تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا قيل إنها للارهابي التكفيري عبد الرحمن شداد المعروف بأبو نمر السوري، الذي فخخ طفلتيه وأرسل إحداهما لتفجير نفسها بمركز للشرطة في دمشق.

وقتل شداد متأثرا بجروح أصيب بها بعد إطلاق النار عليه من قبل مسلحين مجهولين في حي تشرين عند أطراف دمشق، فيما رجحت مصادر أن تكون جبهة "فتح الشام" هي من قامت بتصفيته.

وشداد أو أبو نمر، من سكان المنطقة الواقعة بين حيي برزة والقابون عند أطراف دمشق، انضم في البداية إلى صفوف "جبهة النصرة" ثم إلى "داعش" في الغوطة الشرقية، ليطرد منه لاحقا ويلتحق بحركة "أحرار الشام".

ورجحت تنسيقيات المسلحين أن تكون جبهة النصرة أو فصيل آخر من قام بتصفية "أبو نمر" خصوصاً بعد ارسال ابنته (9 اعوام) لتنفيذ عملية انتحارية بعد تفخيخها، في مركز للشرطة السورية قبل 9 أيام.
ويبدو أن جبهة النصرة اختارت تصفية الرجل، خصوصاً وأنه كان يعمل تحت حمايتها كـ "قيادي أمني"، بعد انفصاله عن حركة احرار الشام، وسبق أن فجر شقيقه وزوجة شقيقته، خلال مداهمة للقوات السورية منزلهما في أحد مناطق دمشق في العام 2014. وكان النمر لا يخرح من منزله إلا ويرتدي حزاماً ناسفاً.
قرار النصرة بتصفيه ابو نمر، يأتي بعدما أثار اسلوب عملها سيلاً من الانتقادات، من قبل الجماعات المسلحة الأخرى، وفي خضم مساعيها لدفع تهمة الإرهاب عنها، وبهدف وقف حملة الاعتراض على طرق هذه الجماعة الإرهابية في القتال.
ووضع هذا الأسلوب النصرة وحلفائها في موقع محرج، خصوصاً وأنهم كانوا يتباكون على الأطفال في مناطق أخرى، ليأتي هذا العمل ويكشف لا انسانيتهم في التعامل مع اطفالهم، فكيف مع أطفال الآخرين.
جبهة النصرة ليست الوحيدة التي استغلت الأطفال، فهناك حركة أحرار الشام والإرهابي السعودي عبد الله المحيسني، الذين جندوا الأطفال وأقاموا لهم معسكرات تدريبية، عرضوا بعضا من مشاهدها على مواقع التواصل الإجتماعي، بالإضافة إلى جبهة أنصار الدين وغيرها من الجماعات التي تنشط في الساحة السورية.
وتستغل الجماعات الارهابية المسلحة الأطفال في الأعمال الأمنية بالتجسس على باقي الجماعات أو الجيش السوري، وإعلامياً من خلال تصوير العمليات الحربية، وأيضاً في المعارك، حيث لوحظ وجود الأطفال بقوة في معارك "كسر الحصار" عن حلب ومعارك المدينة الأخيرة، وحتى في العمليات الإنتحارية، حيث أنه ليست المرة الاولى التي ينفذ فيها طفلاً عملية انتحارية في سوريا، لكنها الأولى لفتاة صغيرة.
وكانت تجهيز الإنتحاريين الأطفال وإرسالهم تتم في السر، فيما مع حالة أبو نمر فإنها جرت بالعلن، ما أحرج هذه القيادات الارهابية إعلامياً، ما دفعها إلى اغتياله، واسقاط ورقته، بعدما أضرتهم كثيراً رغم الخدمات الكثيرة التي قدمها لجبهة النصرة وحركة أحرار الشام في أكثر من منطقة سورية./انتهى/