وأكد عبد اللهيان في حوار خاص مع وكالة "سبوتنيك" الروسية ، أنه وعلى مدار الخمسة أعوام الأخيرة وعلى الرغم من تطور الأزمة السورية وتركيز الجهود الدبلوماسية التركية بشأن الخلافات حول مستقبل سوريا، فإن هذا لم يؤثر على العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة وطهران.
وتابع قائلا: في رأيي فإن طهران وأنقرة أدارتا العلاقات الدبلوماسية بطريقة بارعة، ولم يتخذ أي من الطرفين أي خطوات من شأنها دفع الخلافات حول القضية السورية إلى الواجهة، وحافظتا على الشراكة الاستراتيجية.
وأشار مساعد وزير الخارجية الايراني السابق للشؤون العربية والأفريقية إلى أن وزارتي الخارجية الإيرانية والتركية كثفتا الاتصالات منذ نحو عامين، موضحا أن الحل التناقض في وجهات النظر بين طهران وأنقرة بشأن المستقبل السياسي للرئيس السوري المنتخب شرعيا بشار الأسد، كان في العمل الدبلوماسي الكبير بين خارجيتي البلدين.
وعلق مستشار رئيس مجلس الشورى الاسلامي على التطورات الداخلية الأخيرة في تركيا قائلا: من الواضح أن الأمريكيين هم من وقفوا وراء محاولة الانقلاب الفاشلة. فمن غير المقبول أن تقلع المقاتلات الأمريكية من قاعدة "إنجرليك" الجوية من أجل التدخل في الشؤون الداخلية للجمهورية التركية. ولا أعتقد أن واشنطن لم تكن تعرف شيئا عن الأمر.
وأكد عبد اللهيان أنه لهذه الأسباب ولأسباب أخرى، كان رد إيران على الأحداث التي وقعت في تركيا ليلة 16 يوليو/ تموز هو دعم الرئيس المنتخب شرعيا للبلاد رجب طيب أردوغان.
وتابع عبد اللهيان: من المهم هنا التأكيد على أن إيران دعمت أردوغان لنفس السبب تماما الذي دفعها لدعم الأسد من قبل وهو انتخابهما شرعيا لرئاسة بلديهما. فالاتساق في تطوير المواقف واتخاذ القرارات إشارة مميزة لشفافية سياساتنا الخارجية، خاصة على المستوى الإقليمي.
وحول آفاق السياسة الخارجية لأنقرة والتغييرات التي شهدتها، قال عبد اللهيان : إنه مع الأخذ في الاعتبار المخططات غير القانونية للولايات المتحدة الأمريكية لمحاولة الإطاحة بالرئيس المنتخب شرعيا للبلاد، فإنه من الطبيعي أن يعيد السيد أردوغان وفريقه النظر في السياسات الخارجية للبلاد وأخذ التدابير اللازمة. لأنه وقبل كل شيء، فإن هذا يتعلق بالمستقبل السياسي في سوريا، مشيرا إلى ضرورة التعامل مع الأمر بواقعية، فعلى الرغم من زيارة أردوغان لموسكو والاجتماع اللاحق لوزيري خارجية تركيا وإيران، فإن التغييرات الجذرية في السياسة الخارجية لأنقرة ستستغرق وقتا، مؤكدا أنه ما زال هناك طريق طويل أمام تركيا لتقطعه في هذا الأمر.
وتابع مستشار رئيس مجلس الشورى الاسلامي للشؤون الدولية: مازلت متفائلا، وأنا مقتنع بأن التغييرات المعقدة التي تتخذ في عقيدة السياسة الخارجية التركية تصب في صالح السلام والاستقرار في المنطقة، فتركيا باعتبارها أحد اللاعبين الإقليميين الأكثر أهمية، تلعب دورا بناء في مكافحة الإرهاب في سوريا والعمل على استقرار الوضع السياسي هناك./انتهى/