أكد قائد القوة البحرية بجيش الجمهورية الإسلامية في إيران الأدميرال "حبيب الله سياري" أن البحریة الإیرانية تمکنت وبفضل قوتها من إحلال الأمن والاستقرار في مياه المنطقة التي شدد على أن صيانة أمنها إنما تعود إلى دول المنطقة وليس الأجانب الذين زعزع حضورهم أمنها، معلناً عن الكشف عن إنجازات جديدة بمناسبة يوم البحرية الإيرانية.

وأفادت وكالة مهر للأنباء أنّ قائد القوة البحرية بجيش الجمهورية الإسلامية في إيران الأدميرال "حبيب الله سياري" أوضح في حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج "من طهران"، قائلاً: نجح أسطولنا الصغیر بعد الإبحار في خلیج عدن وتوفیر الأمن والدعم للسفن التجاریة وناقلات النفط التابعة للجمهوریة الإسلامیة في إیران، بل وجمیع السفن التابعة للدول الأخری التي کانت بحاجة إلی مساعدة ودعم، من زیارة میناء دار السلام في تنزانیا حیث أجری برامج جیدة هناك ومن ثم توجه إلی موانئ جنوب أفریقیا.

وأضاف: أنه وبعد التواجد في میاه المحیط الأطلسي عاد الأسطول الصغیر أدراجه إلی میناء "دوربان" في جنوب أفریقیا، حیث یقوم بتنفیذ البرامج المحددة مسبقاً مع بحریة جنوب أفریقیا.

تواجدنا في المياه الدولية وفقاً للقوانین والقواعد الدولیة 

وفيما لفت إلى أن تواجد القوات البحریة لجمیع الدول في المیاه الدولیة في البحار والمحیطات مسموح به، أكد قائلاً: نحن لم نصرح علی الاطلاق من أن تواجدنا في المیاه الآنفة الذکر لرغبة منا أو نیة لإنتهاك حقوق الآخرین، بل وفقاً للقوانین والقواعد الدولیة نحن أیضاً شأننا في ذلك شأن الدول الأخری یمکننا التواجد في المیاه الدولیة في البحار والمحیطات، وأن نقیم صلات وعلاقات مع الدول الأخری أیضاً.

وبين سياري أن الهدف من إقامة مثل هذه العلاقات والصلات، هو تطویر العلاقات والدبلوماسیة البحریة وإیصال رسالة الصداقة والسلام، إضافة إلی تمتین أواصر الصداقة والصلات مع الدول الصدیقة والجارة، وعلی الأخص وفي المرحلة الأولی الدول الواقعة علی ضفاف المحیط الهندي والتي أشار إلى أن تعتبرها من الدول الجارة لها، ولاحقاً بقیة دول العالم كذلك.

وبهذا الشأن لفت إلى وصول سفن من الأسطول الإیطالي إلی میناء بندر عباس خلال الشهر الماضي، إضافة إلی سفن من الأسطول الروسي التي رست في شمال البلاد.

وبين أن هؤلاء یحضروا للزیارة، وأضاف: نحن أیضاً أرسلنا خلال الشهر الماضي أسطولاً صغیراً بإتجاه جمهوریة آذربیجان، إضافة إلی آخر باتجاه باکستان، کما أن أسطولنا الصغیر الرابع والأربعین أبحر صوب سلطنة عمان، حیث رسا في صلالة ومن ثم توجه لاحقاً إلی میناء دار السلام في تنزانیا وأخیراً موانئ جنوب أفریقیا.

وأشار إلى أن قطعات بحرية إيرانية أخری سوف تتجه إلی مناطق أخری في العالم، سواء في جنوب شرق آسیا حتی الصین، إضافة إلی دول أخری في قارة أفریقیا، أو البحر الأبیض المتوسط.

وأوضح قائلاً: نحن سوف نتحرك ونتبادل الزیارات بهدف تطویر العلاقات والصلات مع مختلف الدول، وعلی الأخص الدول الجارة والصدیقة، وإیصال رسالة الصداقة والسلام، کما أننا من خلال هذه التحرکات نوضح قدراتنا وقوتنا.

 أثبتنا أننا شعب مقتدر یمکنه إنتاج مایحتاجه من معدات وأجهزة

وقال قائد القوة البحرية الإيرانية: لربما یعتقد الآخرون أن بلدنا الذي تعرض للحظر لأکثر من ثلاثین سنة لیس لدیه القدرة علی صیانة وتصلیح وتجدید السفن الکبیرة والمدمرات في الأسطول البحري الإیراني والمحافظة علیها کي تتمکن من الإبحار في المحیطات، لکننا نثبت لهم بطریقة عملیة أن الأمر لیس هکذا.

مؤكداً، أنه وعلی الرغم من المضایقات التي أوجدها الحظر الظالم علینا، إلا أننا أثبتنا الیوم وبشکل واضح أننا أمة وشعب مقتدریْن وشعب ذکي ومقاوم یمکنه من إنتاج مایحتاجه من معدات وأجهزة، وذلك من خلال الإبداع والابتکار والوقوف علی أقدامنا والوصول إلی المقدرة التي یمکننا الوصول إلیها.

نرید أن نقضي علی "إیران فوبیا"

کما لفت إلى أن الإبحار في المیاه الدولیة، سواء في البحار أو المحیطات، إنما یوضح قدرات إيران ومقدرتها.

وشدد الأدميرال سياري قائلاً: مرة أخری أقول وأعید بأننا لسنا في صدد ایجاد "إیران فوبیا" أو الخوف من إیران، کلا بل نرید أن نقضي علی إیران فوبیا، وعلی الجمیع أن یعلم جیداً من أننا لاننوي التعرض لکائن من کان.

وأكد على أن المیاه الدولیة تختص بالجمیع، ونحن أیضاً نتواجد فیها، بهدف تطویر الدبلوماسیة البحریة والإبقاء علی العلاقات، لا وبل تطویرها أیضاً، وإرسال رسالة الصداقة والسلام، إضافة إلی منع انتشار إیران فوبیا في المنطقة.. هذا هو هدفنا من التحرك وتبادل الزیارات في المنطقة.

البحریة الإیرانية تمکنت من إحلال الأمن والاستقرار في المنطقة 

وفي جانب آخر من حديثه نوه قائد القوة البحرية بجيش الجمهورية الإسلامية في إيران إلى أن منطقة الخلیج الفارسي ومضیق هرمز وبحر عمان ومنطقة شمال المحیط الهندي والذي یصل إلی خلیج عدن وباب المندب، إنما تعد من المناطق المهمة في العالم، وعزا ذلك إلى أن أکثر من ثلث تجارة العالم یمر من المناطق الآنفة الذکر، مؤكداً أنها ولذلك تعد مهمة للدول الإقلیمیة التي تقع خارج هذه المناطق.

وفيما شدد على أن هذه القدرات والقوة إنما باتت موجودة الیوم أشار إلى أن القوة البحریة الاستراتیجیة لجیش الجمهوریة الإسلامیة في إیران تمکنت من إحلال الأمن والاستقرار في شرق مضیق هرمز وشمال المحیط الهندي وبحر عمان.

وبشأن الأمن المطلوب للتحرکات في المنطقة، قال سياري: نحن ندعي وبکل ثقة من أننا نحن الذین وفرنا فیها الأمن والاستقرار.. نحن نتمتع بهذه القوة.. وإلی جانب هذا، ألم نوفر الأمن والاستقرار لسفننا التجاریة وناقلاتنا النفطیة في خلیج عدن؟

وفرنا الدعم والمساندة لأکثر من 25 سفینة أجنبية بناء علی طلبها

وبين أنه ووفق الإحصائیات الموثقة قد قامت البحرية الإيرانية من توفیر الدعم والمساندة لأکثر من 25 سفینة لدول أخری بناء علی طلبها.
وقال: علی هذا الأساس، وظفنا قدراتنا، ووفرنا الأمن والاستقرار في المنطقة المتعلقة بنا في الخلیج الفارسي ومضیق هرمز وشمال المحیط الهندي، وقد حافظنا علی هذا الأمن وسوف نحافظ علیه، لا وبل تقدمنا خطوة أبعد وقمنا بإحلال الأمن في خلیج عدن أیضا.
وصرح الأدميرال سياري: منذ البدایة قلنا، ونقوله الآن أیضاً أن منطقة الخلیج الفارسي مهمة لنا وللدول الجارة وللعالم، حیث أن العدید من دول العالم یؤمن حاجته من الطاقة من هنا. 

تواجد الآخرین هو سبب عدم الاستقرار وفقدان الأمن في المنطقة 

وأضاف: نحن أعلنا منذ البدایة من أننا سنقوم بتوفیر الأمن في الخلیج الفارسي، وعندما نقول نحن فنقصد القوة البحریة الإستراتیجیة لجیش الجمهوریة الإسلامیة في إیران والقوة البحریة التابعة لقوات حرس الثورة الإسلامیة اللتان لدیهما القدرة علی إحلال الأمن والاستقرار في منطقة الخلیج الفارسي.
وشدد سياري على أنه: قد أعلنا منذ البدایة أن تواجد الآخرین بهدف إحلال الأمن لاحاجة له.. بل نقول إن تواجد الآخرین هو المسبب لحصول عدم الاستقرار وفقدان الأمن في المنطقة.

الخلیج الفارسي منزلنا وأمنه لايتعلق بالأجانب

وأشار إلى أن السبب في هذا الأمر، هو أن أمن المنطقة لایتعلق بهم، فالمنطقة هي منطقتنا، وکما تفضل القائد العام للقوات المسلحة "إن الخلیج الفارسي هو منزلنا".. ونحن یمکننا توفیر الأمن والاستقرار في بیتنا.

وفيما جدد تأكيده على أن لاحاجة لتواجد الآخرین في هذه المنطقة، أكد أن تواجد وحضور الآخرین هو المسبب لحالة عدم الاستقرار، وقال: إن هؤلاء قد زادوا الطین بلة، وأوجدوا حالة من عدم الاستقرار!

وخلص إلى القول: علی هذا الأساس، من الأفضل لهؤلاء أن یذهبوا ویوفروا الأمن والاستقرار في مناطقهم.

وأكد قائد القوة البحرية الإيرانية: نحن أیضاً یمکننا إحلال الأمن والاستقرار في منطقتنا، هذا ما قلناه ونستطیع أن نوفي بوعدنا، فقد قمنا بهذا العمل في الماضي والآن أیضاً یمکننا ذلك، وفي المستقبل أیضاً ستکون لدینا القدرة علی تحقیق الأمن والاستقرار.

رصدنا 25 مناورة بحرية لهذا العام، أنهينا 15 منها

وحول الاستعدادات والجاهزية التي تتمتع بها قوات البحرية في الجيش الإيراني قال سياري: من أجل رفع مستوی قدراتنا، وکما هي الحال مع جمیع القوات المسلحة الأخری، نضع في الحسبان عدداً من المناورات والتدریبات العملیة.

وأشار سياري إلى أنه وبدایة العام الإیراني قد أعلن عن وجود 25 مناورة في تخصصات متنوعة علی جدول أعمال القوات البحرية، مبيناً أن السبب هو أن القوة البحریة تتمیز بوجود تخصصات مختلفة فیها، کالغواصات تحت المیاه والسفن فوق المیاه، إضافة إلی الجو والصواریخ والطائرات بدون طیار والعملیات الخاصة والمغاویر والغواصین والدعم والإسناد وغیرها.

وقال موضحاً: وضعنا في الحسبان منذ بدایة السنة 25 مناورة، نفذنا منها حوالي 15 مناورة، وخلال الأیام المقبلة سوف نجري مناورة خاصة بالغواصات، وإن شاء الله سوف نقوم في شهر شباط/ فبرایر القادم من إجراء مناورة "الولایة لعام 2017" الکبری، وذلك في منطقة شمال المحیط الهندي، کما اعتدنا في الأعوام المنصرمة.

وأكد الأدميرال سياري إلى أن القوة البحریة الإيرانية یمکنها القضاء علی القوة البحریة للعدو بقدرة عالیة، وفرض حصار بحري علی بلد العدو.

الكشف عن إنجازات جديدة بمناسبة يوم البحرية

فيما أشار إلى أن يوم 27 من تشرین الثاني/ نوفمبر یصادف یوم القوة البحریة التابعة لجیش الجمهوریة الإسلامیة في إیران، أكد بالقول: نحن نحیي هذه الذکری سنویاً، وبالتأکید سوف نرفع الستار عن إنجازات جدیدة في هذه المناسبة.

ولفت إلى أن عرض إمکانیاتنا وإنجازاتنا الجدیدة سوف یتم بتاریخ 29 من تشرین الثاني/ نوفمبر، حیث سیتم تزوید القوة البحریة بما هو جدید في العام الجدید.

المصدر:قناة العالم

/انتهی/