أكد الخبير السياسي في الشؤون الروسية رائد جبر ان موسكو تنتظر من انقرة اوسع تعاون ممكن في التحقيق، لان اسئلة كثيرة برزت حول وجود ثغرة امنية خطيرة في تركيا، خصوصا ان السفير المغدور لم يكن محاطا بحماية كافية.

وقال رائد جبر في تصريح لوكالة مهر للأنباء حول تداعيات اغتيال السفير الروسي اندريه كارلوف على انه لا يعتقد ان اغتيال السفير الروسي لدى انقرة سوف ينعكس على العلاقات بين البلدين معتبراً ان الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب اردوغان اعلنا عن ذلك بوضوح عندما اعتبر كل منهما ان هدف الجريمة كان ضرب العلاقات التي شهدت خلال الفترة الاخيرة تطورا ملحوظا وبدأت تدخل في مرحلة من التفاهم الواسع على ملفات عدة.

ولفت الى انه لا يمكن تجاهل ان موسكو تنتظر من انقرة اوسع تعاون ممكن في التحقيق، لان اسئلة كثيرة برزت حول وجود ثغرة امنية خطيرة في تركيا، خصوصا ان السفير المغدور لم يكن محاطا بحماية كافية ولم يتمكن رجال الامن الاتراك من التدخل الا بعد ان نفذ جريمته بوقت طويل نسبيا.

وتعليقا على الرسالات التي تحمل عملية اغتيال السفير الروسي للاطراف الاقليمية والعالمية قال جبر ان هذه الجريمة اتت بعد تفاهمات مهمة بين موسكو وانقرة سمحت بتنفيذ عملية اخلاء حلب من المدنيين والمسلحين، وبعد فترة من انطلاق عملية عسكرية تركية واسعة في شمال سورية حظيت بضوء اخضر من جانب موسكو مضيفا: وجاء الاجتماع الثلاثي لوزراء خارجية روسيا وتركيا وايران ليدل الى ان التعاون والتنسيق بدأ يتخذ بعدا اعمق وابعد في الملف السوري، لذلك يبدو ان الرسالة الاهم هي محاولة عرقلة تطور الامور على هذا المسار تحديدا.

ورداً على سؤال مراسل وكالة مهر للأنباء حول احتمالات بأن العملية كانت لحوافز فردية صرح المحلل السياسي: لا اعتقد انها عملية فردية والتحقيقات الاولية دلت الى ان القاتل زار موقع الجريمة وخطط لها بعناية، واعتقد انها عملية منظمة قد تقف خلفها اجهزة استخبارات لدول لها مصلحة في ضرب التقارب الروسي التركي في سورية تحديدا.

ورأى انه لا يمكن حالياً التهكن بنتائج عمليات التحقيق، "لكن اظن ان العملية تصب لصالح كل الاطراف التي ترى في التقارب الروسي – التركي تهديدا لمصالحها في سورية".

وتعليقاً على احتمال تورط الادارة الامريكية في تنفيذ عملية الاغتيال قال رائد جبر ان ادارة اوباما بالفعل عملت على تعقيد الموقف اكثر، امام الرئيس الاميركي المنتخب في مجال العلاقات مع روسيا، ويبدو انها تعمدت تسريع بعض الملفات لتزيد من صعوبة وتوتر العلاقات مع موسكو، "لكن لا اميل لفكرة التسرع في اطلاق احكام بشأن عملية الاغتيال، وارجح عموما الا تكون مرتبطة بملف العلاقات الروسية الاميركية بل بالوضع في سورية والتقارب الروسي التركي الملحوظ في الاونة الاخيرة".

أجرى الحوار: محمد مظهري