أكد الدكتور سعيد الشهابي في حديث له لوكالة مهر للأنباء حول أهداف التحالف السعودي من ارتكاب مجزرة الصالة الكبرى أنه "اذا اردنا ان نناقش الجريمة السعودية في اليمن يجب أن نقول إما ان السعوديين يعرفون انهم يقصفون تجمعا مدنيا او لا يعرفون" معتبراً اذا كانوا لا يعرفون فعلى العالم ان يوقفهم لانهم قد اصبحوا خطرا على اليمن وعلى كل بلدان المنطقة لانهم يستهدفون ما لا يعرفون وان كانوا يعرفون فالجريمة تكون مضاعفة يعني هم يعرفون ان هؤلاء مدنيون مجتمعون في مجلس عزاء و يستهدفونهم
واضاف ان هذا القصف الاجرامي هو تعبير عن حالة الياس والقنوط لدى السعوديين لانهم الان وصلوا مرحلة الياس ويستشعرون بالفشل ويريدون ان يعززوا معنويات قواتهم ويكسروا معنويات الشعب اليمني من خلال القصف العشوائي وفي هذا السياق انهم يقتلون كما فعلت امريكا في الحرب العالمية الثانية أي قاموا باستخدام قنبلة نووية في هيروشيما حتى يضعفوا اليابان ويخوفونهم
وتابع ان هذه جريمة ضد الانسانية وجريمة حرب والعالم مطالب بان يقف الجميع موقفا مسؤولا وأن يضرب بيد من الحديد على هؤلاء المعتدين الذين يقتلون البشر من دون شرعية وتبرير واذا لم يقم العالم باتخاذ هذا الموقف فانه متواطئ في هذه الجريمة الشنعاء.
وردا على سؤال مراسل وكالة مهر للأنباء حول تداعيات هذا العدوان الاخير في اليمن قال الشهابي ان السعودية خسرت كثيرا في هذا العدوان لانه واضح وفي وضح النهار ان الضحايا كثيرون موضحا انها خسرت خسارة اخلاقية وأيضاً خسارة سياسية والان داعمو السعودية في حربها يعتبرون شركاء في جرائمها. واشار الى ان هؤلاء الداعمون إما ان ينسحبوا من هذه الحرب ويقولوا للسعودية نحن لا نريد ان ندخل معكم في هذا العدوان او يواصلوا دعمهم لها مضيفا: اذا واصلوا دعمهم فهم شركاء في كل الجرائم التي يرتكبها السعوديون وان انسحبوا سيشعر السعوديون انهم خسروا معركتهم وهم يعرفون ذلك والعالم يدرك لو لا هذا الدعم الانكلو- الامريكي لم يستطع السعودي أن يطيّر طائرة لانهم جبناء واضعف واخوف من أن يشنوا حربا على احد لكن هذا الدعم الاستخباراتي والامني والعملياتي من قبل لندن وواشنطن هو الذي يشجعهم لتكرار هذه الجرائم.
وبخصوص اسباب استمرار بيع الاسلحة للسعودية من قبل الغرب رغم الانتهاكات التي يرتكبها هذا النظام ضد الاطفال والنساء في اليمن قال: للأسف هناك حالة من النفاق السياسي في العالم اليوم أي أن تقول شيئاً و تعمل شيئاً آخر ... تعلن أن هناك مواثيق جنيف بشأن الحرب ومن يخالف تلك المواثيق قد ارتكب جرائم حرب وتتدعي أنك تؤمن بها ومن جهة أخرى اذا انتهكت السعودية وامثالها هذه المواثيق تسكت عنها.
وبين ان الجشع والطمع من اسباب اتخاذ هذه المواقف يعني كل رصاصة تطلق على اليمنيين اذا كانت قيمتها دولارا ان السعوديين يدفعون عشرة دولارات وبالتالي هناك مخزن كبير للمال والسعوديون يتلاعبون بأموال الأمة ويشترون السلاح ولو كانت بعشرة أضعاف بهدف بسط نفوذهم في المنطقة. ورأى ان النظام السعودي كيان توسعي على غرار اسرائيل يريد أن يتوسع واحتل البحرين واعتدى على الشعب البحريني ثم بعث بالارهاببين والاسلحة الى العراق ثم أشعل النار في سوريا ثم توجا الى اليمن واليوم يقتل اهلها.
وتابع ان هذا النظام أصبح سرطانا خبيثاً وختى الصهاينة لا يرتكبون مثل هذه الجرائم، ولا يشعلون حروبا عبثية على الجيران الا في بعض الحاجات لانهم يفعلون جرائهمهم بتفكير لكن السعوديين يطبقون افكارهم الخبيثة بجنون وبغرور.
واعتبر ان السعودية اليوم اصبحت خطرا على عمان وقطر والكويت وعلى الشعب البحريني الذي مازال يعاني من الاحتلال السعودي واصبحت خطرا على العراق وسوريا ايضا وعلى اليمن وعلى الجميع بشكل عام.
ونوه الى ان هذا النظام يربي وحوش لم يقتصر خطرها على مجموعات او دول معينة وان جرائمها وعدائها ستصل الى الجميع كما وصلت الى فرنسا وبلجيكا.
وردا على سؤال مراسل وكالة مهر للأنباء حول مستقبل النظام السعودي في ظل الجرائم التي ارتكتبها في اليمن والبحرين شدد الشهابي على أن من يمارس هذه السياسات لا يبقى، والنظام السعودي الذي يخوض سياسات من هذا النوع ويدخل في صراعات مسلحة، فلن يبقى، كما صدام حسين دخل في عدوان على ايران ثم على الكويت، لم يبقى، ولن يبقى أي نظام يعتمد على الخارج.
واشار الى ان في الجزائر عندما حصلت أزمة عام 1992 عندما دخل الجنرالات في حرب مع شعبهم للانقلاب على التجربة الديمرقراطية دفعوا الثمن، ولهذا لاتبقى الأنظمة الطاغوتية التي تشن حروب على شعوبها وعلى جيرانها.
وارتأى الباحث السياسي البحريني انه لا يتصور إن المنطقة ستكون على ماهي بعد عشر سنوات أو أن النظام السعودي سيبقى قائماً كما هو، لأن المجتمع السعودي يتصدع من الداخل، وهناك الآن عناصر بدأت تتمرد على النظام ليس فقط من المنطقة الشرقية بل من نجد والحجاز يتمردون على آل سعود.
واضاف ان النظام السعودي يعيش عهده الأخير وان سقط لن يبكي عليه أحد لأنه مزق الأمة الاسلامية واعتدى على أبناء الشعب الاسلامي واعتدى على شعبه وعلى الشعوب المجاروة.
وتطرق الشهابي الى محكمة الشيخ عيسى قاسم مشيرا الى ان "العصابة التي تحكم البحرين هي امتداد للنظام اليزيدي والسعودي وهم يدافعون عن يزيد، حيث اعتقلوا خلال الايام الماضية شخصاً تعرض ليزيد، وكأنهم يقولون نحن نمثله.
ولفت الى إن ابن تيمية نفسه يقول إن يزيد ارتكب أمرين كبيرين الأول أنه قتل الحسين بن علي (رضي الله عنه) والثاني ارتكب واقعة الحرة حيث اعتدى جيشه بقيادة مسلم بن عقبة على مدينة رسول الله (ص) وهدموا النازل وقتلوا صحابة الرسول واعتدوا على الحرمات والنساء -كما يقال إن ألف أمرأة حملت من ذلك العدوان- هذا ما فعله يزيد.
واعتبر ان علماء السنة السابقين لم يدافعوا عن يزيد لانه ارتكب جرائم كبيرة واليوم عندما يخرج شخص يعتقل مواطنين لأنهم يتكلمون عن يزيد الذي ارتكب أبشع الجرائم بحق سبط رسول الله (ص) فإنه بالتأكيد امتداد لذلك النظام، واستهداف العلماء اليوم شبيه باستهداف الأئمة (ع)، كماهو استهداف للدين.
واكد ان الشيخ عيسى القاسم ليس رجلا يخرج كل يوم إلى الشارع ويقول يسقط آل خليفة بل هو عالم دين يقوم بتكليفه الشرعي واستهداف هذا النظام له هو استهداف للدين والمذهب والشعب.
أجرى الحوار: محمد مظهري