قام الصابئون المندائيون في جنوب ايران بتشكيل موكب حسيني في معبر جذابة الحدودي ليظهروا ان حرارة الامام الحسين عليه السلام في قلوب المؤمنين والأحرار لا تطفأ أبداً.

وكالة مهر للأنباء- كوثر كريمي: تشهد ارجاء ايران الاسلامية إقامة مواكب ومراسم العزاء بمناسبة الاربعين الحسيني لاسيما معبر جذابة الحدودي الذي تعمه أجواء لا يمكن وصفها وهي اجواء معنوية لا بد من رؤيتها عن قرب.

يتوجه الزوار من مختلف البلاد في العالم نحو كربلاء لتجديد عهدهم مع ابي عبدالله الحسين عليه السلام ليشكلوا أمواجا هائجة تعبّر عن ولائهم المطلق لامام الأحرار.

اليوم وبعد نحو 1400 عام من استشهاد الحسين يقوم محبو أهل البيت باحياء الاربعين الحسيني ليثبتوا أن ذكر الحسين لن ينسى و"على امتداد الدهر يوقد كاللهب" حيث يشارك في احياء ذكراه أتباع الديانات الأخرى منها الصابئة ليقولوا ان الحسين ليس للمسلمين فحسب وهو تراث عالمي مشترك وهذا ما تؤكده المواكب الحسينية التي أقامها النصارى على الضفة الاخرى من الحدود الايرانية العراقية.

أمّا في معبر جذابة الحدودي تلفت يافطة موكب الصابئين المندائيين نظر العابرين لتشير الى ان ثورةالحسين قد كسرت الحدود وهنا لا أحد يهتم بديانة الأخرين لان حب الحسين يصهر ما بين ابناء البشر من فوارق ويجمعهم في صف واحد، ولهذا تشهد مثل هذه المواكب اقبال زوار الحسين وتقديرهم.

مشاركة الصابئين في احياء ذكرى الامام الحسين بجانب الشيعة في العراق وايران يظهر نشر الرسالة الحسينية؛ رسالة ترتكز على مفاهيم اسلامية وانسانية بنفس الوقت مثل الحرية وعدم السكوت على الظلم.

من هم الصابئون؟

يطلق "الصابئي" على من يتبع النبي يحيى بن ذكريا عليه السلام ويعيش معظمهم في جنوب العراق لاسيما على ضفاف دجلة والفرات وجنوب ايران بينما هاجر بعض منهم الى اوروبا وامريكا الا ان الصابئين المتواجدين في محافظة خوزستان الايرانية يمتهنون حرفة صياغة الذهب وأعمال الطلاء بالميناء.

كما وذكر اسم "الصابئة" في كتاب الله ومن هذا المنطلق يعتبر أقلية دينية معترف به في ايران حيث يمارسون تقاليدهم وشعائرهم التقليدية والدينية بحرية كاملة وكذلك شهد تاريخ ايران تعايشا سلميا بين الصابئة والمسلمين.

يقول احد رجال الدين الصابئي في جذابة انهم قد سكنوا ايران منذ القدم مشيرا الى ان الصابئين الاوائل هاجروا فلسطين بضغط من اليهود وانضموا الصابئين في ايران معتبرا أن اليوم يسكن نحو 5 الاف صابئي خوزستان الايرانية.

وحول مكانة الامام الحسين يقول ان رسالة الحسين رسالة انسانية تجسد المظلومية وتؤكد أهمية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ويعتبر السيد زهروني ان الامام الحسين يدعو الى الوفاء بالعهد والتخلق بالاخلاق الحسنة وهو أسوة حسنة للجميع.