واكد هشام الهبيشان في حديث لوكالة مهر للأنباء حول عملية اغتيال الكاتب الاردني ناهض حتر على ان أسباب الاغتيال الظاهرة تأتي على خلفية الكاريكاتير الذي "شاركه" ناهض حتر على صفحته، والمعلن للأن أن من يقف وراء هذه العملية هو شخص متطرف، لم يعلن للأن أن كان مرتبطاً بجماعة ما أو إنه قام بعمليته بشكل فردي.
وبخصوص اهمال الحكومة الاردنية في اتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية ناهض حتر امام تهديدات الارهابيين لفت الهبيشان الى انه من المفروض ان الدولة العادلة تقوم بفرض القانون ومحاسبة الناس ضمن القانون وليس لاحد على الاطلاق عمل احكام وتنفيذها ضد اي انسان اخر، معتقداً ان الحكومة الأردنية قصرت كثيراً بتأمين الحماية الكافية لحتر ، وهي تتحمل جزءا من ما تعرض له حتر ، وهنا نقول أن قضية اغتيال ناهض حتر وغيرها بالتحديد تستحق الوقوف عندها طويلاً وخصوصاً طريقة تعامل النظام السياسي مع هذه القضية وحالة التحشيد من قبل بعض الاقطاب التابعة للاخوان المسلمين والبروباغندا الإعلامية المصاحبة لها.
وفي معرض رده على سؤال حول ان "الكاريكاتير الذي يتردد ان سبب اغتيال ناهض هتر فعلا كان اسائة للاسلام ام لا؟" قال ان المشكلة هنا تكمن بالكيفية التي روج لها اعداء ناهض حتر للكاريكاتير ،وقد نجحوا للأسف بتصوير هذا الرسم على انه اساءة للاسلام وللذات الالهية وقد جيشوا قاعدة عريضة خلفهم من الأردنيين ضد الراحل حتر معتبراً ان ناهض قد أخطأ باعادة مشاركة هذا النشر مع علمه بالكم الكبير من الاعداء حوله ...فهو كان يريد ان يوصل فكرة ما وانقلب الرسم ضده بفضل تحشيد اعداء ناهض حتر ضده .
وبخصوص اسباب توقيف واقصاء مفكرين واشخاص مثل ناهض حتر في العالم العربي بين الهبيشان انه يراد للعالم العربي من بعد استهداف كل من ينتفض للحق العربي بان تكون منطقتنا خالية من أي صوت حر وشريف ومعارض ورافض للهيمنة الصهيو-امريكية والغربية، وهذه الهيمنة لا تريد خيرا للوطن العربي ولا تريده ان ينهض من جديد وتريد تكريس الهيمنة الاجنبية والطائفية والمذهبية والعشائرية والقبلية والتشدد والظلامية والفوضى والتخلف وكل مظاهر الانقسام والجاهلية ،ولهذا يتم اغتيال وتوقيف واقصاء كل شخص يعارض مشاريع ومخططات الهيمنة .
وأكد الهبيشان لوكالة مهر للأنباء ان ناهض حتر لم يعرف عنه الا دعمه للمقاومة وحزب الله وسوريا والرئیس الاسد وذهابه إلی نظریة المؤامرة ضد سوریا وعدائه للدواعش وقوفه ضد العدوان علی العراق فهذا کله یدل علی ان الرجل کان شهما لا یتحمله الاقزام مؤكداً على أن مسيرة الراحل ودعمه بقلمه وفكره لسوريا والمقاومة كان لها دوراً كبيراً بتجييش اعداء سوريا ضد توجهاته المقاومة ..ولايمكن فصل عملية اغتيال حتر وبين فكره الداعم للمقاومة.
وحول موقف المجتمع المسلم من التطرف التي انتشرت في المنطقة وتقتل الافكار والحريات قال المحلل السياسي الاردني: لقد بقي المسلمون يُلدغون من الجحر الواحد ما لاحصر له من المرات منذ استغلال فجر الإسلام وحضارته التي حملتها رسالته.
واضاف: لقد آن أوان المراجعة، ونحتاج اليوم لمراجعة المسار الذي سارت فيها ردود الأفعال إسلاميا على مثل هذه الخروقات البلهاء في جوهرها ، والتي تصدر ممن صنعتهم مصانع التخطيط الاستعماري ، أو مهوسين بالشهرة واكتساب الصيت العالمي ،او مغرر بهم والمجتمع المسلم اليوم مطلوب منه نبذ كل هؤلاء المتأسلمين مشايخ الفتن.
واوضح الاعلامي الاردني ان عملية الاغتيال هذه التي تسجل سابقة هي الأولى من نوعها، من حيث استهداف كاتب أردني بهدف اخراسه، ومصادرة حريته في التعبير، تشكل صدمة على كل المستويات في هذا البلد، وثقب اسود في تاريخه الطويل الحافل بالتسامح والاستقرار والامن أيضا، الامر الذي يتطلب مراجعة سريعة للإجراءات الأمنية، وتحقيق معمق، سياسيا وامنيا، لمعرفة الأسباب لاتخاذ الخطوات السريعة والفاعلة لعلاجها للحيلولة دون تكرارها،خشية من تدهور الاحداث مستقبلاً في الاردن نحو الفوضى./انتهى/
أجرى الحوار: محمد مظهري