وإعتبر أستاذ الفلسفة والعلوم العقلية والعرفان في الحوزة العلميّة في لبنان في مقابلة مع وكالة مهر للأنباء أنّ أقلّ ما يمكن أن يقال عن نظرة الإمام الخميني لتحديد التاريخ بين 12 و 17 ربيع الأول أسبوعاً للوحدة الإسلاميّة، يكشف حرص الإمام الخميني الشديد على إيجاد كل أنواع الفرص من أجل تأكيد مفهوم الأمة الإسلاميّة الواحدة ومن الطبيعي أن ذلك يعكس قناعاته وإيمانه الّتي تنطلق من أبعاده العرفانيّة والقرآنيّة بأنّ النبي محمّد هو الركيزة الأساس في حياة المسلمين . لذلك فإن دعوة الإمام لهذا الأسبوع يعكس منطلقاته أولاً وإيمانه بمكانة النّبيّ في نفوس المسلمين ثانياً والأمر الثالث هو الحاجة لمثل هذا الأمر و الإنتقال من مرحلة الشعارات إلى مرحلة التّطبيق الشّعبيّ والّذي يمكن أنّ يعممّ على مستوى العالم الإسلاميّ.
وفي تشخيصه للنزاعات الحالية في المنطقة أكّد أنّه بلا أدنى شكّ هو استغلال لفرصة الإختلاف الطائفي بين المذاهب الإسلاميّة،ووظّف العدو هذا الإختلاف لأهداف سياسيّة وإستعماريّة واضحة لأنه طالما لم يستطيعوا أهل الإستكبار من مواجهة شعارات الإمام الخميني وثورة الإمام، فقد سعوا إلى محاولة فصل بين المسلمين ومحاولة حشر الإسلام المحمّدي الأصيل في الزّاوية تحت عناوين تنطلق من تسميات إسلاميّة من أجل إيجاد هذا الصّراع الحاد الذّي يقوده التّكفيريّون في هجومهم على الإسلام المحمّدي الأصيل. فأصل الموضوع يندرج تحت إطار الثأر الغربي من العالم الإسلامي، وثأر الإستكبار من ثورة المستضعفين الّتي قادها الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه، لكنه أخذ لبوس مصطنع وهو هذا اللبوس المذهبي والطّائفيّ.
وحول الطّرح الّذي قدّمه الإمام الخامنئي في التعامل بين المذاهب الإسلاميّة من خلال إصدار العديد من الفتاوى الّتي تحرّم التعرّض لرموز أهل السّنة، وكيفيّة إستغلال هذا الطرح وانتشاره بين النّاس اعرب الشيخ جرادي عن اعتقاده بأنّ الطرح الّذي قدّمه الإمام الخامنئي لو وُلد في بيئة أفضل لكان أخذ صدى أكبر لتمتين العلاقة بين المسلمين بشكل أعمق بكثير، بالتأكيد فإنّ هذه الفرصة الّذي أتاحها هذا المرجع والفقيه الكبير كان لابدّ منها في هذا التّاريخ الإسلامي وفي هذا التوقيت من مسار الإسلام، لكنّ للأسف فالكثير من المسلمين سنّة وشيعة لم يقابلوا هذا الطّرح بالإيجابيّة الّتي توازيها.
ولفت الى ان بعض السّنة قد خضعوا للتحريض المصطنع من قبل داعمي الفكر الوهّابيّ ضدّ إخوتهم الشّيعة، فأصبحوا يعتبرون أنّ أي شيء يصدر عن هذا الإتّجاه هو خاطيء حتّى لو كان كلّه صواباً معتبراً ان هناك بعض من النشاز في صفوف الشّيعة تعاملوا مع هذا الطّرح على مستوى ضيّق واعتبروا أن ذلك يخالف مسار التشّيع، علمًا، أنّ الذي يراجع نهج أهل البيت في موقفهم من السّنة والجماعة يرى انه هو موقف ينسجم تمامًا في إحترامهم كالطرح الّذي قدّمه الإمام الخامنئي، هذه الأصوات قد تربوا على فكرة الإلتباس في فهم الأمور فرفضوا فتاوى الإمام.
واضاف: أستطيع القول إنّ فتوى الإمام الخامنئي هي خطوة عظيمة تدخل ضمن إطار التّربية النّبويّة جاءت في هذا المنعطف التّاريخي الهام الّذي نعيشه اليوم ولولا حساسيّة الأحداث الّتي تتوالى للقى هذا الطرح نتيجة عظيمة جدًّا في العالم الإسلاميّ.
ورأى أنّ موضوع أهل السّنة هو امر مشخّص، لكن من يدّعون أنهم يمثلونهم وهم لا يفعلون من الوهابيين والتكفيريين بكلّ حركاتها وأشكالها هم في الواقع لايمثّلون التسنّن والسّنة والجماعة. وأنّ أهل السّنة والجماعة هم من يحملون معتقدات تفيد بأن الإسلام هودين الرّحمة والمحبّة والرأفة، وحركات الإرهابيّة هم في الواقع ليسوا بأهل سنّة وجماعة.
كما أنّ الشّيعي هو كل من يقول محمّد رسول اللّه وموالٍ لأهل بيت النبوّة مشيرا إلى أن من يمثل الإمتداد الشيعي الواسع الآن هي المرجعيات الموجودة الّتي تدعو إلى حفظ وحدة المسلمين وعلى رأسهم الوليّ الفقيه، والّذين يخرجون عن هذا الإطار هم شذاذ الأفاق من بعض الشّتامين واللعّانين من شيعة السّفارات والتشيّع الغربيّ الّذين لا يفقهون في الدّين شيئًا ويحسبون أنفسهم على الشّيعة والتشيّع منهم براء.
وردًّا على سؤال حول ما المطلوب كخطوات إضافيّة من قبل المذاهب الإسلاميّة لتعزيز الوحدة الإسلاميّة قال هو أن يستمع المسلمون بصدق إلى القائد السّيّد على الخامنئي ولمرجعيّة السّيّد السيستاني الّذين يمثّلان الخطّ الأصيل والعاقل في فهم مشاكل العالم الإسلامي والتحدّيّات الّتي تقف في وجه الوحدة الإسلاميّة. مؤكّدًا أنّ الوحدة الإسلاميّة ستصنع من الأمّة الإسلاميّة أمّة قويّة مقتدرة على السّاحة العالميّة./انتهى/
أجرى الحوار: حسن شكر