وكالة مهر للأنباء- حسن شكر: قد ورد على لسان الأعراب قول "إكذب إكذب حتى يصدقك النّاس"، حتّى هذه المقولة لم تعد تنفع مع صنّاع الأكاذيب في كواليس مسرح الإعلام السّعوديّ، فهم كذبوا حتّى صدّقوا كذبتهم. ربّما من صحيح القول هنا، أنّ الإفتراءات الّتي يسوقونها على أكثر من جبهة تفيض عم يكتنزه صدرهم من حقد دفين وخلفية عقديّة متخلّفة. فالسياسة السّعوديّة لم تراع يوماً وغداة تربّع الملك السّعودي سلمان بن عبد العزيز عرش الحكم الأعراف السياسية، حتّى مفهوم المصالح المشتركة بين الدّول.
الإعلام السّعودي كان دوماً أداة طيّعة يحملّها الشّيخ السّعودي صولجان فيُركع بها عبيد المال ممن اختارو الذّهب على حساب قضاياهم ومبادئهم الأساسيّة. وقد سخّر لذلك جيش من كاتبي الحروف وناطقيها يستخدمهم كنقاري الخشب ولسان الببغاء فيملي عليهم ما تقتضيه مصلحة بقاء آل سعود على عرش الحجاز وينطقون لغواً إثر غذاء شهي على مائدة الذّهب الأميري والملكيّ على حساب شعب يتضوّر جوعاً ويوصل ليله بنهاره ليستحصل على لقمة عيش يسدّ به جوعه في حين تذهب أموال النفط إلى الجيوب الملكيّة.
لعلّ أهمّ ما يتميّز به الإعلام السّعوديّ هذه الأيام هو طيش الشّباب وولعهم بحبّ السلطان، فالشّاب الأمير ما إن يستيقظ من نومه وقد رأى مناماً أرعبه يأمر بتوجيه الترسانة العسكريّة ضدّ شعب أعزل ويقتل الآلاف في اليمن ويستمرّ بدعم الإرهاب بالمال والعتاد العسكريّ في سوريا والعراق، ويسخّر الأقلام الرّخيصة والأفواه الّتي تنطق جهلاً تحوّل رؤيا الحاكم إلى سبع بقرات عجاف يبتلعن سبع بقرات سمان.
هذه الصّفات لدى الأمير قاتل النّفس المحترمة تتعدّى مبدأ العداوة إلى مبدأ الكراهيّة لكل من يخالفه الرأي وإن كان قد دعم مواقفه السّابقة على أكثر من صعيد، فتجميد "الهبة السعوديّة" للجيش اللبناني لا يمكن تفسيرها مساعدة من ربّ البيت الملكي لمكافحة الإرهاب وجعل هذا الجيش الوطنيّ أقوى في محاربة إرهاب داعش في جرود لبنان الشّرقيّة، أستطيع القول هنا أنّها مؤامرة خبيثة لإبقاء الجيش على وضعه الرّاهن لإشغاله بالإرهاب على المدى المنظور لمصلحة الأمير الطائش.
على جبهة أخرى يطرح التساؤل نفسه عن سبب إحجام أرامكو السعوديّة عن تزويد مصر بالشحنات النفطيّة، على الرّغم من دعم مصر للعديد من مواقف السّعودية في جامعة الدول العربية ومنظمة الدول الإسلاميّة. هل يا ترى يعود ذلك بسبب دعم مصر لسوريا في محاربة الإرهاب ؟ خصوصاً وقد تجرّعّت مصر من كأس الإرهاب السّام. أفهكذا تكون النّخوة العربية يا أعراب الخليج؟!
وإلى العراق الّذي ما زال يعاني من الإرهاب يظهر النّفاق الإعلاميّ السّعودي فهم وإن كانو لا يضعون شريط العاجل لإنتصارات الجيش العراقي والقوّات المساندة، نراهم يسلّطون الضوء على أعداد "القتلى" من القوات العراقيّة الشّريفة، وبثّ قصص وأحزان لمقاتلين من القوات العراقية من نسج خيال الكاتب السعودي يصف فيها "هول" ما رآه في مواجهة تنظيم "الدّولة الإسلاميّة". ولم يكتف النفاق السّعوديّ عند هذا الحدّ بل وزاد تجرءًا بتسليط الضوء على مخيلة الأمير الشّاب وكتابة التّقارير الّتي تمسّ شرف بلاد ما بين النّهرين.
إثر هذه المواقف الّتي اتخذتها السّعوديّة من الدول العربيّة لا يمكن تفسير التصرّفات السّعوديّة ضدّ الجمهوريّة الإسلاميّة إلّا ضمن الإطار نفسه، إضافة إلى الفكر الوهّابي التكفيري الّذي يتحكّم بعقليّة الأمير الهاوي. فالتّلفيقات الّتي تسوقونها ضدّ إيران يا آل سعود هي إنّما تعكس حقائق دعمكم اللامتناهي للإرهاب العالميّ من المحيط إلى المحيط. وإعلامكم الهابط لا يطرق آذانًا إلى آذانكم ولا يمكن أن يصدّقه إلّا عقولكم.
قد قيل في الأخلاق "إن لم تستح فافعل ما شئت".
والله من وراء القصد.