تاريخ النشر: ٢٤ سبتمبر ٢٠١٦ - ١٢:٣٨

رأى الكاتب الاردني هشام الهبيشان في مقال له بمناسبة ذكرى أسبوع الدفاع المقدس إن الاستعراضات العسكرية التي قدمتها القوات الايرانية المسلحة في مختلف أنحاء البلاد تحمل رسائل عديدة دولياً واقليمياً في ظل الظروف العالمية الراهنة.

وكالة مهر للأنباء_: رأى الناشط الأردني هشام الهبيشان في مقال له بمناسبة أسبوع الدفاع المقدس في ايران إن الاستعراض العسكري والمناورات التي نفذتها القوات الايرانية في عدة محافظات تحمل عدة رسائل خارجية وداخلية ، فهذه المناورات وفق حجمها الهائل ومساحتها الشاسعة وتطور عملها، وتوسعها بالعمل البحري "تحديداً"، تبرز حجم التطور الصناعي العسكري الايراني، وقدرة الجيش الايراني الواسعة والمحكمة بالقيام بعمليات هجومية بحرية واسعة، معتبراً هذه العوامل تدفع لقراءة أن مضامين الرسائل الايرانية من وراء هذه المناورات تحمل عدة ابعاد والمقصود بها عدة أطراف داخلية وخارجية اقليمية ودولية.

وأضاف الكاتب الاردني إن هذه الرسائل موجهة إلى بعض دول الاقليم وتحديداً بعض دول الخليج الفارسي بالاضافة الى الكيان الصهيوني "اسرائيل" ، فهذه الدول التي تحيط بالدولة الإيرانية ، والتي حاولت وما زالت تحاول بالفترة الاخيرة، أن تضغط على ايران اقتصادياً وسياسياً وحتى أمنياً ،من خلال تلويح هذه الدول بإنشاء جيش خليجي والقيام بمناورات كبرى "رعد الشمال"، أو ضربات عسكرية صهيونية تستهدف قواعد المفاعلات النووية الايرانية، بالتزامن مع اشعال وتيرة حرب النفط تزامناً مع بدء رفع العقوبات عن الدولة الإيرانية تنفيذاً لبنود الاتفاق النووي الإيراني ، ومن هنا جاءت هذه الاستعراضات وتلك المناورات العسكرية الايرانية لتثبت لهذه الدول أن إيران حاضرة وجاهزة بقوة في الاقليم، فقيامها بمناورات عسكرية كبيرة في جنوب شرق البلاد، وبحر عمان، ومضيق هرمز حتى خليج عدن، واستخدام صنوف أسلحة متطورة، يعني أن الدولة الإيرانية ما زالت حاضرة وبقوة بالمشهد الاقليمي،وأنها قادرة على الرد على أي عمل عدواني من أي جهة كانت ، فالواضح هنا ان هذه المناورات من خلال طريقة عملها تثبت أن المناورات ذات طابع هجومي وليست ذات طابع دفاعي.

ورأي الهبيشان إن هذه الرسائل موجهة إلى كل دولة ونظام وهيئة دولية تحاول الضغط على الدولة الإيرانية من خلال الاتفاق النووي، سواء أكان اقتصادياً وسياسياً وامنياً ، وبالخصوص هي موجهة إلى محور واشنطن – باريس – لندن – برلين ، ومضمون هذه الرسالة أن الدولة الإيرانية لن ترضخ لأي املاءات تسعى الدول الغربية لفرضها على إيران كثمن للاتفاق النووي، لا بل على العكس فالدولة الإيرانية ستستمر بمسار بناء وتطوير قدراتها بمختلف المجالات ، ومن خلال قراءة عمليات ومسارات الاستعراض العسكري الاخير ،يمكن القول أن ايران قد أوصلت رسالتها للغرب ومضمونها أنه لايمكن لايران أن تقدم أي تنازلات تخرج عن مصلحتها الوطنية العليا ، وهي جاهزة لكل الخيارات ، ومنها الخيار العسكري، فهي هنا أبرزت حجم قدراتها القتالية والعسكرية ، كدليل على أنها لن تقبل أن تقدم أي تنازلات عن مرتكزات سيادية وامنيه كثمن للاتفاق النووي.

واعتبر الكاتب الاردني إن أهم هذه الرسائل  موجهة إلى الداخل الايراني ، فقد برز واضحاً أن الدولة الإيرانية قد بدأت فعلياً بترجمة واقعية للاتفاق النووي مع مجموعة 5+1، وهي اليوم تسعى فعلاً لبناء إستراتيجية اقتصادية وأمنية بناءة ، فمؤشرات الاقتصاد تحسنت رغم "حرب النفط"، ومن جهة أخرى برز من خلال هذا الاستعراض العسكري مدى تطور القوة العسكرية الإيرانية ، ومن هنا وصلت الرسالة للشعب الايراني وجزء منه بعض الجماعات المعارضة بالداخل الايراني، ولبعض الاطراف التي راهنت على الشعب الايراني ، ومضمونها أن طهران ما زالت تتمتع بقوة كبيرة ، وهي بحالة تتطور مستمر ، وأن التهديد بالعقوبات الدولية مجدداً وحروب النفط لن تثني الدولة الايرانية عن إستمرار مسيرة البناء بالداخل الايراني .

كما أضاف الهبيشان إن هذه الرسائل موجهة إلى حلفاء الدولة الإيرانية، إقليمياً ودولياً، دمشق – موسكو -بكين "تحديداً" وإلى بعض فصائل وقوى المقاومة بلبنان وفلسطين، وإلى بعض القوى بالداخل اليمني ، ومضمون هذه الرسالة هو أن إيران ما زالت تمتلك الكثير من أوراق القوة ولديها الكثير من الامكانيات والمقومات التي ستوفر لها ولحلفائها بالاقليم تحديداً نوعاً من التوازن العسكري والامني بعد إنجازها لملفها النووي ، مع حلف آخر يسعى لا سقاط تحالف إيران الاقليمي والدولي .

وختم الكاتب الاردني إن ايران أثبتت للحلفاء وللاعداء أنها مازالت حاضرة وبقوة ولن ترضخ لأي ضغوط تحاول بعض الاطراف فرضها عليها، وأنها جاهزة وبكل خياراتها للتصدي لأي خطر يتهدد الدولة الإيرانية بكل اركانها . /انتهى/