تاريخ النشر: ٣١ ديسمبر ٢٠١٦ - ١١:١٧

اعتبرت الباحثة السياسيّة التونسية الدكتورة سهام بنت محمّد أن الحرب العالميّة ضد سوريا وإن صمد إتفاق الهدنة فيمكن اعتبارها حربًا أطلسيّة برعاية أميركيّة نفّذها الإرهاب العالمي بدعم وتمويل من ممالك دول الخليج الفارسي.

وكالة مهر للأنباء - الدّكتورة سهام محمد: اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقف  الاعمال الحربية في سوريا بحضور وزير الخارجية والدفاع الروسيين وبمباركة تركية، في مسعى لإنهاء النّزاع السّوريّ.

ميدانيًّا فإن الملتزمون بهذه الإتّفاقيّة هو الجيش السّوري ممثلًا الحكومة الشّرعية في البلاد وستّ فصائل مسلّحة يمثلون اكثر من 60.000 الف مسلح انتدبوا ليمثلّة "المعارضة السّوريّة" وهي (فيلق الشام 4000 مسلح، احرار الشام 16000، جيش الشام 12000، جيش المجاهدين 8000، جيش ادلب 6000، والجبهة الشامية 3000، وبعض العناصر الاخرى حوالي 12000مسلح).

يهدف وقف إطلاق النار وحسب الإتفاق المبرم بين الأطراف الدّوليّة:

اولا: وقف اطلاق النار من قبل كل  المجموعات المسلحة التي التزمت بالاتفاقية، باستثناء جبهة فتح الشام (النصرة سابقًا) وتنظيم داعش الإرهابي،على كامل التراب السّوريّ إبتداء من منتصف ليلة الخميس 29 كانون الثاني-ديسمبر 2016.

ثانيا: اتخاذ تدابير لتفعيل الاجراءات من أجل تثبيت الهدنة ونشر قوّات روسيّة في هذا السّياق.

ثالثا: تفعيل شروط محادثات السلام المقررّ عقدها في العاصمة الكازاخستانيّة "آستانا" والتي ستشارك حسب التسريبات كل من الجمهورية الاسلامية في ايران ومصر في مفاوضاتها. امّا الولايات المتحدة الامريكية فمشاركتها منوطة برغبتها في الإنضمام للمجموعة الدولية الهادفة لإنهاء النزاع السوري وذلك بعد تسلم الرئيس الجديد مهامه الرئاسية رسميا بتاريخ 20 يناير 2017 الجاري.

انّ هذا الاتفاق سيكسر حدّة النزاع في سوريا اذ سيقسّم المجموعات المسلحة الى جماعة تسعى لخدمة اهداف حلف الناتو منذ بداية الازمة وهي الجماعة التي رفضت التوقيع جملة وتفصيلا وستستمر في القتال وبين مجموعة اخرى وافقت على الاتفاق و على خطة القاء السلاح و الجلوس الى طاولة المفاوضات.

الملاحظ أنّه من خلال مشاركة  الجمهورية الاسلامية في ايران في صياغة الاتفاق سيدفع  بتركيا  العضو في حلف إلى الإبتعاد عن سياسته وعن السياسة الأميركيّة ومشاريعها في المنطقة.

ويجدر التّذكير في أن الائتلاف السّوري المعارض الّذي قد أعلن عن تأييده للاتفاق يأتي بعد الخطوة القطريّة التي يمكن أن اعتبارها  إنسحابًا من الحرب السورية  على حساب الرّوابط الإقتصاديّة مع اكبر شركة نفطيّة في العالم " روسنفت " وترسيخ قواعد الطاقة مع العملاق الروسي.

انّ هذا الاتفاق لوقف الاعمال الحربية سيكون قيد مناقشة لمدة شهرين و إن حاولت بعض الاطراف المعارضة له خاصة اسرائيل و بريطانيا عرقلته من خلال القيام ببعض الاعمال هنا و هناك كعملية اغتيال السفير الروسي في انقرة والذي تتحدث بعض الاوساط الروسية عن تورّط غير معلن لإسرائيل في العملية، أو من خلال قصف السفارة الروسية في دمشق.

طبعا من الضروري الاشارة إلى أنّ الإدارة الأميركيّة المنتهية ولايتها وفرنسا وبريطانيا لن تشارك في إتّفاق وقف اطلاق النار هذا بعد الإتّهام العلني للرئيس التّركي "اردوغان"  ضدّ هذه الإدارة بمواصلة دعمها للقاعدة وداعش رغم نفي السّفارة الامريكية في أنقرة تلك الإتهامات.  في هذا السّياق يمكن الربط بين الإتهام التّركي وقرار الرئيس الأميركي باراك اوباما في أواخر أيّام ولايته الرئاسيّة في 23 كانون الأوّل-ديسمبر 2016 تمرير قانون الضرائب و الدفاع الذي يجيز تسليم اسلحة الى المعارضة في سوريا.

أمّا المملكة العربيّة السعوديّة الّتي لم تعلّق على الإتّفاق فهي تحاول إستمالة المواقف من خلال تبنّي ملف الأعمال الانسانيّة باسم مساعدة اللاجئين السوريين وذلك بتوزيع المساعدات وتعمل على إبقاء هؤلاء اللاجئين في مناطق الشّتات وبالتالي عدم عودتهم إلى أراضيهم.

إنّ هذه الحرب الكونية بكل ما للكلمة من معنى التي عاشتها الجمهورية العربية السورية والّتي ذهب ضحيتها ما لا يقلّ عن 300 ألف  سوري ففي حال صمد إتفاق الهدنة فمكن تلخيصها بأنّها حرب أطلسيّة وبرعاية أمريكية نفذها الإرهاب العالمي بدعم وتمويل من ممالك دول الخليج الفارسي./انتهی/