افتتحت فعاليات الأسبوع الثقافي الجزائري أمس الاثنين في المكتبة الوطنية في العاصمة طهران بحضور وزير الثقافة الايراني صالحي اميري ونظيره الجزائري ميهوني ووفدٍ جزائري ضم وجوهاً ثقافية مميزة كان أبرزها المخرج الجزائري أحمد راشدي.

وكالة مهر للأنباء - ديانا محمود: افتتح الاسبوع الثقافي الجزائري في ايران فعاليته أمس في صالة المؤتمرات في المكتبة الوطنية الايرانية في العاصمة طهران بحضور وزير الثقافة والإرشاد الاسلامي رضا صالحي اميري ووزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوني. 
ورحب وزير الثقافة والارشاد الاسلامي بالوفد الجزائري معرباً عن سعادته باستضافة نظيره الجزائري والوفد المرافق له ضمن الاسبوع الثقافي الجزائري في طهران مؤكداً إن العلاقات الطيبة بين البلدين تعزز وجه الثقافة الاسلامية في العالم.
وأشار صالحى اميري إلى العلاقات الجزائرية الايرانية المتبادلة في مختلف المجالات مغتنما الفرصة لشكر الحكومة والشعب الجزائري للوقوف بجانب ايران في منظمة الاوبك. 
وبدوره أشار وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوني إلى عمق العلاقات الثقافية بين البلدين مقدماً شرحاً موجزاً عن تاريخ العلاقات الجزائرية الايرانية، مؤكداً على أهمية تطوير العلاقات الثقافية الحالية في مختلف الصعد. 

ووقع الوزير الجزائري ميهوني ديواناً شعرياً له مترجماً للغة الفارسية بعنوان "اوراس"، إلى جانب رفع الستار عن تمثال للأمير عبد القادر الجزائري صنعه فنان ايراني، حيث تسلمه وزير الثقافة الجزائرية. 

وأشارت المديرة العامة للعلاقات الدولية في وزارة الثقافة الجزائرية السيدة "فتيحة عاقب"  في تصريح لوكالة مهر للأنباء إلى إن علاقات الجزائر وطهران جيدة جداً  وهذا الأسبوع الثقافي الجزائري الثاني في طهران حيث كان الأول عام 2008، منوهةً إلى إن التبادل الثقافي بين البلدين يشمل مجالات عدة فالسينمائيين الايرانيين حاضرين في المهرجانات الجزائرية كما في معارض الفنون التشكيلية ولاسيما في ميدان المنمات والخط العربي. 

وأوضحت إن الاجتماع بين الوزيرين الايراني والجزائري تتضمن بحث تقوية العلاقات الثقافية في كل المجالات، حيث تم وضع مسودات للاتفاقيات تعاون ثقافي في مجال السينما والترجمة والمعارض سيتم إمضائها قريباً، مؤكدةً إن هناك إرادة جدية من جميع الأطراف لتعزيز العلاقات المشتركة. 

وأشار رئيس مهرجان سينما وهران الشاعر الجزائري ابراهيم صديقي  في حديث لوكالة مهر للأنباء إن الأسبوع الثقافي الجزائري في طهران هو تمازج للحضارة والتاريخ، مشيراً إلى العلاقات الثقافية الوطيدة بين البلدين، مضيفاً إن المثقفين في الجزائر يتابعون الحراك الثقافي الايراني بنهم ولا يفتون الاطلاع عليه من خلال مختلف وسائل التواصل الموجودة. 

وأوضح الشاعر الجزائري إن أسماء جزائرية كبيرة حاضرة في هذه الفعالية الثقافية في مختلف المجالات الموسيقية والرسم والسينما والصناعات اليدوية، معرباً عن سعادته في زيارته الأولى لطهران متنمياً أن تتطور هذه العلاقات المستقبلية وتترجم خارج فعاليات الأسابيع الثقافية. 

أحمد راشدي: هذه زيارته الأولى إلى طهران وللأسف جاءت متأخرة

كما استضافت طهران المخرج الجزائري الكبير أحمد راشدي في هذه الفعالية الثقافية المميزة، وصرح راشدي لوكالة مهر للأنباء إن هذه زيارته الأولى إلى طهران وللأسف جاءت متأخرة،  معرباً عن شكره للاستضافة الجميلة في طهران التي أتاحت للطرفين الاطلاع على ثقافة الآخر والنقاط التي تخدم التقارب بين الطرفين.

وأضاف المخرج راشدي إن هذه الخطوة يجب أن تنتقل إلى مرحلة عملية بعيداً عن الخطابات، مشيراً إلى اتفاقية للانتاج المشترك لصناعة السينما بين البلدين ستوقع قريباً لتوسيع الطريق بين الحرفيين، موضحاً إن هناك مواضيع مشتركة على صعيد العالم الاسلامي يجب التطرق لها والوقوف أمامها وقفة رجل واحد، ولاسيما ضد حملات الغرب ضد المسلمين. 

وأضاف أن قضية أخرى في العالم الاسلامي عامة تحتاج إلى عمل إعلامي مضاد يخدمها ويعزز المفاهيم الصحيحة أمام العالم، مطالباً بتوظيف صناعة السينما لخدمة هذه القضايا فهي الفن الذي يقلد الواقع. 

مي غول: كان حلمي أن أزور بلاد فارس

وألفت الشاعرة الجزائرية "مي غول"  قصيدة باللغة العامية الجزائرية خلال أمسية الافتتاح مرتدياً الزي التقليدي الجزائري، وأشارت في تصريح لها لوكالة مهر للأنباء إنها مبهورة في الجمال والثقافة الايرانية والمحبة، قائلةً: كان حلمي أن أزور بلاد فارس، فأنا عاشقة لعمر الخيام وجلال الدين الرومي. 

وأوضحت الشاعرة إن الحضارة الفارسية تركت بصمة خاصة في المؤلفات الاسلامية، مشيرةً إلى إن ماتركه الفكر الفارسي معروف في البلاد العربية والمطبوعات تجدد الشعر الكلاسيكي الفارسي مع ضعف في الترجمات الحديثة، ونوهت الشاعرة إلى إن الشعب الجزائري يحب الأدب الفارسي بالرغم من إن الملمين باللغة الفارسية أقلاء إلا إن المضمون الفكري منقول إلى اللغة العربية، مؤكدةً على ضرورة تعميق الجسور الثقافية في البلدين ولاسيما في مجال الأدب والترجمة. 

واختتمت الأمسية بإنشاد ديني لفرقة "العامة" لمنطقة القنادسة الجزائرية أبهرت الحضور بألحان جميلة وايقاعات محلية أطربت الحضور مع قصائد المدح النبوي. 

وافتتح الوزيران الجزائري والايراني المعرض المقام في المكتبة الوطنية الايرانية بعد الامسية، والذي تتضمن تصاميم للأزياء الشعبية في الجزائر  منها الجبة القسطنطينية والقبائلية والشدة التلمسانية إلى جانب الحلي المحلي المصنوع من الفضة. 

الجدير بالذكر إن الأسبوع الثقافي سيتمر حتى يوم الجمعة 16 كانون الأول متضمناً نشاطات من بينها افلام سينمائية وأمسيات شعرية وموسيقية. /انتهى/.