً عن الإعداد المدروس بدقة.
هذا وكان قد أصدر قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي في وقت سابق فتوى تعتبر إهانة السيدة عائشة زوجة الرسول الكريم (ص) والرموز الاسلامية من أهل السنة حرام.
وإلى ذلك فإن عدد من علماء الشيعة ومراجعهم أكدوا منع إهانة وسب اي رمز اسلامي، حيث أصدر العلامة علي فضل الله فتوى بمنع الاساءة للسيدة عائشىة زوجة الرسول (ص).
واعتبر النائب الايراني عن منطقة تربت جام الدكتور جليل رحيمي جهان آبادي إن ماصدر عن البرنامج التلفزيوني يشير إلى جهل وعدم معرفة المذيع بتاريخ الاسلام مؤكداً إن ما صدر عنه مخالف لتعليمات وتوصيات قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي.
ويعيش أهل السنة في ايران حياةً مشتركة مع شرائح المجتمع المختلفة ويستقرون في مختلف المحافظات ولهم في العاصمة طهران 9 مساجد مختلفة يؤمها جمع الملسمين، فيما تصل عدد مساجد أهل السنة في مختلف أنحاء ايران إلى ألف مسجد كما لهم تمثيلهم الخاص في المجلس والبلديات.
الجدير بالذكر إن أعداء العالم الاسلامي وايران يحاولون استغلال مختلف الأخبار بطريقة سلبية، في محاولة لإثارة الفتنة بين المسلمين دون الاهتمام بهم في حقيقة الأمر، حيث سارعت بعض المحطات الخليجية لتهويل الامر واستغلال الخطأ الذي ارتكبه المذيع لتأجيج النعرات الطائفية بين أبناء الشعب الايراني.
كما يتغاضى الإعلام الخليجي عن المآسي التي تعيشها الأقليات الدينية والمذهبية في دول الخليج الفارسي والسعودية، حيث قد طالب بعض شيوخ الدين في هذه الدول بتهجير الأقليات أو تغيير اسمائها إلى جانب فتوى مفتي السعودية بهدم الكنائس. فيما همش هذا الإعلام نفسه قضايا بحجم إعدام المرجع الديني الشيعي في السعودية الشيخ النمر أو سحب الجنسية من العالم الشيعي البحريني الشيخ عيسى قاسم./انتهى/