تاريخ النشر: ١٢ نوفمبر ٢٠١٦ - ١٠:١٣

اعتبر الكاتب والمحلل الاستراتيجي اللبناني امين محمد حطيط أن وصول ترامب إلى الحكم هو نتيجة فشل القوى الصلبة والقوى الناعمة في السیاسة الامريكية وتردي الاقتصاد والنزعة الامريكية للتغيير بقصد الالتفاف إلى الداخل والتخلي عن شؤون العالم. 

اعتبر الكاتب والمحلل الاستراتيجي اللبناني امين محمد حطيط في حديث لوكالة مهر للأنباء إن انتخاب الولايات المتحدة الامريكية لرئيسها الجديد دونالد ترامب نتيجة منطقية لتسلسل الأحداث في امريكا خلال ربع القرن الماضي، موضحاً إن الحزبين الجمهوري والديمقراطي تناوبا على الحكم طيلة الفترة الماضية بهدف إقامة نظام عالمي جديد على أساس القطبية الأحادية.

وبين المحلل اللبناني إن الحزب الجمهوري لجأ إلى القوة الصلبة وخاض أربعة حروب في العالم لكنه لم يستطع أن يحقق المطلوب ووصل إلى حالة اليأس والإحباط فانتقل الأمر إلى الحزب الديمقراطي الذي مارس استراتيجية القوى الناعمة وخاض بهذه الاستراتيجية الحريق العربي الذي يضرب البلاد العربية منذ سنوات، إلا إن الحزب الديمقراطي وصل ايضاً إلى حالة اليأس من تحقيق المطلوب وعلى هذا الأساس اشتد الاحباط الامريكي في العالم الخارجي، وتفاقمت مشكلات الاقتصاد الامريكي  في الداخل ورصدت حالات اعتراض أظهرت أن الشعب الامريكي بحاجة إلى تغيير عنوانه إلى الانتفاع وطرح شعار "ماذا يعنينا في الخارج، ليس لدينا في الخارج" و ما نقوم به يجب العودة إلى حدودنا. 

واعتقد الخبير الاستراتيجي حطيط  إن وصول ترامب إلى الحكم هو نتيجة فشل القوى الصلبة والقوى الناعمة ونتيجة الاحباط الاقتصادي وترديه والنزعة الامريكية للتغيير بقصد الالتفاف إلى الداخل والتخلي عن شؤون العالم. 

وحول انتشار النزعة القومية في العالم علق المحلل اللبناني إن هذه الانتخابات ستمكن من انتشار النزعة العنصرية والقومية الذاتية وتدفع امريكا إلى سلوك مسار التعصب، مشيراً إلى الأصوات التي انطلقت في كاليفورنيا  أمس والتي تدعو إلى إعادة الاستفتاء، معتبراً إن مايحدث الآن هو  بداية المخاض وعهد امريكا القوية بدأ يهم بالأفول. 

وفي سؤال عن استمرار الاعتراضات في الشارع الامريكي ونتائجه أشار حطيط إلى إن هذه الاعتراضات تعتبر بمثابة الانذار الأولي وقد تستطيع الحكومة الامريكية احتوائها ولكن ستعود وتظهر مرة جديدة في المستقبل، منوهاً إلى إن ما حصل الآن هو تخطي حاجز الخوف والمجاهرة بشيء كان مكبوتا وهذا ينذر الامريكيين بمستقبل من الصراع والتفكك الداخلي والحروب الداخلية وإن لم تكن هذ السنة ففي السنوات المقبلة.

ورأى حطيط إن ترامب سيلتزم في سياساته نحو الشرق الأوسط مبدئين الأول عدم اللجوء إلى القوة العسكرية كما فعل الجمهوريون قبله وعدم تقديم خدمات مجانية لللإرهابيين كما فعل الديمقراطيون، مشيراً إلى إن ترامب سيمتنع عن استعمال القوة التي تقود إلى حروب بأي شكل من الأشكال بل قد يفتح المجال لحلول سياسية في المنطقة. 

واستبعد حطيط إلغاء الاتفاق النووي الايراني  لأن ترامب لايمتلك اي  بديل له، منوهاً بأن من يعتقد إن البديل هو القوة العسكرية فإنه مخطئ، قائلاً : أنا عتقد إن ترامب أتى لتخفيف أعباء امريكا العسكرية في الخارج. 

وحول تعاون امريكي روسي في عهد ترامب، أشار حطيط إلى إن الفرصة مفتوحة وقد نرى ترامب شريكا لروسيا في عمل سياسي يخرج سوريا من ازمتها. 

وأوضح المحلل السياسي اللبناني إن أسعار النفط خاضعة لتأثيرات الحرب النفسية والتأويل، مضيفاً إن المنظومة الاستعمارية العالمية لم تكن متاحة في اوروبا وامريكا لوصول ترامب ورافقها ذلك حرب نفسية معينة لكن التوازن سريعاً سيعود إلى سوق النفط. 

ونوه حطيط إلى إن العلاقات بين الصين وامريكا لن تكون علاقة سهلة في ظل حكم ترامب الذي سيعمل بشكل أو بآخر على تقييد الاقتصاد الصيني وكبح نموه وهو من أعلن المواجهة الاقتصادية مع الصين، لكنها لن تصل إلى حد المواجهة العسكرية، مشيراً إلى إن الاقتصاد العالمي سيشهد اهتزازات كبيرة تبعده عن الاستقرار وسيتحمل ذلك نتائج مكلفة للمستهلك نتيجة عدم الاستقرار.

وحول سؤال مراسلة وكالة مهر للأنباء عن التوقعات المستقبلية للعلاقات الايرانية الامريكية أوضح حطيط إن العلاقة ستكون حذرة بين امريكا وايران لأن ترامب لن يستطيع أن ينفتح على ايران وايران لا تثق بكل امريكا ولا بالجمهوريين ففي المرحلة الأولى ستكون العلاقات حذرة وخافتة لكن بعد عمليات جس النبض ربما خلال سنتين وعلى ضوء ما سيقوم به ترامب من عمل حيال الملف النووي الايراني وكيفية ادارته لتعهدات امريكا بالنسبة للأموال الايرانية ستقرر ايران كيف ستتعامل معه،  مستبعداً أن يجازف ترامب بعمل عسكري  ضد ايران،  ومضيفاً إن العلاقة ستكون باردة لا تقود إلى قطيعة ولا إلى انفجار. 

وأشار المحلل السياسي اللبناني إلى أن  تشديد ظاهرة الاسلاموفوبيا امر غير مستبعد، مضيفاً إن هناك عمل جاد حثيث لاستيعابه،  موضحاً إن ترامب الذي أثار الضجيج حوله بعدائه للاسلام سيجد نفسه بطريقة أو بأخرى غير قادر على الاستمرار في هذا الشحن الديني والعنصري لأن ذلك سيرتد سلباً على الاستقرار والأمن في داخل امريكا أولاً وخارجها متوقعاً تراجع حدة هذا الخطاب عما أظهره ترامب خلال المعركة الانتخابية. /انتهى/ 

أجرت الحوار: ديانا محمود