اكد نائب قائد الحشد الشعبي "أبو مهدي المهندس" أنّ الحشد سيتوجه إلى سوريا لمواجهة أي تهديد للعراق ، لافتا إلى دور حزب الله اللبناني الإيجابي في دعم العراق في مواجهته للإرهاب.

وأكد نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق "أبو مهدي المهندس" أن العلاقة مع حزب الله متينة وعملياتية بعلم وموافقة الحكومة العراقية، كاشفاً عن الدور الذي لعبه القياديان في المقاومة عماد مغنية ومصطفى بدر الدين في تدريب أولى الخلايا العراقية ضد نظام صدام حسين ومن ثم تنظيم خلايا المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأميركي بعد 2003.
وفي مقابلة مع الميادين ضمن حوار الساعة قال المهندس إن علاقته بالشهيدين مغنية وبدر الدين تعود للثمانينيات وإنه كان واحداً من الذين تدربوا على أيديهما واصفاً دورهما بـ"الأساسي والمهم جداً"، مشدداً على أن "دور حزب الله مستمر في العراق من خلال المساعدة في التدريب ووضع الخطط إلى جانب إيران بعلم ومواقفة الحكومة الحالية والسابقة".

مستعدون للذهاب إلى سوريا إذا كان أمن العراق مهدداً

المهندس قال : إن سوريا والعراق ساحة واحدة ، مؤكداً أن القوات العراقية تمكنت من قطع اتصال قيادات داعش في الموصل عن سوريا لذلك يحاولون إيجاد طرق تهريب شمالاً باتّجاه قوات البيشمركة لافتاً إلى أنهم لم يجدوا رغم كل محاولاتهم طريقاً للنفوذ بالاتجاه الثاني.
وأكد المهندس أنه كلما تقدّمت القوات العراقية غرباً واستعادت السيطرة على مناطق أخرى فإنه سيكون لذلك تأثير كبير على الوضع في سوريا.
المهندس أوضح أن العراقيين الذين يقاتلون في سوريا لا يتبعون الحشد الشعبي وإنما فصائل وأحزاباً عراقية لها وجود رسمي في الدولة العراقية، بيد أنه أكد أن الحشد مستعد للذهاب إلى سوريا بعد الموصل شرط موافقة القيادة العسكرية والحكومة في العراق فضلاً عن الحكومة السورية. 
وفي هذا السياق قال المهندس "سنذهب إلى أي منطقة تهدد أمن العراق وإن شاء الله تنتهي (الحرب) في سوريا قبل الموصل وعندها لا نحتاج للذهاب".
 
لا قرار بعدم دخول الموصل والعملية قد تستمر لأشهر

المهندس توقع أن تستمر معركة الموصل لأشهر نافياً وجود أي قرار سياسي بعدم دخول المدينة. وأوضح القيادي في الحشد الشعبي أن مردّ النظرة الحالية تجاه العملية  والتقارير التي تتحدث عن بطئها هو الجرعة الزائدة من التفاؤل لا سيما في ما يتعلق بالخطة الأميركية وإمكانية إزاحة داعش من الجانب الأيسر إلى الجانب الأيمن. 
وقال المهندس:  "من البدايات كنّا نتوقّع ونفهم أن هذه العملية صعبة وطويلة وتحتاج إلى وقت بسبب تعقيد المساحة الجغرافية، وبسبب وجود السكان بهذا العدد الكبير ونحتاج حتماً لوقت مهم لحصار هذه المنطقة وتحريرها" مؤكداً أن "التقدّم والإبطاء بيد القوات الموجودة على الأرض".
وشرح المهندس جانباً من مجريات العملية تحديداً في المحور الغربي للمدينة عند الحدود السورية، كاشفاً أنه "طلب من الحشد الشعبي في بداية العمليات التباطؤ في التقدّم حتى ينسحب داعش وفق تصور الأميركيين من الجانب الغربي وتحديداً من تل عبطة باتّجاه سوريا" وهو ما دفع الحشد إلى إمساك الطريق بين بيجي والقيارة" في عملية استغرقت أسبوعين، مؤكداً أنه لم تكن لدى الحشد أي نية للتباطؤ أصلاً.
وكشف المهندس أن المحور الغربي لم يكن جزءاً من الخطط الأميركية ، مشيراً  الى أن إغلاق هذا المحور وفصل الموصل وتلعفر عن كل مناطق العراق وسوريا شكّل مفاجأة للجميع بمن فيهم الأميركيون.  
وعن الخطوة المقبلة للحشد الشعبي وإمكانية دخول تلعفر قال المهندس "يدنا مفتوحة وهناك خيارات عدة مطروحة بين التوجه شمالاً نحو تلعفر وباتجاه غرب الموصل والحدود السورية أو باتجاه الجنوب" مضيفاً "خلال الأيام المقبلة سنتقدم في الإتجاهات". 

لا علاقة مع الأميركيين ونسعى لصفقات تسليح مع روسيا

"أبو مهدي المهندس" أكد عدم وجود أي علاقة للحشد بالأميركيين على الإطلاق مشيراً إلى أن نسبة كبيرة من كوادر الحشد الشعبي من المقاومين للوجود الأميركي في العراق. واتهم المهندس الأميركيين باستثمار داعش للضغط على الحكومة العراقية السابقة برئاسة نوري المالكي. وفي هذا السياق روى المهندس ما سمعه من أحد كبار الضباط العراقيين الذي كان قريباً من الأميركيين في أواخر أيام ولاية المالكي بأن هؤلاء لن يتدخلوا إلا بعد تغيير الحكومة.  
في المقابل وصف المهندس دور روسيا في سوريا بـ"المهم والإيجابي والمؤثر"، مشدداً على أهمية عمل اللجنة الرباعية في العراق (تضم إيران والعراق وروسيا وسوريا). وكشف المهندس أن أحد أهداف زيارة رئيس هيئة الحشد الشعبي إلى موسكو التهيئة لتفاهم حول تسليح الحشد، علماً "أننا لسنا مضطرين للسلاح ولكن إن وافقت روسيا على عقود التسليح فهذا أمر جيد"، مشيراً إلى أن الحشد تمكن بالسلاح الذي حصل عليه من إيران من الوصول الى الموصل.  
وعن إمكانية القبول بتدخل عسكري روسي ضد داعش في العراق قال المهندس "إن لا مانع من ذلك في حال موافقة الحكومة العراقية" مضيفاً إن "الأرضية مهيأة لذلك وهناك نوع من التعاون الموجود الآن في الدخول الروسي الى سوريا". تعاون وصفه المهندس بأنه "أكثر من سياسي".
لم نخضع لأي ضغوط تركية في تلعفر

نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي وصف التدخل التركي في الموصل وبعشيقة وتجنيد وتدريب بعض القوّات العراقية دون موافقة الحكومة العراقية بـ"التجاوز الفاضح للسيادة العراقية" لكنه أكد عدم رغبة العراق في الدخول في حروب مع دولة مثل تركيا التي "نتمنى أن تكون العلاقات معها متينة". 
ونفى المهندس علمه بمدى جدية أو عدم جدية الأتراك في الانسحاب من العراق لكن "الظروف على الأرض تغيرت" على حدّ تعبيره نافياً "خضوع الحشد لأي ضغوط من قبل تركيا بما يتعلق بتلعفر" نظراً لخصوصيتها لوجود تركمان فيها. 

الحشد الشعبي لن يشارك في الانتخابات لأنه مؤسسة أمنية

وجدّد "أبو مهدي المهندس" التأكيد على أن ما لا يقل عن ربع إلى ثلث الحشد الشعبي هو من المكوّنات الأخرى غير الشيعية على أساس مذاهب وأديان وقوميات أخرى، موضحاَ أنه "لن يكون هناك مجال لمشاركة الحشد في الانتخابات المقبلة باعتباره مؤسسة أمنية رسمية مثل الجيش والشرطة، لكن من هم موجودون في الحشد كانوا يمنتمون أو مرتبطين بفصائل مقاومة أو بأحزاب سياسية قائمة لها وجود قبل الحشد" فضلاً عن أن "بعض المقاومين تحوّلوا الى عمل سياسي أيضاً وهؤلاء من حقّهم بحسب الدستور والقانون أن يباشروا العمل السياسي والإنتخابات وغيره".
ورأى المهندس أنه بالرغم من الأذى الكبير الذي تسبب به داعش للعراق إلا أن ذلك "مقدّمة لتثبيت وضع العراق ووحدته من خلال تواجد القوات العراقية من حشد وجيش وشرطة في كل مناطق الأزمة التي كانت مرتعاً للدواعش والبعثيين والقاعدة" على حدّ تعبيره، معرباً عن تفاؤله بمستقبل العراق ومؤكداً الانفتاح على كل الأطراف الأخرى. 
لسنا موجودين في اليمن

من جهة ثانية نفى المهندس وجود الحشد الشعبي في اليمن مؤكداً أن "العلاقات مع الأخوة في اليمن، علاقات سياسية بشكل عام، وقد حضر وفد سياسي منهم إلى العراق والحكومة العراقية  كانت تبحث عن حل للأزمة اليمنية وفي فترة من الفترات حاولت أن تتوسط بين اليمن والسعودية"./انتهى/

سمات