ولفت شلح خلال خلال مهرجان الذكرى ال29 لانطلاقة الحركة إلى أن الواقع العربي الآن مشغول بنفسه وغير مكترث بفلسطين، وبعض الدول والحكومات تهرول للتطبيع مع الكيان، ويجري الحديث عن تعديل المبادرة العربية على سوئها لتوقيع معاهدات صلح مع "إسرائيل" دون أي شروط تتعلق بفلسطين والشعب الفلسطيني، متسائلاً، لماذا هذا الاقبال والعناق لإسرائيل سرا وعلانية؟، مستغرباً من التبريرات التي يسوقها العرب حول وجود قواسم مشتركة مع إسرائيل في الحرب على الإرهاب وإيران.
وأكد على أن إسرائيل التي تظن بعض الأنظمة أنها قادرة على حمايتها، هي غير قادرة على حماية نفسها من سكين مطبخ يحملها الشاب الفلسطيني. مذكراً الجميع بسؤال لماذا لم تستطع إسرائيل حماية بعض أصدقائها عندما هبت الشعوب وأطاحت بهم؟
وقال شلح ناصحاً الأمة العربية، نقول لكل من يطمعون بحماية "إسرائيل" لهم، إن شعوبكم هي التي ستحميكم وهي تكره "إسرائيل"، وترفضها وترفض الاعتراف والقبول بها ككيان طبيعي في هذه المنطقة. مضيفاً أن التخلي عن فلسطين والشراكة مع "إسرائيل" في أي أمر كان لن يوفر الحماية لأحد بل سيعمق الشرخ بين الحكام والمحكومين.
وأوضح أن محاولة طي الصراع مع العدو الإسرائيلي ليحل محله الصراع الطائفي والمذهبي والعرقي الذي يجتاح المنطقة، هو أكبر هدية لإسرائيل لأنه هو هدفها وهو برنامج مدعوم أمريكياً لتفتين المنطقة مؤكداً على أن ما يجري من سوريا الغارقة في بحر من الدماء منذ أكثر من خمس سنوات هي أعظم هدية تقدم لإسرائيل.
وقال:"لم نكن نتوقع أن نعيش لنرى اليوم الذي يصبح فيه تأييد ونصرة قضية فلسطين تهمة وجريمة في عرف النخوة العربية، مشيراً إلى أن بعض العرب قاموا بإطلاق الحملات والعواصف في صراعات المنطقة، ولم تكن فلسطين في حساباتهم. وتساءل أليس من حقنا وحق كل الشعوب أن نسأل أين نصيب فلسطين من ذلك؟. أم أن العدل متحقق في فلسطين بقيام "إسرائيل" وتهويدها للقدس.
وأكد على أن موقفنا كان منذ بداية الحريق في المنطقة هو عدم الزج بفلسطين بالمحاور والصراعات في المنطقة، وأن فلسطين التي اعتبرها العرب يوما هي القضية المركزية للامة وهي القادرة على تصويب البوصلة أداروا ظهورهم لها.
وقال:" نقول اليوم وبكل صراحة، حين يدير العرب ظهرهم لفلسطين ويأخذون "إسرائيل" بالأحضان فلا يحق لأحد كائنا من كان أن يتهم المقاومة الفلسطينية أنها تتلقى الدعم والإسناد إيران، التي يعتبرها البعض العدو البديل لإسرائيل، وهي الدولة الوحيدة التي تعلن إصرارها على التمسك الدائم بقضية فلسطين والمقاومة، وتأكيدها في كل مناسبة أن فلسطين لا بد ان تعود لأهلها وان "إسرائيل" الى زوال. مؤكداً على أن موقف إيران يجب أن لا يقتصر عليها وحدها، بل ينبغي أن يكون موقف كل عربي ومسلم وحر وشريف في هذه الأمة./انتهى/