أكدت وسائل إعلام غربيّة أنّه وبعد سنة من العداوة السّعوديّة لإيران أن الرّياض اليوم تتراجع على كافة المستويات.

وأفادت وكالة مهر للأنباء نقلًا عن صحيفة إكونوميست في مقالتها أنّ كانون الثاني من العام لميلاديّ الجاري كان قد شهد تصعيداً من قبلا الأمير الشّاب "محمد بن سلمان" تجاه إيران حيث اعتبر الامير السعودي أن السياسة الخارجية المرنة للسعودية تجاه إيران يجب أن تنتهي لصالح سياسة أكثر تشدّداً.

وتابعت الإكونوميست قائلةً فإن "المعارضين" السّوريين الّذين كانو يتلقون دعماً سعوديّا قد تكبدوا هزيمة نكراء في حلب، كما أن الجنرالات السعوديين الّذين أطلقوا تصريحات عن "تحرير" صنعاء في هذه السّنة يستعدّون لإطلاق تصريحات مغايرة. وفي لبنان فقد سعت السّعوديّة أن تهزم إيران وحزب الله في موضوع رئاسة الجمهورية، لكن حسابات الحقل اختلفت كثيراً عن حسابات البيدر. السّعوديّة بنت حسابات كثيرة وعلّقت الآمال على إفلاس إيران في حال تنفيذ سياساتها النفطية، كما وتجاهلت مطالب بقية أعضاء أوبك، لكن لم تدم سياستهم على حالها وإجتماع أوبك الأخير خير دليل على فشل هذه السياسة.

الإكونوميست أضافت أنّه مع اقتراب العام الميلادي على نهايته، تشير الوقائع إلى تراجع السّعوديّة على كافة الجبهات.

وفي تحليلها اشارت الصحيفة إلى أن العام ال 2016 لم ينته إلى الآن، الا وان السّعوديّة اضطرت إلى سحب سفيرها في العراق إثر الإنتقادات الحادّة الّتي وجّهته له القيادات السياسيّة الشيعيّة في هذا البلد.

وفي سوريا أيضا، فالحكومة السّوريّة وحلفائها قد ضيّقت الميدان على "المعارضين" التابعين للرياض فها هي مدينة حلب على حافة السّقوط من يد الرّياض وميليشياتها.

السّعوديّة تراجعت أيضاً في لبنان عن مبادئها واضطرت إلى القبول برئيس جمهور لا تخفى علاقاته الجيّدة مع طهران.

وفي موضوع إنتاج النفط الدّولي فقد أجبرت السّعوديّة على القبول بالخفض الأكبر من إنتاج النّفط بين أعضاء منظمة أوبك. في حين استطاعت إيران أن تنتزع الموافقة على مستوى إنتاجٍ نفطي يماثله قبل الحظر الدّوليّ.

وفي اليمن فحركة أنصار الله وحلفائها قد عزموا نياتهم على تحريم طعم النّصر للسعوديين إثر عدوانها على اليمن، فالحركة وضمن إجراءاتها الدّفاعية تهاجم المراكز العسكريّة السّعودية في جنوب المملكة وينتج لذلك مقتل وجرح العديد من العسكريين السّعوديين.

وفي نهاية المقال التحليلي تشير الصحيفة أن الهزيمة السّعودية ليست فقط على مستوى المواجهة العسكرية والسياسية في المنطقة، بل تعدّاه إلى كل مواضع القوة الخفيّة والنّاعمة الّتي كانت تمتلكها السعوديّة في المنطقة./انتهی/