قال الخبير السياسي والدبلوماسي الإيراني السابق سيد حسين موسويان أن تطبيع العلاقات بين ايران وامريكا في المستقبل القريب أمر مستبعد، ذلك أن الشعب الإيراني وعلى رأسه قائد الثورة الإسلامية لا يثق بأمريكا وسياساتها.

وأفادت وكالة مهر للأنباء أن الدبلوماسي الايراني السابق سيد حسين موسويان أجرى حوارا مع صحيفة "اعتماد" الإيرانية تحدث فيها بتفصيل عن رؤيته الى مستقبل العلاقات بين ايران وأمريكا والنتائج التي جاء بها الاتفاق النووي.

وفي بداية كلمته أشار موسويان الى الإتفاق النووي معتقدا أن هذا الإتفاق زاد من قوة ايران الإستراتيجية في المنطقة بحيث جعل أبرز منافسيها في المنطقة المتمثل في النظام السعودي يفقد السيطرة على أفعاله ويقوم بشن هجوم مجنون على اليمن ويقدم المساعدات الى الارهابيين وكل هذه الخطوات تاتي في إطار مواجهة ايران وقوتها المتنامية.

وأشار الى أن الجمهورية الاسلامية الايرانية باعتبارها بلدا ذات تاريخ وحضارة عريقة تريد أن تكون دولة ذات هيبة واحترام في المنطقة وهذا الهدف هو المحرك الرئيس الذي يسيّر السياسة الخارجية الايرانية.

وحول ماهية العلاقة بين ايران وأمريكا مستقبلا قال الباحث السياسي الايراني أنه يستبعد تطبيع العلاقات بين ايران والولايات المتحدة الأمريكية وذلك لأسباب عديدة منها أولا أن قائد الثورة الاسلامية الايرانية وشعب ايران بشكل عام لا يثقون بأمريكا ووعودها، مؤكدا أن فقدان الثقة لدى الايرانيين ترتكز على أسباب منطقية ولها جذور ودلائل معقولة.

وفي تعليله لأسباب استبعاده لتطبيع العلاقات بين ايران وأمريكا قال موسويان أن هناك نوعا من عدم الثقة المتبادلة بين البلدين أولا ، وثانيا لا يوجد هناك اتفاق مطلق في البلدين تجاه بعضهما البعض حيث يوجد في كلا البلدين معارضون شرسون لنظرية التطبيع واقامة العلاقات بين الجانبين.

 والعامل الثالث في استبعاد فكرة تطبيع العلاقات بين ايران وأمريكا هو أن هناك دولا بعينها مثل اسرائيل والسعودية تحرك لوبياتها في العالم من اجل منع هذه العلاقة وتستخدم جميع طاقاتها من أجل الحيلولة دون ذلك.

وراى أنه ليس من الضروري الإلحاح على وجود علاقات بين ايران وأمريكا، مقترحا في الوقت نفسه عدم تشديد الخصومات مع الأمريكان في الفترة الراهنة، ذلك أن هذا الأمر يحقق غايات الكيان الصهيوني والتكفيريين في العالم العربي.

وشدد على ضرورة أن يتم الاهتمام بالرأي العام الأمريكي من أجل إبطال آثار اللوبي الصيهوني واللوبي السعودي الذين يعملان من أجل خلق المزيد من الأزمات والمشاكل بين ايران وأمريكا.

وفي الختام اعتبر ان بناء علاقات مع دول الكتلة الشرقية أمر هام واستراتيجي، كما أن تحسين العلاقات مع الدول العربية المجاورة لإيران أمر ضروري، مشيرا الى انه ينبغي خفض التوترات مع الغرب الى أدنى حد ممكن./انتهى/


‌