وأفادت وكالة مهر للأنباء أن قائد الثورة الاسلامية اشار في كلمة القاها امام قادة الحرس الثوري الى ضرورة عدم الثقة بالولايات المتحدة الأمريكية، معتبرا أن وجود هذا الإدراك ينم عن فهم صحيح وثمرة من ثمار الخبرة والتجربة النافعة.
وشدد قائد الثورة الاسلامية على ضرورة نشر هذا الوعي وتعريف الجميع بخطر الثقة بالقوى السلطوية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية موضوع " الأمن" موضوعا بالغ الأهمية والخطورة وأنه مقدمة لتقدم المعنوي والمادي للمجتمع، مؤكدا أن توفير الأمن الداخلي والخارجي للبلد من أهم مهام الحرس الثوري الاسلامي.
و شدد على أن أحد المهام الرئيسية للحرس الثوري الدفاع عن الأمن المحلي وخارج الحدود مؤكدا: إن الحرس فضلا عن صون الأمن و القضايا الدفاعية ينبغي أن يكون لهم دور واضح و مؤثر في مجالات أخرى كالإعمار والعمران وإيصال الخدمات إلى الفقراء والقضايا الثقافية والفنية وإنتاج الفكر الثوري ويجب أن يستمروا في إجراءاتهم هذه.
ووصف قائد الثورة الخطوات الدفاعية والاعمارية والثقافية التي يقوم بها الحرس الثوري، بالبارزة والممتازة مؤكدا ان هكذا تقييم لخطوات الحرس الثوري واقعية ومحايدة، وحتى اعداء النظام الاسلامي والثورة الاسلامية لديهم هكذا وجهة نظر حول الحرس الثوري.
وأكد سماحته على حفظ هوية الحرس معتبرا إياها بالخطوة المهمة التي تتطلب ذكاء وعلما بنقاط الضعف بشكل مستمر واستطرد : إن الحفاظ لا يعني التوقف في الزمن بل أن يتماشى مع تغيير الآليات و تطورات العدو كما يجب أن لا يقنع بالقليل في مجالات العلم والتقانة ولا تتوقف حركته نحو الأمام .
وقال قائد الثورة انه واذاما لم يتم توفير الأمن الخارجي للبلد فإن الأمن الداخلي سيكون في خطر كبير للغاية، مضيفا " يتحتم علينا أن نتصدى للأعداء خارج حدودنا".
واعتبر الإمام الخامنئي أن درء المخاطر والتهديدات يتطلب قوة متنامية لدى القوات المسلحة الايرانية، مؤكدا أن العامل الوحيد الذي يجعل الأعداء يمتنعون عن استخدام الخيار العسكري ضدنا هو " الاقتدار الدفاعي والعسكري" و " خلق الرعب والخوف في قلوب الأعداء".
وفي ما يخص بعض التصريحات التي ظهرت في الآونة الأخيرة والتي ترى أن سبب تقدم بعض البلدان هو حل المؤسسات العسكرية قال قائد الثورة الاسلامية أنه من المستبعد ان تظهر هذه التصريحات من البعض وان كانت صحيحة النسبة فانها خاطئة ولا يمكن الأخذ بها.
وأضاف: أن حل المؤسسات العسكرية لبعض الدول عقب الحرب العالمية الثانية لم يكن عن رغبة ورضى لهذه الدول التي جردت من مؤسساتها العسكرية والنظامية وانما فرضت عليها الاردة الاستعمارية للقوى الكبرى في العالم.
وتابع " العاقل لا يهمل قدراته الدفاعية على الاطلاق وينبغي تعزيز قدرات البلد يوما بعد يوم، معتبرا عامل " الايمان" العامل الرئيس في تعزيز القدرات الدفاعية للبلد.
واعتبر أن " الاستقلال، والثقافة، والعقيدة" هي لب وأصل الهوية لكل مجتمع وبلد، متسائلا عن الأسباب التي تسوق الى ترك الهوية الحقيقة للإنسان لينساق وراء أساليب ومناهج غربية خاطئة ومفضوحة.
وقال السيد الخامنئي أن ما يجعل الأمم والشعوب تتوق الى التقدم والرقي هو الآمال السامية والأهداف النبيلة، وكلما كانت هذه الأمال والطموح أكثر واقعية ووضوح كان السبيل اليها سهلا ويسيرا.
وأكد قائد الثورة الاسلامية أن من عوامل الثقوة الناعمة لدى الجمهورية الاسلامية هو عامل " عدم الثقة المطلقة بالقوى السلطوية في العالم" التي تجسدها الولايات المتحدة الأمريكية.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية أن عدم الثقة بالولايات المتحدة الأمريكية هو نتيجة للتعقل الناتج عن الفكر والتجربة، مؤكدا أن عدم الثقة سيكون عاملا في أخذ الحيطة والحذر في التعامل معهم.
واشار سماحته الى قضية "تحريف اجزاء قدرة النظام الاسلامي الناعمة،" قائلا: الى جانب الكلام الخاطىء الذي يقال عن القدرة الدفاعية للبلاد،هناك بعض المغالطات والتحريفات التي تمارس بشأن بعض مفاهيم الثورة، حيث يعتبر خطرها اكبر من الكلام الخاطىء.
واوضح آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي ان انكار مفهوم "الاستقلال" ومساواته بالعزلة، احدى تلك التحريفات، مضيفا: ان الهدف الرئيسي من انكار الاستقلال، هو الاقتداء بالنظم الموضوعة من قبل القوى المهيمنة والتي للاسف هي مجموعة على علم ام لا، تكرر دائما هذه القضية.
كما اشار إلى تلك الأساليب الماكرة التي اتبعها الأمريكان في المحادثات التي أجريت حول الملف النووي وإعلانهم العداء صراحة وصرح بالقول: العقلانية تقتضي عدم الاعتماد المطلق على الذين أعلنوا عداءهم لنا بصراحة.
وعلى هذا الأساس وجه خطاباً لأولئك الذين يدعون إلى إجراء مفاوضات مع البيت الأبيض حول أزمات المنطقة جاء فيه: المفاوضات مع الأمريكان لا تجدي نفعاً، بل لا ينجم منها سوى الضرر، وهذا الأمر قد أكد عليه أبرز المسؤولين وفي أرفع المستويات، والذين دعوا إليها لم يمتلكوا إجابة شافية لإثبات مدعاهم.
أما على الصعيد الاقتصادي فقد صرح سماحته: لو تمكن المسؤولون من تطبيق أصول الاقتصاد المقاوم بمعناه الحقيقي واستطاعوا إنقاذ البلاد من السحر المالي للأعداء وكسر القيمة النقدية والسلطوية للدولاء في الحياة الاقتصادية، سوف ينقذون سائر البلدان أيضاً وسيصبحون أسوة لها.
وأكد قائدة الثورة الإسلامية على أنّ تمسك الشعب الإيراني بجمهوريته الإسلامية هو الذي يثير سخط الأعداء، وقال: حركة الشعب الإيراني متواصلة ومتنامية يوماً بعد يوم بشكل شفاف وشجاع رغم كل تلك الضغوط والحظر والتهديد، لذا نجد شجرة الثورة الإسلامية تزدهر وتترسخ بشكل أقوى دون توقف.
واعتبر أن النصر على الأعداء مرهون بالدوافع الخيرة والإيمان والعزم الراسخ والعقلانية والتدبير، وأضاف: حتى لو حاصرونا فسوف ننتصر عليهم ونمرغ أنوفهم بالتراب.
وأعرب سماحته عن تفاؤله بالمستقبل وأنّ الله تعالى سوف يوفق الشعب الإيراني بحيث سيصبح الغد أفضل من اليوم.
وقبل كلمة سماحه ألقى ممثل قائد الثورة في الحرس الثوري سماحة الشيخ سعيدي كلمة هنأ فيها بالذكرى السنوية لعشرة الإمامة والولاية وصرح قائلاً: لقد سخرت قوات حرس الثورة الإسلامية جميع قابلياتها لتنفيذ مهامها والحفاظ على راية الثورة الإسلامية مرفوعة لكون هذه الثورة ستبني حضارة عظيمة.
قائد قوات الحرس الثوري اللواء جعفري بدوره ذكر تقريراً حول نشاطات هذه القوات البطلة، جاء في جانب منه: المهمة التي تتكفل بها قوات حرس الثورة هي الحفاظ على قابليات الثورة الإسلامية وتوسيع قدراتها في العالم الإسلامي ومد يد العون لتحقيق أهداف الثورة الإسلامية والتصدي لكافة مظاهر حياة الإسراف والبذخ والفساد والتمييز الطبقي والعمالة.
وأضاف: البنية الأساسية لتنمية قابلية الردع لدى حرس الثورة تكمن في العمل على تحقيق الرقي المعنوي والحفاظ على الروح الثورية في مختلف المجالات.
وأكد اللواء جعفري على تصدي قوات الحرس الثوري لكافة المساعي الأمريكية الخبيثة التي تروم من ورائها واشنطن التغلغل في إيران ومحو نظامها الإسلامي وصرح قائلاً: أؤكد لكم على أننا سنجتث جذور تلك الشجرة الخبيثة التي تسعى إلى إقحام السياسة الأمريكية في بلدنا، وسوف ندافع عن كيان الثورة الإسلامية في رحاب دعم القائد العام للقوات المسلحة ونصائحه القيمة، وبالتالي سنجتاز المرحلة الثالثة من عمر ثورتنا بنجاح وتوفيق./ انتهى /