وقال العميد المتقاعد امين حطيط في حديث لوكالة مهر للأنباء ردا على سؤال حول حرب تموز عام 2006 انه منذ العام 2000 و بصورة ادق منذ العام 2004 تاريخ صدور القرار 1559 المتصل بسلاح حزب الله و الجيش السوري في لبنان كان حزب الله يعلم ان هناك حرب تعد لها إسرائيل ضد الحزب لتجريده من سلاحه وتفكيكه كليا و وضع حد له ككيان سياسي يعتمد المقاومة نهجا ضد الاحتلال معتبراً ان حزب الله لم يكن يعلم متى ستكون هذه الحرب والى أي ذريعة يمكن ان تستند اليها وكان يتصرف ان كل يوم يمكن ان تندلع الحرب غدا لان إسرائيل عدو غادر .
واضاف "لهذا ورغم ان اسر الجنديين لا يقود موضوعيا الى حرب ان لم يكن العدو قد حضر لها ، فقد يكون الحزب فوجئ بالتوقيت و لم يفاجأ بالحرب بذاتها خاصة وان كل المؤشرات كانت تقول يومها بان الحرب ستقع في أيلول و قرب العدو موعدها الى تموز".
وحول مكتسبات محور المقاومة خلال حرب تموز اشار حطيط الى ان اهم مكتسب استراتيجي حققه حزب الله من الحرب التي انتصر فيها هو قطع الطريق على محاولات تجريده من سلاحه بالقوة اذا بعد فشل إسرائيل بالمهمة رغم 33 يوما القتال الضاري علمت إسرائيل انها عاجزة عن المهمة و لذلك تبدلت الاستراتيجية ضد محور المقاومة و اعتمدت بعد 2006 استراتيجية القوة الناعمة .
وتابع: اما على صعيد القدرات فقد تعززت خبرات حزب الله القتالية و استثمر حزب الله نتائج الحرب بكسب مزيد من الالتفاف الشعبي الذي يمكنه على التحشيد ومزيد من الدعم اللوجستي الذي يمكنه من تطوير الته العسكرية.
وتطرق الى تاثيرات حرب تموز على معادلات المنطقة خلال السنوات الماضية قائلا ان انتصار حزب الله في حرب تموز 2006 كان انتصارا للمقاومة و محور المقاومة الذي تنضوي فيه كل من سورية وايران وفصائل فلسطينية معينة .
واوضح حطيط لوكالة مهر للأنباء ان المحور برمته قد استفاد من انتصار تموز لان العدو فهم ان المحور يعمل او يواجه بتنسيق و تكامل كلي ولذلك عليه ان يربط النصر بالمحور كله وليس بمكون واحد منه . و لهذا و بعد انتصار 2006 بات محور المقاومة رقما أساسيا في معادلات المنطقة و باتت قيادة العدوان على المنطقة تأخذ بالاعتبار المحور كله عندما تخطط لعدوان وهذا ما ظهر في العدوان على سورية القائم حاليا .
وتعليقاً على تصريحات الذين اتهموا حزب الله بالمغامرة في المنطقة معتبرين ان الحرب اندلعت بعد اسر الجنديين الاسرائيليين اكد المحلل السياسي اللبناني لمراسل وكالة مهر للأنباء ان الذي يتهم حزب الله بالمغامرة هو احد شخصين :اما جاهل بطبيعة الأمور و تفسير الاحداث و لا يعلم ان الحرب عمل يتطلب اعداد وتحضير عميق يتطلب الشهور الطويلة لا يمكن احد ان يذهب الى حرب صدفة او بشكل مفاجئ ، او انه جزء من منظومة العدوان ومساهم في الحرب النفسية ضد حزب الله ويريد تحميله مسؤولية الحرب والدمار وتبرئة إسرائيل من ذلك .
و لفت الى ان مجريات الاحداث أظهرت ان معظم من اتهم حزب الله بالمغامرة كانوا جزءا من منظومة العدوان ويستعدون اليوم لاخراج علاقتهم بإسرائيل من السر الى العلن كما تفعل السعودية .اما موضوعيا فان حزب الله لم يغامر بل قام بعمل عسكري محسوب بدقة ونجح في الأصل ونجل في المواجهة عند الذهاب الى الحرب .
وفيما يخص بدور ايران في مساندة محور المقاومة وحزب الله والتصدي لمحور السعودي- الامريكي في المنطقة اعتبر الخبير الاستراتيجي ان ايران عامل اسناد رئيس في دعم حزب الله وركنا رئيسيا واساسيا في محور المقاومة ولو لا الدعم الإيراني لحزب الله لكانت أمور كثيرة تعقدت ولكان سقف القدرات العسكرية قد انخفض ولكانت النتائج المامول بها تقلصت .
واعرب عن اعتقاده بأن ايران بذاتها وبمحور المقاومة الذي تنتمي اليه قادرة على التصدي لهذا لمحور خاصة وانها تعتمد استراتيجية دفاعية ترتكز على الهدوء والصبر الطويل والثقة بالذات والحلفاء والاستعداد للتضحية وتحمل المصاعب معتبراً ان ايران أثبتت هذه القدرة في السنوات الماضية وما الملف النووي ونتائجه الا مثالا على ذلك .
وردا على سؤال حول احتمال قيام الكيان الصهيوني بشن حرب جديدة على حزب الله في المستقبل القريب شدد حطيط على ان أي حرب تشنها دولة ما بحاجة الى تحقق شروط ثلاثة؛ الأول امتلال القدرة العسكرية القادرة على تحقيق الإنجاز الميداني، والثاني امتلاك القدرة الدفاعية التي تمكنها من احتواء ردة فعل الخصم و الثالث القدرة على صرف الإنجاز العسكري في السياسة .
واوضح: لو طبقنا هذه المعايير على حال إسرائيل اليوم نجد ان الشرط الأولى مشكك بتحققه خاصة مع القدرات التي امتلكها حزب الله والخبرات المتراكمة عن الشرط الثاني فهو قطعا غير متحقق وقد صرح الإسرائيليون انفسهم بذلك وقالوا ان الجبهة الداخلية غير جاهزة للحرب فاذا كانت قدرات إسرائيل الهجومية وقدراتها الدفاعية قاصرة عن الذهاب الى الحرب متسائلا "فعن أي حرب يتحدثون اذن" ؟/انتهى/
أجرى الحوار: محمد مظهري