أشار الشيخ أحمد اسماعيل من لبنان إلى إن الحسين (ع) حمل رسالة الأنبياء (ع) في ثورته، منوهاً إلى أن عشاق الحسين (ع) يحملون إلى العالم رسالة توضح معنى الإسلام وقيمه في عشق الحرية والشهادة.

أوضح الشيخ أحمد اسماعيل من لبنان في حديث لوكالة مهر للأنباء إن الأبعاد الروحية والنفسية لمسيرة الأربعين عالية جداً، موضحاً إن كل انسان يريد أن يستذكر هذه الواقعة يجب عليه أن يدرك لماذا استشهد الإمام الحسين (ع)، وأن يعي الدروس الكربلائية بثورتها على الظلم وعلى الانحراف، وأن تترك أثراً على حياتنا الواقعية بعيداً عن الشعارات وإن كان يحملها مجاهدون مضحون في سبيل الله عز وجل. 

وأشار الشيخ أحمد اسماعيل إن الناس يتجهون نحو كربلاء المقدسة حباً بالامام الحسين (ع)، مستذكراً قول الرسول الكريم (ص) "إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً"، مضيفاً إن كل إنسان مؤمن بصدق ويدرك معنى شهادة الحسين (ع) وثورته يستطيع أن يشعر بالتوهج أمام هذه الواقعة، وماهذه الملايين التي تزحف كل عام إلى كربلاء إلا بقصد التقرب من الله تبارك وتعالي، تريد أن تقترب من الثورة الحسينية وإن تعلن ولائها له ومشاركتها مصيره. 

وأضاف الشيخ أحمد اسماعيل إن الحديث عن عشق الإمام الحسين (ع) لا يمكن اختصاره لكن يكفي أن نستذكر قول النبي بأن "حسين مني وأنا من حسين" مشدداً على إن من لا يحب رسول الله (ص) لن يتذوق حب الإمام الحسين (ع) فهو ريحانة الرسول الكريم وسيد من شباب أهل الجنة، موضحاً إن الحديث عن الاسلام لاينفك عن حب الإمام الحسين (ع) والحديث عنه، فالعلاقة بين مسيرة الإسلام وثورة الحسين (ع) تاريخية.

وتابع الشيخ أحمد اسماعيل إن من أدرك دروس ثورة الإمام الحسين (ع) يعكس ذلك في حياته وحاضره يعيش احساسات الإمام الحسين (ع) وإباءه ويتواجد في كل ميدان. 

وعن رسالة الأربعين أوضح الشيخ أحمد اسماعيل إن رسالة الإمام الحسين (ع) تكمن في عيش الاسلام الحقيقي الاصيل وليس الاسلام الامريكي الذي انتشر بين البعض في مجتمعات المسلمين، منوهاً إلى إن عشاق الحسين (ع) يحملون إلى العالم رسالة توضح معنى الإسلام وقيمه، بعيداً عما يشاع من اسلاموفوبيا تنشره التنظيمات الإرهابية، منوهاً إلى ضرورة التمييز بين الاسلام الذي تمثله قيم الرسول الأكرم (ع) وآل بيته (ع)  في عشق الحرية والشهادة وبين الاسلام البعيد عن رحمة محمد (ص).

وأشار الشيخ أحمد اسماعيل إن المشاركين في مسيرة الأربعين ذهبوا ليلبوا نداء عشقهم للحسين مندفعين إلى كربلاء المقدسة كأنها مغناطيس تجذب القلوب الحسينية. 

وأكد الشيخ أحمد اسماعيل إن التحدث عن الانصهار المميز بين الطوائف المختلفة في بوتقة حب الحسين (ع)، ينبع من رسالة الحسين (ع) التي تنبذ الفتنة، مشيراً إلى إن من حاول تشويه التاريخ ووضع الأحاديث وألف قصص حاول من خلال إبعاد قلوب الناس عن الإمام الحسين (ع) لم يتمكن من تحقيق هدفه، فهم أرداوا اسلاماً على ذوقهم  وعلى حسب مصالحهم فالبعض تعاطي مع الاسلام بهذه الطريقة كما قال الإمام علي (ع) "ولبس الاسلام لبس الفرو مقلوباً". 

وبين الشيخ أحمد اسماعيل إن رسالة الحسين (ع) هي نفسها رسالة الرسول الكريم (ص) ورسالة كل الأنبياء (ع)، مشيراً إلى إن من يدقق في زيارة وارث (السلام عليك يا وارث آدم ووارث نوح ووارث ابراهيم..) يتبين له إن الحسين (ع) يجسد رسالة كل الأنبياء (ع) وهذا ما طرحه الرسول (ص) في حياته من خلال اهتمامه بالامامين الحسن والحسين (ع) فهو اهتمام بمستقبل الاسلام، مضيفاً إن عدم طاعة الرسول الكريم (ص) فيما قاله في الغدير  هو الذي أوصل المسلمين إلى مآساة كربلاء واحدثت جرح كبير في صفوف المسلمين. 

وأوضح الشيخ أحمد اسماعيل إن المسيرة الأربعينية (ع) تحمل معاني مختلفة الإمام الحسين (ع)، منوهاً إلى ضرورة الابتعاد عن الطقوس دون تغيير حقيقة النفوس، محذراً المسلمين من الاختلاف حول حب الحسين (ع) وتحويل العشق إلى طقوس، موضحاً إن الامام الحسين (ع) جاء لتغيير الانحراف وتصحيحه وعلى المسلمين اليوم أن يتبعدوا عن الانحراف أو الغرق في الطقوس بعيداً عن الأهداف الحقيقة للإمام الحسين (ع) ورسالته في الثورة ضد سلاطين الظلم. 

وأكد الشيخ أحمد اسماعيل إن محب الإمام الحسين (ع) هو من يحمل رسالته، منوهاً إلى ضرورة الابتعاد عن التشخيص، وتطبيق وصية الرسول (ص)، وحفظ الإمانة التي تركها للمسلمين في عترة بيته الصالحين (ع)، مذكراً بقول رسول الله (ص): (إني تاركاً فيكم الثقلين ما إن تمسكت بهما لن تضلوا من بعدي أبداً)، وقول الإمام علي زين العابدين (ع): (والله لو أوصى بقتلنا كما أوصى بنا لما زدت عما فعلت بنا)، داعياً المسلمين إلى التمسك بقيم الإمام الحسين (ع) وسيرة الإئمة الصالحين (ع). /انتهى/

اجرت الحوار: ديانا محمود