وكالة مهر للأنباء - يتبع البلوش الذين رحلوا من محافظة سيستان وبلوشستان إلى محافظة كلستان المذهب الحنفي. ويقطن غالبية أهل السنة من التركمان في مدن مثل (بندر تركمن) ميناء التركمان ، آق قلا وكميشان وكنبد كاووس ومراوه تبه كما يعيش في المناطق الأخرى لهذه المحافظة نسبة كبيرة منهم وينتشر أهل البلوش في ضواحي وقرى ومدن مختلفة حيث يشكلون نسبة صغيرة من عدد هذه المناطق .
الخلفية الدينية للتركمان
وبما أن التركمان يشكلون شريحة كبيرة من هذه المحافظة يجب دراسة خلفيتهم الدينية قبل الإسلام وما بعد الاسلام.
۱-قبل الإسلام
كان التركمان مثل باقي الطوائف القاطنة في آسيا الوسطى يعتنقون ديانة "شامانيسم" وهذه الديانة تتبنى أفكارا وتصورات غامضة حيال رب السماء ما يعرف بتنغري وكانوا قبل ذلك يهتمون كثيرا بآلهة "آتوغن" آلهة الأرض ومصدر الثراء . وكانت تعبد هذه الآلهات إلى آلهات من مثل آلهة الشمس والقمر والقوى الطبيعية والجبال والأنهر المقدسة وأرواح القادة وباقي الأرواح . كما أننا نشاهد نوعا ما عبادة النار وكانت تتم كل المهام المذهبية من قبل الاب الروحي لديانة شامانيسم أمام الشمس .
وذكر ابن فضلان الذي كان يعيش في القرن العاشر الميلادي بوصفه ممثلا للخليفة في جميع آسيا الوسطى أن الغزيين (التركمان) كانت حياتهم بدوية ويقضون حياتهم بمعاناة ونصب وقال إنهم غير مهتدين إذ لا يعتقدون في إله واحد .
۲ـ بعد الإسلام
اعتنق التركمان في النصف الثاني من القرن السادس عشر (القرنين التاسع والعاشر) تدريجيا الإسلام.
وكان السلاجقة التركمان المجموعة الأولى التي اهتدت بدين الإسلام حيث يعزى ذلك إلى سياق استقرارهم والابتعاد عن الحل والترحال .
التركمان السنة في ايران، يعتنقون "المذهب الحنفي" بإتباعهم الإمام الأعظم (أبو حنيفة النعمان بن ثابت) ولأن الصوفية بين التركمان، وخاصة (قبيلة جوجلان) ذات أهمية بالغة جدا لذا نحن نتتبع بإيجاز السلسلة التاريخية لاحدى الطوائف الكبرى الصوفية (النقشبندية) وهي مفصلة أدناه :
مرت النقشبندية بمراحل كثيرة عبر تطورها التاريخي. وثمة علاقات ربطتها بغيرها من الطرق الصوفية، وكذا التيارات الروحية التي انتشرت في البلاد الإسلامية، ومن الممكن أن نطلق على المرحلة الأولى في تاريخ النقشبندية مرحلة النشأة والتطور أو اليسوية والنقشبندية، فثمة علاقة وثيقة بين الطريقتين ليس من حيث الطقوس والمراسم فحسب بل العقائد والأوراد والأذكار كذلك. فثمة مراحل تاريخية مرت بها النقشبندية، تميزت كل منها بميزة خاصة، وصبغتها بصبغة خاصة. وتتميز كل مرحلة عن غيرها من المراحل التي مرت بها عبر التاريخها.
يعد أول من أسس اليسوية هو أحمد يسوي المتوفى عام ۱۱۶۷م ونهج نهجاً صوفياً ذاع بين الأتراك. وكان لطريقته الصوفية مكانة في نفوس الشعب التركي في الفترة المبكرة من دخولهم في دين الله. ومن الكتاب من يقر بفضل الترك في ذيوع الطريقة اليسوية في البلاد.[۲] لأن أحمد يسوي سعى سعيه لنشر الإسلام عن طريق الترويج لتعاليم طريقته الصوفية. أثرت اليسوية تأثيراً عميقاً في النقشبندية، التي ازدهرت أولاً في التركستان، ثم الأناضول. وترجع صلة شيوخ النقشبندية بأحمد يسوي إلى أن الشيخ بهاء الدين نقشبند محمد البخاري، المعروف ب"شاه نقشبند"، نال الفيض على يد كل من الشيخ قاسم، والشيخ خليل آتا اللذان يعدان من شيوخ اليسوية. وأنه مضى مراحل طويلة إلى جانب خليل آتا. وبعد "شاه نقشبند" انتشرت النقشبندية بين أتراك التركستان. وضيقت ساحة نفوذ اليسوية التي كان لها الانتشار قبلها هناك.
وللنفس سبع مراتب في عقيدتهم، حسب تأثرها بالمجاهدات، وهي:
الطريقة النقشبندية هي واحد من أكبر الطوائف الصوفية والتي تنتسب إلى محمد بهاء الدين شاه نقشبند واشتق اسمها منه، ومن ثم عرفت به. الطريقة النقشبندية هي الطريقة الوحيدة التي تدّعي تتبع السلسلة الروحية المباشرة مع نبي الإسلام محمد من خلال أبي بكر وبذلك تكون تلك الطريقة مرتبطة بطريق غير مباشر بالإمام علي (ع)عن طريق جعفر الصادق(ع) وتختلف بقية الطرق عن تلك الطريقة بأن سلسلتها خلال الإمام علي.
النفس الأمارة
تميل للشهوات وترغب في اللذات وتجذب القلب للأسفل وهي منبع للشر والأخلاق الذميمة مثل الحقد والحرص والحسد والغضب والبخل.
النفس اللوامة
تنورت بنور القلب فهي تارة تقترف المعاصي ثم تندم وتلوم نفسها وهي منبع الندامة لإنها منبع الهوى وتتصف بالحرص.
النفس المطمئنة
تخلت عن صفاتها الذميمة ووصلت للكمالات حيث انتقل صاحبها من التلوين إلى التمكين يخاطب الناس عن بعد لتعلقه بالحق تعالى.
النفس الملهمة
ألهمها الله تعالى العلم والتواضع والقناعة والسخاء هي منبع الصبر والتحمل والشكر.
النفس الراضية
رضيت عن الله وتحقق فيها قوله تعالى: "رضي الله عنهم ورضوا عنه" وشأنها في هذا التسليم والتلذذ بالحيرة.
النفس المرضية
رضي الله تعالى عنها ويبدو فيها أثر رضاه وهي منبع الكرامة والإخلاص والذكر ويقال إن السالك في هذة المرتبة يضع الخطوة الأولى في معرفة الله تعالى ويظهر فيها تجلى الأفعال.
النفس الكاملة
صارت للكمالات طبعا وسجية ولازالت ترتقي في الكمال وتؤمر بالرجوع للعباد لإرشادهم وتكميلهم ومقامها مقام تجليات الأسماء والصفات حالها البقاء بالله تسير بالله إلى الله وترجع من الله إلى الله ليس لها من مؤي سواه تستقي علومها منه تعالى.