وأفادت وكالة مهر للأنباء إن الكاتب والمحلل السياسي اللبناني أمين محمد حطيط أشار في مقال له اليوم في جريدة البناء اللبناني إلى التباني الذي تشهده سماء سوريا في معاركها الميدانية بين مشاركة للطيران الروسي وتوقفه، مذكرااً بالتوقف الروسي الأخيرمنذ 18 تشرين الأول الماضي عن العمل في سماء حلب لدعم القدرات الدفاعية السورية و تامين الغطاء الجوي الناري لمعارك الجيش السوري، مضيفاً إن هذا الأمر مكن المجموعات الإرهابية من اطلاق عمليات فك الحصار التي كان اخرها عملية ملحمة حلب الكبرى التي اجهضت.
ويثير الباحث اللبناني التساؤلات حول قرار روسيا الأخير باستئناف العمل العسكري ضد الإرهابيين في سوريا ضمن اهداف استراتيجية نوعية تبقى حلب مستثناة منه ، موضحاً إن فهم سلوك طرف ما ، ينبغي ان يبدا بفهم طبيعة هذا الطرف و أهدافه الأساسية.
واعتبر حطيط إن روسيا في سورية تتصرف كدولة لها مصالحها المتنوعة من سياسية و اقتصادية و علاقات دولية فضلاً عن مصالحها الأمنية و العسكرية ، و لا تتصرف فقط كجيش اتى ليقدم المؤازرة لجيش حليف و صديق و يخضع لمقتضيات العمل العسكري وحدها ، فروسيا في سلوكها تخضع لمقتضيات مصلحة الدولة و لا تنحصر بمقتضيات المصلحة العسكرية الميدانية التي يمكن الا تتوافق في لحظة معينة مع الفئة الأخرى من المصالح ، مفسراً ذلك بإن العسكريين الروس في سورية لم يستسيغوا القرار السياسي الروسي بوقف العمليات العسكرية فوق حلب و ناشدوا القيادة السياسة بالتراجع عنه الا ان الأخيرة لم تستجب لانها غلبت المصلحة العليا الشاملة للدولة على المصلحة العسكرية الخاصة بالميدان السوري ، و بالفعل قطفت القيادة السياسية الروسية ثمار قرارها نجاحا ترجم في الانتخابات الأميركية كما ترجم باستمرار الاتصال التشاوري المحدود مع الغرب و تحديدا مع اميركا بخصوص سورية فضلا عن لجم الاندفاعة الغربية ضد روسيا في مجال العقوبات .
ويشير المحلل السياسي إلى إن السؤال الآن يعود من جديد حول هدف روسيا من إعادة عملياتها الدقيقة في سوريا ضد الإرهاب وبقوة لكن دون حلب، موضحاً إن العملية العسكرية الروسية وان كانت لا تتجه في بنك أهدافها الى حلب مباشرة فأنها تعتبر في خدمة هذه المعركة وتمهيداً وتسهيلاً لوقائعها، حيث انها وبالنار الدقيقة والمركزة استهدفت المسلحين في كل من ريف حلب الجنوبي الغربي وفي ادلب وفي حمص، فقصفت وتجمعاتهم وتحشداتهم ودمرت معظم مصانع أسلحتهم وذخائرهم التقليدية والكيماوية وقوضت البنية اللوجستية لهم في تلك المناطق.
وأضاف حطيط إن هذه العمليات ستؤدي الى حرمان المسلحين من القدرة على التحشيد وامداد القوى المحاصرة في حلب، الامر الذي سيؤثر حتما على القدرات القتالية والصمود لدى المسلحين في حلب عندما يبدأ الهجوم عليهم، الأمر الذي يخفف من ضراوة المعركة وحجم الخسائر المادية والبشرية لدى الطرفين، مضيفاً إن البيئةالنفسية السلبية التي ستخلفها هذه العمليات ستترك أثراً واضحاً في صفوف الملسحين.
وأكد المحلل السياسي اللبناني إن استئناف العلميات سيعزز الثقة بين الحلفاء ومكانة وقوة التحالف الروسي السوري الإيراني وحزب الله في الحرب ضد الإرهاب.
ونوه حطيط إن الأطراف الداعمة او المستثمرة في الإرهاب ستواجه عامل ضغط يجبرها على الدخول في تسوية غير عسكرية لأحياء حلب الشرقية على غرار ما حصل في مناطق سورية أخرى مؤخرا كحمص وداريا ما يبعد المعركة التي تتسبب بالخسائر، كما انه يعطي تلك الأطراف فرصة الإبقاء على التواصل والحوار بشأن سورية.
وخلص حطيط إلى إن استئناف العمليات العسكرية الروسية في سوريا تؤكد على مسائل أساسية منها ان معسكر الدفاع عن سورية و وحدتها جاد في معركة حلب خاصة و انه حشد لها من القوات البرية ما يمكنه من خوض معركة تطهير مضمونة النتائج و ان استمهاله في اطلاقها مرتبط فقط بحرصه على أرواح المدنيين و رغبته في الحد من الخسائر في صفوف القوى المهاجمة معتبراً إن الحملة النارية الروسية على الإرهابيين في سورية هي حملة تمهيد وتحضير للمعركة الرئيسة في حلب دون التسبب بقطع الاتصال مع الغرب ولهذا استبقت روسيا إطلاق الصاروخ المجنح الأول باتصال بين قيادتها مع الالمان والأمريكيين من قبيل التنسيق السلبي في هذه المرحلة املا في ان يتطور التنسيق في عهد ترامب الى ما هو ابعد من ذلك في الحرب الجادة والفعالة ضد الإرهاب. /انتهى/