أشار الباحث الايراني في مجال التاريخ هادي انصاري الى نصيب دور ايران الكبير في ترميم العتبات المقدسة على مدى التاريخ، معتبراً إن الشعبين الايراني والعراقي لا تفصلهما أي حدود إلا الجغرافية.

أشار الباحث التاريخي هادي أنصاري في حديث  لـوكالة مهر للأنباء أن ترميم وإعادة بناء مراقد الأئمة المعصومين (ع) والأماكن المقدسة الشيعية حظي باهتمام واسع من قبل الايرانيين على طول التاريخ، مبيناً إن هذا الاهتمام يرجع إلى قرون ماضية ففي عهد فخر الدولة الديلمي في القرن الرابع الهجري أصدر أمرا ببناء مرقد الامام علي بن أبي طالب (ع) وإلى جانبه الرواق وصحن المرقد. 

وأضاف أنصاري إن الملوك في القرن الثامن الهجري أعطوا أوامر بترميم المرقد مرة بعد تعرضه لحريق في ذلك الزمن، أما أغلب اجزاء المرقد المقدس التاريخية تم بناءه على يد الشيخ بهايي في عهد الشاه عباس الصفوي سنة 1032هـ. 

وتابع الباحث الايراني قائلاً إن الملك الايراني نادرشاه افشار في سنة 1155 هـ دخل مدينة النجف وأعطى أوامره بإعادة ترميم قبة المرقد المقدس وتذهيبها مع المنارات، الأمر الذي أعطى للمرقد شكلاً جديداً. 

واعتبر أنصاري إن السعي الدائم الذي بذله الحكام في ايران في خدمة المراقد المقدسة كان مبنيا على اعتقادات راسخة، مضيفاً إن البعض كان يكسب قلوب الناس بهذه الإجراءات. 

وأشار الباحث الايراني إن حركة ترميم العتبات المقدسة كانت دائمة على مدى التاريخ منوهاً إلى إن حظاً وفيراً منها كان من نصيب الايرانيين، موضحاً إن العصر الحديث شهد ظروفا مختلفة أعاقت لمدة طويلة عمليات الترميم في العراق، إلا إن السنوات العشر الأخيرة أعادت أحياء هذه الترميمات بهمة الشعب العراقي 

وبين الباحث الايراني إن المراسم الدينية التي تشهدها هذه العتبات ولاسيما في الأربعين الحسيني تكشف وبشكل واضح إن الحدود مابين الشعبين العراقي والايراني هي مسألة جغرافية لا أكثر. 

وأكد أنصاري إن رؤية الجمهورية الاسلامية الايرانية في هذا الخصوص تأتي من منهج الثورة الاسلامية وحدة نظر الإمام الخميني (ره) الذي أعطى أوامر بمساعدة مختلف المناطق في العراق الشيعية أو السنية. 

واعتبر انصاري إنه يتوجب على الناس والنظام وأصحاب الفكر والمال والمعماريين أن يشاركوا في خدمة توسيع العتبات المقدسة وتحسين أمكانياتها الموجودة. /انتهى/.