وأشار السفير الجزائري في طهران عبد المنعم احريز في حديث لوكالة مهر للأنباء إلى إن التعاون الإقتصادي الجزائري-الإيراني شهد خلال السنوات الأخيرة تطوراً ملموساً وواعداً يعكس صحة النظرة التي تتقاسمها وتشجعها السلطات العليا في كلا البلدين والتي تصبو الى إعطاء بعد متميز للعلاقة الايرانية الجزائرية.
وبين احريز لمراسلة وكالة مهر للأنباء أن الجزائر احتضنت من 26 إلى 28 ايلول 2016، الدورة العادية الخامسة عشر لمنتدى الطاقة الدولي بمشاركة أكثر من 70 دولة. وعلى هامش هذه الدورة، تم عقد إجتماع غير رسمي لدول أعضاء منظمة الدول المصدرة للبترول مشيراً إلى المشاركة الفعالة والإيجابية وزیر النفط الايراني بيجن زنكنه في اعمال هذين اللقائين.
واعتبر السفير الجزائري إن مشاركة ايران ساهمت في خلق ظروف ملائمة لابرام أول إتفاق معقول قررت بموجبه الدول الاعضاء في منظمة اوبك خفض وتقليص إنتاج البترول الى مستوى من 32.5 مليون إلى 33 مليون برميل يوميا مقابل 33.47 مليون برميل يوميا خلال شهر آب 2016، مشيراً إلى إن الخبراء والمحللين المهتمين بسوق النفط العالمية اعتبروا إتفاق الجزائر مكسبا حقيقيا و تاريخي ونقطة عطف في الطريق الصحيح من أجل الوصول لإتفاق نهائي و ناجح في الأسابيع المقبلة.
وأضاف "احريز" إن الجزائر خسرت على غرار دول أخرى في المنظمة كفينزويلا عائدات مالية معتبرة بفعل الإنخفاض الحاد وغير العادل في أسعار البترول في السوق العالمية. ولهذا السبب، تعرف وتواجه الجزائر منذ أكثر من سنتين وضعا إقتصاديا صعبا ومعقدا وأمام هذه الحالة، ولقد دعت وطالبت باتخاذ مواقف وإجراءات معقولة وسريعة قصد العودة لإستقرار أسعار النفط في السوق الدولية، مشيراً إلى مساندة إيران لمختلف الجهود للتوصل لحلول ايجابية.
وأكد السفير الجزائري في طهران على العلاقات الطيبة والأخوية مع كل من الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية، مشيراً إلى إن بلاده لعبت دوراً بارزاً من أجل تقريب وجهات النظر ومواقف هاتين الدولتين الكبيرتين و المهمتين في منظمة الاوبك.
وأشار "احريز" حول تقيميه للعلاقات الثنائية بين الجزائر وإيران إلى إن البلدين الشقيقين تربطهما علاقات صداقة وتضامن قوية وعريقة، يمكن القول بأن العلاقة الموجودة حاليا بين البلدين تعتبر نموذجا ومثالا يقتدى به من قبل الدول الاسلامية. فعلى الصعيد السياسي، هناك سنة حميدة مستمرة ومثمرة في الحوار والتشاور على أرقى المستويات وخاصة في إطار اللجنة العليا المشتركة الجزائرية-الإيرانية.
وحول الشأن الاقتصادي نوه السفير الجزائري في طهران إن هناك جهود حقيقية وواعدة من أجل إيجاد فرص جديدة للتعاون بما يسمح بتكثيف وتنويع المبادلات الإقتصادية والتجارية بين البلدين. مضيفاً إن السنوات الاخيرة سجلت العلاقات الإقتصادية قفزة نوعية تتمثل على سبيل المثال في زيادة عدد الشركات الإيرانية المتواجدة بالجزائر في إطار مشاريع الإستثمار والشراكة وإرتفاع محسوس في ميزان التبادل التجاري الثنائي.
وأشار "احريز" إلى زيارة العمل التي قام بها لطهران في شهر ماي الماضي السيد عبد السلام بوشوارب، وزير الصناعةوالمعادن على رأس وفد هام ضم ما يقارب مئة رجل أعمال جزائري والتي كللت بالتوقيع على حوالي عشرين إتفاقية ومذكرة تعاون في شتى المجالات بين المؤسسات ورجال الأعمال في قطاعي العام والخاص في كلا البلدين، مشيراً الى أن الجزائر و إيران وقعتا على أكثر من 55 إتفاقية تعاون وغالبيتها تتعلق بالجانب الإقتصادي في القطاعات المهمة كالأشغال العمومية، الفلاحة، النقل، البناء، مؤكداً أن هناك إمكانيات حقيقية وفي متناول المتعاملين والشركاء الإقتصاديين في إقامة مشاريع إستثمار وشراكة في ميادين كثيرة ومن بينها تركيب وصناعة السيارات، الصناعات الغذائية، البتروكيمياء، التكنولوجيا الحيوية، صناعة الأدوية، مواد البناء، بناء السكن و الأشغال العمومية والسياحة.
وعن العلاقات الاقتصادية بين ايران والجزائر قبل الاتفاق النووي، أوضح السفير الجزائري في ايران إن مستوى التبادل التجاري كان منخفضاً متمنياً أن تحل کل المشاكل المصرفية لدى ايران، مؤكداً اهتمام السوق الجزائرية بالمنتج الايراني في مجالات الأدوية ومواد البناء مضيفاً إن نهاية السنة الحالية ستشهد زيارات متبادلة لعدد من الوزارء لتعزيز العلاقات في مختلف المجالات.
وحول النقل البحري اعتبره "احريز" الوسيلة الأكثر ملائمة لزيادة وتكثيف حجم المبادلات التجارية بين الدول، مشيراً إلى مساعي البلدين الحثيثة على تشجيع النقل البحري في اطار اللجنة الفنية المشتركة في مجال النقل البحري التي عقدت دورتها الثالثة في طهران يومي 09 و 10 آيار 2016 ،وتعمل على ابرام اتفاق في هذا المجال، مضيفاً إن هناك مذكرة تفاهم تتعلق بالتوأمة بين مينائي بجاية والامام الخميني.
وقيم "احريز" زيارة العمل التي قام بها وزير الطاقة الجزائري نورالدين بوطرفة الى طهران يومي 02 و 03 ايلول الماضي بالناجحة ، حيث سمحت للوزير من إجراء مشاورات مع المسؤولين الايرانيين حول التحضيرات للمؤتمر الخامس عشر للمنتدى الدولي للطاقة والاجتماع غير الرسمي للدول الاعضاء في منظمة اوبك، إلى جانب بحث العلاقات الثنائية بين البلدين.
وعن اقتراح الجزائر نشر قوات سلام لحل أزمات المنطقة علق السفير الجزائري في طهران على إن الجزائر ترغب دائما بمساعدة الفرقاء و الاخوه الاشقاء لایجاد حل توافقي یرضي الجمیع، منوهاً إن بلادهتعلن بشكل رسمي عن إي اقتراح لکنها منذ استقلال تعتمد سياسة عدم التدخل فی الشؤون السیاسیه و الداخلیه لأي بلد إلا إنها ترغب بمساعدة المتخاصمین لایجاد مع رفض التدخل.
وأوضح "احريز" إن الجزایر تبذل جهودا فی الخفاء والعلن وهي تلعب دائماً دور الوسيط وتسعى إلى تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف، معتبراً المشکلة الاساسية في سوريا هو تدخل الاجنبي، مشدداً على ضرورة مساعده السوریین لایجاد حل سوري- سوري، عن طريق الحوار بين كل الاطراف السورية دون ای تدخل اجنبي، مشيراً إلى سوریا اليوم تشهد تدخلات اجنبیة کثیرة من بلدان واطراف مختلفة.
وأشار "احريز" إلى إن التقارب التاريخي بين ايران والجزائر مشيداً بالثورة في كلا البلدين، ومقدراً إعجاب الشعب الايراني لثورة الجزائر وتكريمه لأبطالها على رأسهم الثورية والمجاهدة جميلة بوباشة، مشيراً إلى إن الجزائر وايران تتقاسما اليوم القيم المشتركة التي تدافع عن الأمن والسلم وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والرفاهية المشتركة ومحاربة الإرهاب والتطرف تحت جميع اشكالهما و بصفة خاصة فض النزاعات بالطرق السلمية. /انتهى/