وأجرت وكالة مهر للأنباء مقابلة خاصة مع الناشط البحريني والعضو السابق في البرلمان البحريني "جواد فيروز" للوقوف على آخر مستجدات الساحة البحرينية ومعرفة أوضاع الجماهير المعتصمة بالقرب من منزل الشيخ عيسى قاسم.
وقال الناشط البحريني أن الجماهير المحتشدة و المعتصمة امام منزل الشيخ آية الله قاسم بالرغم من حصار المنطقة و الإستهداف المباشر لهم من قبل السلطة سواءً من خلال الإعتقال المباشر او الإستدعاء للتحقيق او محاربتهم في أرزاقهم وبالرغم من شدة حرارة الجو وارتفاع الرطوبة يعدون بالآلاف وهناك العديد من العلماء والشباب و النساء مرابطون في هذا الموقع على مدار الساعة.
وتابع ان معنويات الجماهير المحتشدة امام منزل آية الله قاسم عالية جداً و هي مدركة تمامًا بأنها تؤدي واجبها الشرعي والوطني و الإنساني في الدفاع عن قضية وطن وشعب وحقوقه وكل ذلك متجسد في جزء كبير منه في الدفاع والذود عن حياة وحرية وكرامة آية الله قاسم و هي مدركة تماماً بان التضحية بالغالي والنفيس من اجل كل ذلك تقرها التشريعات السماوية والوضعية؛ لذا وجدنا الجماهير تلبس الأكفان في أكثر من فعالية في هذا المكان وقد عبر العديد من العلماء في خطاباتهم في هذا الموقع عن هذا المضمون وكما تم تسمية المكان ب "ساحة الفداء" تعبيراً عن الجهوزية التامة الجماهير للتضحية بالنفس دفاعاً عن مقام آية الله قاسم وحريمه.
وحول دور العلماء في دعم الثورة البحرينية قال "جواد فيروز" أن العلماء المجاهدين كانوا ومازالوا و سيستمرون الحصن الحصين للشعب و أثبتوا دائماً بأنهم الأوفياء في الدفاع عن الدين والوطن ومصالح الشعب و علماء البحرين بالأخص وجدناهم في كل الأزمات السياسية منذ الإستقلال حتى الآن في مقدمة الصفوف لنصرة الشعب والدفاع عن حقوق ولضمان سلامة الغايات والوسائل في جميع الصراعات السياسية التي خاضها الشعب ولازال مع الأسرة الحاكمة. اما الذين تم اعتقالهم في الفترة الأخيرة فهم من خيرة علماء البحرين علماً و جهاداً وإخلاصاً و حضوراً في الساحة و امتلاكهم لشعبية جماهيرية كبيرة و ذوبانهم في نهج و رؤى المرجعيات الدينية و ارتباطهم الوثيق بكبار علماء البحرين وفي مقدمتهم آية الله قاسم.
وفي ما يخص المحاكمات التي تقوم بها السلطات البحرينية بحق علماء الدين في البحرين قال الدبلوماسي البحريني السابق أن السلطات البحرينية استهدفت مايزيد على 50 عالم دين شيعي منهم رئيس المجلس السيد مجيد المشعل بتهمة التجمهر وذلك منذ إسقاط جنسية آية الله الشيخ عيسى قاسم في 20 يونيو 2016، ان هذه التهم كيدية بالتأكيد ومخالفة للدستور المحلي والمواثيق الحقوقية الدولية التي صادقت عليها حكومة البحرين وتتعلق بحرية التعبير عن الرأي والتجمع السلمي. إنّ الإعلان المفاجئ عن محاكمة السيد مجيد المشعل وبدون علم محاميه او السماح له بالإجتماع بهم يعكس تكريس حالة الاضطهاد الطائفي؛ علما بأن جميع من تم اعتقالهم أو التحقيق معهم هم ممن يطالبون بالتغيير السياسي المشروع واتباع منهج الحوار واللاعنف، والأساليب السلمية في التعامل مع المطالبات الشعبية الراهنة.
وأكد أن جلسة محاكمة آية الله قاسم باطلة شكلاً ومضموناً وذلك لعدم استقلال القضاء في البحرين و في كيدية التهم و عندما فشلت السلطة وعجزت في الحصول على دليل ملموس ضد آية الله قاسم لإدانته لمخالفته لأي قانون محلي عمدت الى إعداد ملف بشأن الإدارة المالية للحقوق الشرعية وهو أمر أثبت مدى جسارة هذه السلطة في التعدي على الشعائر والمعتقدات للمواطنين الشيعة في البحرين. لذا وبعد هذا التعدي الخطير فإن كل الإحتمالات في القيام بالانتهاكات الجسيمة واردة جداً ان لم يتدخل المجتمع الدولي وبالأخص حلفاء النظام في ردعه من الاستمرار في هكذا ممارسات شنيعة.
وأضاف أن آيةالله قاسم هو رمز رديني و وطني كبير وتاريخه شاهد على وقوفه دائماً في صف الشعب في مطالباته بالحقوق والإصلاح و كان ولايزال خصماً شرساً للإستبداد و المشاريع المدمرة للسلطة في حق الوطن والمواطن. وتعتقد السلطة بإستهدافها المباشر لهذه القامة الوطنية والدينية و تحقيق مرادها بتهجيره بإنها سوف تتمكن من القضاء على أقوى وأصلب صوت منادي بحقوق الشعب و لكنهم واهمون لأن بذلك سوف يزيد من صلابة موقف الجماهير في التغيير وتحقيق مطالبها المشروعة.
ونوه الناشط البحريني في مجال حقوق الانسان أن التجمعات السلمية حق مشروع ومكفول في الدستور المحلي و المواثيق الدولية و اثبت شعب البحرين بانه متمسك بهذا الحق و خروجه في المسيرات الشعبية بإختلاف درجاتها لخير دليل على ذلك وأثناء جميع المناسبات الوطنية والمستجدات الأمنية الخطيرة نجد الشعب حاضراً في الساحة وملبياً لجميع النداءات الداعية لإحياء هذه المناسبات او لإستنكار استهداف القيادات الدينية والسياسية و هذا الحضور الجماهيري المستمر بالرغم من القمع والبطش يؤكد للمجتمع الدولي على إصرار شعب البحرين في تمسكه بمطالبه وذوده عن قياداته الدينية والسياسية والحقوقية المعارضة.
وحول المواقف الدولية المساندة لقضية الشيخ عيسى قاسم قال جواد فيروز"نثمن عالياً كل المواقف الدولية المساندة والمناصر لحقوق شعبنا في البحرين و كذلك دور القنوات والشبكات الإعلامية لإيصال الظلم والجور الفادح الممارس ضد آية الله قاسم وبقية فئات المعارضة و إننا في هذه الفترة تحديداً بحاجة الى مواقف عمليه من المجتمع الدولي وتحديداً حلفاء النظام لردعه من الاستمرار في هكذا انتهاكات المخالفة للمواثيق والمعاهدات الدولية و ما له من تأثير سلبي على أمن وإستقرار المنطقة".
وأشار على أن الخيار السلمي هو ما كان ولازال متمسكة به كل قيادات المعارضة في الداخل ومنهم الشيخ علي سلمان الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الاسلامية والمحكوم حالياً و هذا الخيار هو الأبرز في جميع خطابات وبيانات آية الله قاسم وهو الأسلم والأنسب و لكن مع سعي السلطة في تغييب هذا الأصوات فلا يمكن ضمان استمرار الجماهير في التمسك بهذا الخيار و ذلك ما لا نأمل في حدوثه.
وأضاف" من الواضح جداً الاتهامات الموجهة للسيد مجيد المشعل هبو نفسها الموجهة لأغلب علماء الدين وأئمة الجمعة والجماعة وهي التجمهر و المشاركة في تجمع غير مرخص والتحريض على كراهية النظام و هي اتهام جاهزة يراد منها تقييد حرية كل الرافضين لإستبداد السلطة والمطالبين بالتغيير والرافضين لتدخل السلطة في الشؤون الدينية لأتباع مذهب أهل البيت و هيمنتها على الحقوق الشرعية و المؤسسات الدينية. الى جانب ذلك هذه المحاكمات لخير دليل على الإستهداف الممنهج للسلطة لعلماء الدين المجاهدين و وجود إضطهاد ديني بيّن و استغلالها للسلطة القضائية لقمع وسلب حرية المعارضين لها"./انتهى/
أجرى الحوار: محمد فاطمي زاده